دان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، احتجاز واشنطن ناقلة نفط إيرانية وتفريغ حمولتها الأسبوع الماضي، قائلا إن بلاده اتخذت جملة إجراءات للاحتجاج على هذه الخطوة الأميركية.
وقال كنعاني في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن طهران، استدعت في غياب السفير السويسري، القائم بأعمال السفارة السويسرية التي ترعى المصالح الأميركية في إيران، وسلمت السفارة مذكرتي احتجاج رسميتين، مضيفا أن البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة سجلت أيضا احتجاجا في هذا الشأن.
وتابع المتحدث الإيراني أن "على الإدارة الأميركية أن تعلم أن الاعتداء على مصالح الشعب الإيراني لن يمر من دون رد"، معتبرا أن العقوبات الأميركية الجديدة ضد إيران وتفريغ شحنة الناقلة المحتجزة "خطوات غير بناءة تتعارض مع إرسال رسائل تعلن فيها عن الاستعداد للحوار المباشر".
ولفت إلى أن هذا السلوك الأميركي "يأتي في مسار عكسي لتفاهم قد حصل في إطار صفقة تبادل السجناء"، مشددا على أن بلاده تعطي أولوية لرفع العقوبات الأميركية وتسعى إلى تحقيق ذلك في المفاوضات النووية.
وفي معرض الرد على سؤال بشأن تقارير غربية عن تفاهمات أخرى بين طهران وواشنطن على هامش صفقة تبادل السجناء التي تمت بوساطة قطرية، قال المتحدث: "كان لدينا في الفترة الأخيرة تفاهم مع أميركا وفي إطاره كان لدينا تبادل السجناء".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إيران أبطأت إلى حد كبير تكوين مخزون اليورانيوم المخصب بدرجة قريبة من اللازمة لصنع أسلحة وقلصت بعض مخزونها.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في منتصف الشهر الجاري أن الجانبين توصلا إلى تفاهمات غير مكتوبة على هامش صفقة تبادل السجناء تشمل موافقة إيران على عدم تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز مستوى إنتاجها الحالي البالغ 60 في المائة ووقف الهجمات على المتعاقدين الأميركيين في العراق وسورية من قبل وكلائها فضلا عن تطوير التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والامتناع عن بيع الصواريخ البالستية لروسيا، مقابل تجنب واشنطن تشديد العقوبات وعدم الاستيلاء على ناقلات النفط الإيرانية كما حصل في إبريل/نيسان الماضي، وتخفيف العقوبات على صادراتها النفطية.
وأضاف كنعاني أن إيران ستواصل تصدير النفط رغم العقوبات الأميركية وتعمل على إفشال مفاعيل هذه العقوبات بالتوازي مع استمرار المفاوضات النووية لرفعها.
ودعا كنعاني واشنطن إلى "إثبات أنها طرف يمكن الوثوق به في أي مفاوضات"، واصفا إرسالها قوات ومعدات عسكرية إلى المنطقة بـ"خطوة استفزازية".
وفي 19 من الشهر الجاري، أوردت وكالة "أسوشييتد برس" أن السلطات الأميركية فرغت حمولة ناقلة النفط "سويس راجان" التي كانت تحمل نفطاً خاماً إيرانياً خاضعاً للعقوبات الغربية.
وكانت الولايات المتحدة قد صادرت في إبريل/نيسان الماضي نفطا إيرانيا مُحملا على ناقلة في أثناء رسوها خارج ميناء هيوستون الأميركي، وذلك إنفاذا للعقوبات المفروضة على طهران.
وكان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني علي فدوي قد حذر، الشهر الماضي، الولايات المتحدة من تفريغ شحنة ناقلة نفط إيرانية محتجزة، قائلا: "إذا ارتكب الأعداء حماقة وقاموا بتفريغ شحنة الناقلة الإيرانية سنرد على ذلك بالمثل".