نفى المندوب الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، اليوم الأربعاء، أي تورط لطهران في الهجمات على القوات الأميركية في سورية والعراق.
وقال إيرواني في رسالة إلى رئاسة مجلس الأمن الدولي، تعقيباً على رسالة أميركية للمجلس واتهاماتها إيران بالوقوف وراء هذا الهجمات إن "جميع المزاعم الأميركية لا صحة لها، وهي مرفوضة تماماً".
وأضاف المسؤول الإيراني وفق ما أوردت وكالة "نور نيوز" الإيرانية للأنباء أن "إيران غير ضالعة في أي إجراء أو هجوم على القوات العسكرية الأميركية في سورية والعراق". وتابع أن "سورية طالبت مراراً الولايات المتحدة بإنهاء احتلال أراضيها ووجودها غير الشرعي فيها"، قائلاً إن "حضور إيران في سورية شرعي، وجاء تلبية لطلب رسمي للحكومة السورية"، حسب تعبيره.
تأهب واستنفار في القواعد الأميركية
وتشهد القواعد العسكرية الأميركية في سورية حالة تأهب واستنفار، مع إلغاء تسيير دوريات أو إجراء دورات تدريبية لمقاتليها، خشية استهدافها من جانب المليشيات التابعة لإيران.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن القواعد العسكرية الأميركية داخل الأراضي السورية تشهد استنفاراً كبيراً، وسط حالة من التأهب، وبخاصة في قاعدة حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، التي تُعدّ من أكبر القواعد الأميركية في سورية، فيما أُلغيت دورات تدريبية للمجندين خشية استهدافها من جانب المليشيات الموالية لإيران، على خلفية الحرب في غزة.
كذلك توقفت القوات الأميركية عن تسيير دوريات في مناطق شمال شرقي سورية، خشية تعرضها لهجمات من مسلّحين موالين لإيران، حيث اعتادت القوات الأميركية تسيير دوريات على الشريط الحدودي مع تركيا في محافظة الحسكة، ودوريات أخرى في منطقة المعامل، ومحيط حقل العمر، والتنك في ريف دير الزور.
ويقتصر تحرك القوات الأميركية على الأرض حالياً على مرافقة قوافل الشاحنات المحمّلة بالمواد اللوجستية والعسكرية القادمة من إقليم شمال العراق إلى قواعد التحالف في سورية.
وتعرضت القوات الأميركية خلال الأسابيع الأخيرة لعشرات الهجمات في سورية والعراق، على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والمدعومة من الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية، في بيانٍ لها مساء الاثنين، إن "38 هجوماً استهدفت القواعد الأميركية في سورية والعراق منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الفائت"، مؤكدةً أن "الهجمات أدت إلى إصابة 45 من قواتنا جراء الضربات على القواعد الأميركية في العراق وسورية".
وتعرضت قواعد "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في سورية إلى أكثر من 20 هجوماً منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، وكانت تلك الهجمات عبر طائرات مُسيرة ورشقات صاروخية، طاولت كلّاً من قاعدة حقل العمر النفطي (أكبر قواعد التحالف الدولي في سورية) بريف دير الزور الشرقي، وقاعدة قصرك، وقاعدة حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور الشمالي الشرقي، وقاعدة روباريا في منطقة المالكية بريف محافظة الحسكة الشمالي، وقاعدة التنف، لا سيما أن جميع تلك الهجمات تبنتها مليشيا "المقاومة الإسلامية في العراق" المدعومة من إيران.
وأعلن فصيل "المقاومة الإسلامية في العراق" وقوفه وراء عدد من الهجمات، وهو فصيل برز اسمه حديثاً في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة، وتقول تقارير إعلامية إنه يتبع لإيران.