أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الجمعة، رفض طهران الموقف الأميركي المطالب بالاختيار إما بين إحياء الاتفاق النووي أو إقامة علاقات مع روسيا، مؤكدة أن هذه الثنائية "زائفة".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في تغريدة على "تويتر" إن "الثنائية الزائفة بين الاتفاق النووي (الذي لا تزال إيران عضواً فيه، على عكس أميركا) والعلاقات الجيدة بين إيران وجيرانها، ومن بينهم روسيا، لا تخفي حقيقة أن التردد الأميركي هو أهم عقبة أمام التوصل إلى اتفاق".
وشدد كنعاني على أن "سياسة الجوار الخاصة بنا لا تتوقف على الاتفاق النووي أو إذن الولايات المتحدة".
الثنائية الزائفة بين الاتفاق النووي (الذي لا تزال إيران عضواً فيه،على عكس أمریکا) والعلاقات الجيدة بين إيران وجيرانها، ومن بينهم روسيا، لا تخفي حقيقة أن التردد الأمريكي هو أهم عقبة أمام التوصل إلى اتفاق. سياسة الجوار الخاصة بنا لا تتوقف على الاتفاق النووي أو إذن الولايات المتحدة.
— Nasser Kanaani (@IRIMFA_SPOX) July 22, 2022
وكان المبعوث الأميركي الخاص بشؤون إيران، روبرت مالي، قد قال، الأربعاء، في مقابلة مع قناة "سي إن إن" إن على إيران الاختيار بين إحياء الاتفاق النووي أو البقاء مع روسيا التي وصفها بأنها "الآن منعزلة دوليا".
وجاء ذلك بعيد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران الثلاثاء الماضي، لإجراء مباحثات منفصلة مع القادة الإيرانيين فضلا عن مشاركة في قمة أستانة حول الأزمة السورية.
وأضاف مالي أن فرصة إحياء الاتفاق النووي تضيق يوما بعد يوم، مؤكدا أن واشنطن تسعى إلى منع إيران من الحصول على السلاح النووي.
واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أمس الخميس، إيران بأنها "وحّدت الآن مصيرها مع عدد صغير من الدول التي لبست في البدء لبوس الحياد لتدعم في نهاية المطاف الرئيس بوتين في حربه ضدّ أوكرانيا والشعب الأوكراني".
ودعا برايس، خلال مؤتمره الصحافي، طهران، إلى العودة إلى الاتفاق النووي، قائلا إن ذلك يشكل "الحل الأسلم".
وأضاف برايس أن العقوبات الأميركية ستبقى سارية ضد إيران ما لم تعد إلى تنفيذ التزاماتها بالاتفاق النووي، قائلا إنها "لم تتخذ بعد القرارات السياسية اللازمة" للامتثال المتبادل للاتفاق المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه الإدارة الأميركية السابقة عام 2018.
ومساء أمس الخميس، جدد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، التأكيد على موقف بلاده بشأن المفاوضات النووية المتعثرة لإحياء الاتفاق النووي، مؤكدا "نحن جادون في التوصل إلى اتفاق نووي قوي ومستدام"، رافضا اتهام واشنطن لها بتعطيل الوصول إلى الاتفاق لإحياء الاتفاق النووي وواصفا هذا الاتهام بأنه "باطل".
وأكد أمير عبداللهيان في حوار مع التلفزيون الإيراني أن بلاده ستواصل المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، قائلا إن الأخيرة طلبت منا عبر الوسطاء تسوية ملف اغتيال القائد السابق لـ"فيلق القدس"، الجنرال قاسم سليماني، مع التأكيد على رفض الطلب والقول إن الملف "لم يغلق والثأر له واجب قطعي".
وأوضح الوزير الإيراني أن مسودة الاتفاق في المفاوضات النووية، جاهزة بنسبة 96 في المائة، مؤكدا أنها تنقصها "ضمانات لتأمين مصالحنا الاقتصادية".
كما بحث أمير عبداللهيان، الخميس، مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، آخر تطورات المفاوضات النووية، مجددا التأكيد على إرادة الجمهورية الإسلامية للوصول إلى "اتفاق جيد وقوي ومستدام"، وفق بيان للخارجية الإيرانية.
وأكد وزير خارجية إيران "ضرورة أن يتخلى الجانب الأميركي عن المطالب المبالغ فيها والتحلي بالواقعية في مسار التوصل إلى حل وإبرام اتفاق".
ولا تزال مفاوضات فيينا النووية، التي انطلقت في إبريل/ نيسان 2021، تراوح مكانها، منذ أن توقفت في 11 مارس/ آذار الماضي، لكنها استمرت بصيغة مفاوضات غير مباشرة عن بعد بين طهران وواشنطن، عبر ممثل الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، المكلف بتنسيق شؤون المفاوضات.
وأواخر الشهر الماضي، اجتمع المفاوضون الإيرانيون والأميركيون في العاصمة القطرية الدوحة، لاستكمال المفاوضات غير المباشرة، عبر الاتحاد الأوروبي. وفيما تؤكد إيران أنها كانت "إيجابية"، عبّرت الإدارة الأميركية عن خيبة أملها من نتائجها.
وكان المفاوضون على وشك التوصل إلى اتفاق جديد في مارس/آذار، لكن المحادثات تعثرت وتوقفت، بسبب رفض الولايات المتحدة مطلب طهران بأن ترفع واشنطن "الحرس الثوري" الإيراني عن قائمة الإرهاب، بدعوى أن هذا المطلب خارج نطاق إحياء الاتفاق.