أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، أن تطبيع السعودية علاقاتها مع إسرائيل "لن يعود بالنفع على الشعب الفلسطيني وقضيته، ولا على السلام والاستقرار والأمن في المنطقة"، مؤكداً أن الكيان الإسرائيلي يتابع، من خلال التطبيع، "استراتيجيته الأمنية الرامية إلى زعزعة الاستقرار".
وجاءت تصريحات كنعاني في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، رداً عل سؤال بشأن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وتأثير هذا التطبيع على العلاقات الإيرانية السعودية.
وفي السياق، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن "تعزيز وتثبيت موقع الكيان الصهيوني الغاصب في المنطقة، لطالما شكّلا الأولوية الأولى والمهمة للغاية للإدارات الأميركية الجمهورية والديمقراطية"، مضيفاً أن الإدارة الأميركية نجحت، خلال السنوات الأخيرة، "من خلال وعود وتهديدات، بتطبيع العلاقات بين هذا الكيان وعدد من الدول العربية والإسلامية، لكن ما شهدناه على أرض الواقع هو استمرار الكيان الصهيوني بجرائمه ضد الشعب الفلسطيني، وتجاهل حقوقه بحرية أكثر".
خلافات حدودية مع الكويت
وبشأن الخلافات مع الكويت، حول حقل "الدرة" أو "آرش" حسب التسمية الإيرانية، قال كنعاني إن بلاده تدعم "الحل الودي للقضايا الحدودية والبحرية مع الجيران، وتتمسك بالحوار لتحقيق ذلك"، مؤكداً أن هذا الحقل مشترك مع الكويت، و"نريد استخدامه بشكل مشترك".
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: "أعلنّا استعدادنا للحوار بشأن حقل آرش، لكن إذا لم تكن هناك رغبة في استخدامه المشترك، فمن الطبيعي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستقوم بتأمين حقوقها، ومصالحها، والاستخراج، والتنقيب من هذه الموارد".
وشدد كنعاني على أن طهران "لن تتحمل أي تضييع لحقوق الشعب الإيراني، والحكومة ملزمة بالدفاع عن مصالحه"، معرباً عن أمله في أن يتم حلّ الخلافات مع الكويت بشأن حقل آرش عبر الحوار وحسن الجوار.
وتابع أن وزيري الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والكويتي سالم عبد الله الجابر الصباح، بحثا موضوع حقل آرش على هامش اجتماع دول عدم الانحياز في باكو في وقت سابق من الشهر الجاري، موضحاً أن "الطرف الكويتي اقترح أن يتابع الموضوع خارج الفضاء الإعلامي، وفي إطار مباحثات تخصصية". وأكد أن "طرح هذه القضايا في وسائل الإعلام لن يخدمها".
ويُعدّ حقل الدرة الذي تم اكتشافه في مياه الخليج عام 1967 موضع خلاف بين الكويت وإيران منذ مدة طويلة، حيث تقول الأخيرة إنها تشترك في جزء من حقل الدرة مع الكويت، التي قامت بالاتفاق مع السعودية على تطويره والاستفادة منه، العام الماضي، معتبرة أنه "كويتي سعودي خالص".
وتأتي التصريحات الإيرانية الجديدة حول حقل الدرة، بعد إعلان وزير النفط الكويتي سعد البراك في تصريحات صحافية، الخميس، أن الكويت ستبدأ التنقيب والإنتاج في "حقل غاز الدرة"، من دون انتظار ترسيم الحدود مع إيران، التي تسمّيه حقل "آرَش"، وتدّعي حقاً لها فيه، إلى جانب السعودية أيضاً.
المفاوضات النووية
وتعليقاً على ما قاله المبعوث الأميركي السابق روبرت مالي في تسجيل صوتي نشر أخيراً، حول أن واشنطن كانت تسعى من خلال العودة إلى الاتفاق النووي، لتشديد الضغوط على طهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن "موقفنا من الإدارة الأميركية واضح، ونحن لم ولن نتحاور بناء على الثقة بأميركا".
وأضاف أن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 "لم يكن حصيلة الثقة بأميركا"، مؤكداً أن المصالح الوطنية هي الخطوط الحمراء لإيران، ونحن مستعدون لمتابعة المباحثات والوصول إلى النتيجة".
وتابع كنعاني أن طهران ستواصل المسار الدبلوماسي لعودة كلّ الأطراف إلى الاتفاق النووي.
زيارة المقداد
وحول أهداف زيارة وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد إلى طهران، أمس الأحد، قال كنعاني إن الزيارة تهدف إلى بحث العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية، منها "إزالة التوتر بين سورية وتركيا، وتطبيع العلاقات بينهما، والتمهيد لعقد الاجتماع الرباعي المقبل"، بمشاركة إيران وروسيا وسورية وتركيا.
وأضاف أن الطرفين سيبحثان أيضاً الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سورية، والحضور الأميركي فيها، والذي وصفه بأنه "غير شرعي".