إيران تنفي رواية واشنطن حول المفاوضات النووية: تلقينا رسالة من الجانب الأميركي قبل 3 أيام

22 أكتوبر 2022
عبداللهيان: ثمة تناقض بين الكلام والسلوك الأميركيين (فرانس برس)
+ الخط -

نفى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، اليوم السبت، خلال زيارته العاصمة الأرمينية يريفان، صحة الرواية الأميركية بشأن إخراج المفاوضات النووية من أجندة واشنطن، قائلاً إن "ثمة تناقضا بين الكلام والسلوك الأميركيين"، وكاشفاً عن أنّ بلاده تلقت "قبل ثلاثة أيام رسالة من الطرف الأميركي".

ولم يكشف أمير عبداللهيان عن فحوى الرسالة الأميركية، لكنه قال إنّ طهران ردّت عليها بالتأكيد على ضرورة "إنهاء الاتهامات" من الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل التوصل لاتفاق، وذلك في إشارة إلى ملف تحقيقات الوكالة بشأن ثلاثة مواقع إيرانية يشتبه بممارستها أنشطة نووية غير معلنة، حسب إعلان سابق من الوكالة الدولية. 

وأكد وزير الخارجية الإيراني، أنه "لن نقدّم أي امتيازات للطرف الأميركي في أي مفاوضات"، مشيراً إلى أنّ "تقييمنا للرسالة الأميركية (الحديثة) أنها (المفاوضات النووية) ليست أولويتهم فحسب بل يستعجلون (الوصول للاتفاق)"، وفق ما أوردته وكالة "فارس" الإيرانية. 

كما اتهم أمير عبداللهيان، واشنطن، بأنها "تسعى إلى تأجيج قضايا الأيام الأخيرة في إيران" في إشارة إلى الاحتجاجات الواسعة التي فجرتها وفاة الشابة مهسا أميني، في 16 سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد أيام من احتجازها لدى شرطة الآداب بتهمة عدم التقيّد بقواعد الحجاب. والاحتجاجات على الرغم من تراجع زخمها مازالت مستمرة. 

وكان المبعوث الأميركي للشأن الإيراني، روبرت مالي، الذي يترأس الوفد الأميركي في مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة مع طهران، قد أكد، قبل أيام في مقابلة مع قناة "سي أن أن" الأميركية، أنّ المفاوضات النووية حالياً ليست على أجندة الإدارة الأميركية التي قال إنها تركّز حالياً على الاحتجاجات الجارية في إيران. 

وأمس الجمعة، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إنّ الولايات المتحدة لا ترى في الوقت الحاضر إحياءً وشيكاً للاتفاق النووي المبرم عام 2015، عازياً السبب إلى أنّ طهران "تُقحم قضايا دخيلة" على المفاوضات.

مع ذلك، أكد بلينكن أنّ واشنطن تعتقد أنّ الدبلوماسية "هي أفضل سبيل" لمعالجة قضية البرنامج النووي الإيراني. 

وبدأت المفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي، خلال إبريل/ نيسان من عام 2021 في فيينا، وهي مفاوضات غير مباشرة بالأساس بين طهران وواشنطن، الطرفين الرئيسيين للاتفاق النووي، الذي انسحبت منه الإدارة الأميركية السابقة عام 2018، وأعقبها بعد عام تخلّي إيران عن التزاماتها النووية على مراحل عدة. 

وبعدما استؤنفت، مطلع أغسطس/ آب الماضي، مفاوضات فيينا بعد خمسة أشهر من توقفها؛ قدّم منسق الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، مسودة نهائية للطرفين في 8 منه، ردّت إيران عليها بإرسال تحفظات، ثم علّقت أميركا على هذه التحفظات وأرسلت جوابها عنها إلى إيران عبر الاتحاد الأوروبي، لكن طهران أرسلت أيضاً، أول سبتمبر/ أيلول الماضي، الجواب على الرد الأميركي، فأكدت واشنطن أنّ الجواب "غير بناء"، لكن واشنطن لم ترسل ردّها على الجواب الإيراني بعد.

وتعد قضية التحقيقات حول المواقع الثلاثة التي أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها عثرت فيها على جزيئات اليورانيوم المخصب، العقبة الأهم أمام الاتفاق بالمفاوضات النووية الحالية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، إذ تصرّ إيران على ضرورة إغلاق تحقيقات الوكالة بشأن هذه المواقع، لكن الوكالة والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أكدت رفضها إغلاق هذا الملف "سياسياً".

المساهمون