إيران تؤكد عزمها على التوصل لـ"اتفاق جيد" في فيينا "بأسرع وقت".. وجولة حوار مع السعودية "قريباً"
قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، اليوم الجمعة، إن مسار مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي "إيجابي"، معلناً أن بلاده "تمتلك إرادة جادة للوصول إلى اتفاق جيد في أقرب وقت ممكن"، بينما أكد السفير الإيراني لدى العراق، إيرج مسجدي، أن الجولة الخامسة من الحوار الإيراني السعودي "ستنعقد قريبا".
وشدد أمير عبداللهيان، في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، على أن إيران "لا تثق بحكّام البيت الأبيض"، مطالبا بضرورة "اتخاذ الطرف الغربي وأميركا إجراءات عملية وملموسة وقابلة للتحقق لإثبات نيتهما بالتوصل إلى اتفاق مستدام يعتمد عليه".
وناقش أمير عبداللهيان، حسب بيان للخارجية الإيرانية، بالإضافة إلى ملف مفاوضات فيينا، آخر التطورات الإقليمية والدولية، في مقدَّمها الأوضاع في اليمن وأفغانستان.
وعن أوضاع اليمن، أكد أمير عبداللهيان "ضرورة وقف الهجمات على المناطق المدنية وإنهاء الحصار الإنساني ووقف إطلاق النار، وبدء الحوارات السياسية في اليمن"، داعيا الأمم المتحدة إلى بذل المزيد من الجهود لـ"رفع الحصار ووقف القصف الواسع على المناطق المدنية".
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده "تدعم الحل السياسي لإنهاء حرب اليمن"، داعيا إلى الاهتمام بالأزمة الإنسانية في أفغانستان وأوضاع اللاجئين الأفغان، وقال إن إيران استضافت خلال الشهور الأخيرة نحو 800 ألف لاجئ أفغاني جديد.
من جهته، قال غوتيريس، وفق بيان الخارجية الإيرانية، إن الأمم المتحدة تدعم "تحقيق السلام في اليمن وإنهاء الهجمات العسكرية والاهتمام بالقضايا الإنسانية، وبدء الحوارات السياسية لإنهاء المشاكل".
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة عن ترحيب المنظمة الدولية بـ"أي تقدم" خلال المفاوضات النووية، مؤكدا أن الأمم المتحدة "لطالما دعمت بكل قوتها وإمكانياتها التوصل إلى الاتفاق النووي والسلام الدولي".
الجولة الخامسة من الحوار الإيراني السعودي
على صعيد آخر، أكد السفير الإيراني لدى العراق، إيرج مسجدي، اليوم الجمعة، أن الجولة الخامسة من الحوار الإيراني السعودي "ستنعقد قريبا" في بغداد، وفقا لما أوردته وكالة "إيسنا" الإيرانية.
ولم يفصح السفير الإيراني عن موعد استئناف المباحثات بين بلاده والسعودية.
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض عام 2016، بعد مهاجمة إيرانيين السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد شرقي البلاد على خلفية الاحتجاجات على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر.
إثر ذلك، أغلقت منظمة التعاون الإسلامي ممثلية إيران لدى المنظمة في جدة خلال إبريل/ نيسان 2017.
وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل/ نيسان الماضي في بغداد، بعدما تكللت جهود الحكومة العراقية بالنجاح لجمع الطرفين على طاولة واحدة. وعقدت طهران والرياض حتى الآن أربع جولات، آخرها كان أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، قد أكد الإثنين الماضي توجه ثلاثة دبلوماسيين إيرانيين إلى جدة لإعادة فتح الممثلية الإيرانية لدى منظمة التعاون الإسلامي، قائلا إن التركيز ينصبّ حالياً على إعادة فتح الممثلية الإيرانية.
وكان وزير الخارجية الإيراني قد أكد، الإثنين الماضي، أن الحكومة الإيرانية تسعى إلى "تحسين العلاقات مع الدول الجارة"، قائلا عن العلاقات مع السعودية والحوار معها: "عندما تقرر السعودية إعادة علاقاتها مع إيران إلى الحالة الطبيعية وفتح سفارتها، وحتى توسيع هذه العلاقات، فنحن سنرحب بذلك".
وحول موعد إعادة فتح السفارات بين البلدين، قال أمير عبداللهيان إن ذلك "رهين بقرار السعودية، ونحن نرحب بجولة جديدة من الحوار".