إيران تنفي طرح مطالب جديدة خارج الاتفاق النووي.. وقطر تدعم مراعاة مخاوف الجميع

06 يوليو 2022
خلال مؤتمر صحافي مشترك بين وزير الخارجية القطري ونظيره الإيراني (عطا كيناري/ فرانس برس)
+ الخط -

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأربعاء، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في طهران، أنّ قطر تدعم المفاوضات النووية للوصول إلى اتفاق يراعي مخاوف جميع الأطراف.

ودعا وزير الخارجية القطري إلى بذل جهود بنّاءة لإنجاح المفاوضات النووية والإقليمية، قائلاً إنّ الدوحة تدعم الحوار الإقليمي بين إيران ودول المنطقة، ومؤكداً أنّ الحوار الإقليمي "مهم للغاية ويمكن أن تكون له نتائج مهمة".

وأضاف أنّ قطر تريد ازدهار العلاقة بين دول المنطقة، مؤكداً سعي بلاده لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.

عبد اللهيان: إيران لم تطرح أي مطالب خارج الاتفاق النووي

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنّ بلاده "لم تطرح أي مطالب خارج الاتفاق النووي كما تزعم أميركا"، مضيفاً: "إننا عازمون على الوصول إلى اتفاق جيد وقوي".

وقال أمير عبد اللهيان إنّ "مفاوضاتنا تجرى على أساس الاتفاق النووي، ونحن في المفاوضات أكدنا للطرف الأميركي أن عليه إزالة كل ما يمنع انتفاع إيران الكامل من الاتفاق النووي".

وأكد الوزير الإيراني أن ما تطرحه طهران "ليس مطالب طامعة"، داعياً أميركا إلى "التعهد بأن تنتفع إيران من جميع مزايا الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وهذا هو ما لم تضمنه أميركا حتى الآن".

وقال إنّ مفاوضات الدوحة خلال الأسبوع الماضي كانت حول تقديم ضمانات اقتصادية أميركية لإيران، لافتاً إلى أنّ قطر "تلعب دوراً مهماً في تعزيز التعاون الإقليمي"، ومؤكداً أنها أيضاً لعبت دوراً بنّاء في المباحثات غير المباشرة الأخيرة في الدوحة بين طهران وواشنطن.

كذلك، التقى وزير الخارجية القطري أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، الذي أكد في اللقاء أن بلاده انخرطت في المفاوضات النووية بغية التوصل إلى "اتفاق قوي ومستدام وجدير بالثقة".

وأضاف شمخاني، وفق وكالة "نور نيوز"، أن "العقوبات الظالمة على إيران يجب أن ترفع بطريقة تمكن جميع الدول من الاستثمار في إيران بسهولة، مع الحفاظ على المصالح طويلة الأمد لهذه الدول".

وحول العلاقات مع دول الجوار، قال شمخاني إن "سياسة إيران الدائمة تجاه الجيران تعتمد توسيع العلاقات الشاملة والاستراتيجية مع مراعاة حسن الجوار". وأكد أن "الإرهاب والصهيونية هما عنصران أساسيان لزعزعة الأمن في المنطقة"، مضيفاً أن "أي تحالف مع الكيان الصهيوني، وإن كان غير أمني وغير عسكري، فإنه يهدد استقرار وأمن المنطقة".

من جهته، أكد وزير الخارجية القطري "ضرورة استمرار الحوار الإقليمي وإزالة العقبات المصطنعة وتسريع وتيرة العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف بين الدول"، مضيفاً "قطر تدعم المفاوضات النووية وتدعو جميع الأطراف إلى عودة سريعة إلى الاتفاق النووي والعمل بتعهداتها".

وشدد على أن "أهم ما تحتاج إليه المنطقة هو الاستقرار المستدام والتعاون الشامل لأجل رفاهية ورخاء الشعوب"، مشيراً إلى أن الاتفاق في المفاوضات النووية سيصبّ في مصلحة زيادة الاستقرار الإقليمي.

وكان وزير الخارجية القطري قد وصل إلى طهران ظهر اليوم الأربعاء، استكمالاً لجهود إحياء الاتفاق النووي، ومن المقرر أيضاً أن يلتقي مساء اليوم علي شمخاني أمين مجلس الأمن القومي الإيراني المكلف بوضع السياسات العليا تجاه الاتفاق النووي والمفاوضات الرامية إلى إحيائه.

ويوم أمس الثلاثاء، أكد المبعوث الأميركي لمحادثات إحياء الاتفاق النووي مع إيران أن طهران أضافت مطالب لا تتعلق بالمناقشات حول برنامجها النووي في أحدث مفاوضات، كما أحرزت تقدماً مقلقاً في برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

وأوضح المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، في مقابلة مع الإذاعة الوطنية، أنه كان هناك اقتراح مطروح على الطاولة بشأن جدول زمني تعود على أساسه إيران إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي وترفع بموجبه واشنطن العقوبات عن طهران.

وقال إن إيران أضافت مطالب جديدة، من بينها مطالب في أحدث مفاوضات جرت الأسبوع الماضي في الدوحة.

كذلك اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الثلاثاء، إيران بطرح مطالب خارج الاتفاق النووي مراراً خلال الأسابيع والشهور الأخيرة، قائلاً إنّ ذلك "دليل عدم جدية طهران في المفاوضات".

وبشأن الجولة المقبلة من المفاوضات غير المباشرة مع إيران قال برايس إنه لا توجد جولة أخرى من المحادثات مع إيران في الوقت الراهن، معرباً عن "خيبة أمل من التقاعس الإيراني عن الرد بشكل إيجابي".

ولا تزال مفاوضات فيينا النووية، التي انطلقت في إبريل/ نيسان 2021، تراوح مكانها متعثرة، منذ أن توقفت في 11 مارس/ آذار الماضي، لكنها استمرت بصيغة مفاوضات غير مباشرة عن بعد بين طهران وواشنطن، عبر ممثل الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، المكلف بتنسيق شؤون المفاوضات.

والأسبوع الماضي، اجتمع المفاوضون الإيرانيون والأميركيون في الدوحة لاستكمال المفاوضات غير المباشرة عبر الاتحاد الأوروبي، وفيما تؤكد إيران أنها كانت "إيجابية"، عبّرت الإدارة الأميركية عن خيبة أملها من نتائجها.

المساهمون