أشادت إيران بمسار حواراتها مع السعودية في بغداد، مشيرة إلى أنها شهدت جولات عدة و"مستمرة بشكل منظم ومن دون انقطاع".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، اليوم الثلاثاء، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن "عدة جولات من الحوار مع السعودية انعقدت في بغداد"، مشيراً إلى أنها تناولت القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية.
وأكد خطيب زادة أن "لا شروط مسبقة من قبل الطرفين، ونسعى إلى إطلاق علاقات مستدامة في إطار مرضي عليه للطرفين"، نافياً في الوقت ذاته، صحة الأنباء عن زيارة وفد سعودي لطهران للتحضير لإعادة فتح السفارة السعودية.
وأكد المتحدث الإيراني أن "الحوار بين طهران والرياض مستمر بأحسن وضع"، قائلاً إن ما ينشر عن هذه الحوارات في وسائل الإعلام "هو ما يناسب هذا الفضاء"، مع قوله إنها "تركز على العلاقات الثنائية، كما تتناول القضايا الإقليمية أيضاً".
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد قال، أمس الأحد، إن الجولة الأحدث من المحادثات عُقدت يوم 21 سبتمبر/أيلول. ولم يحدد مكان الاجتماع. ويوافق تاريخ عقد الجلسة إلقاء رئيسي كلمته أمام الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأضاف الوزير السعودي، في مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: "لا تزال هذه المحادثات في المرحلة الاستكشافية. نأمل أن تضع أساساً لمعالجة المواضيع العالقة بين الطرفين، وسوف نسعى ونعمل على تحقيق ذلك".
وكانت مصادر إيرانية مطلعة، قد كشفت لـ"العربي الجديد"، الأسبوع الماضي، أنّ الجولة الرابعة للحوار الإيراني السعودي انعقدت في العاصمة العراقية بغداد، بمشاركة وفدين رفيعي المستوى من طهران والرياض.
وأضافت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ نائب أمين مجلس الأمن القومي الإيراني لشؤون الأمن الدولي والسياسة الخارجية سعيد إيرواني، ترأس الوفد الإيراني في المباحثات، وفي المقابل ترأس خالد الحميدان رئيس الاستخبارات السعودية وفد بلاده، مشيرة إلى أنّ الجانبين عقدا المباحثات بحضور رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، مشيرة إلى أنّ الطرفين راجعا في الجولة الجديدة المباحثات في الجولات السابقة.
وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل/نيسان الماضي في بغداد، بعد أن تكللت جهود الحكومة العراقية بالنجاح لجمع الطرفين على طاولة واحدة. وعقدت طهران والرياض حتى الآن أربع جولات، ثلاث منها في عهد الحكومة الإيرانية السابقة، والجولة الرابعة هي الأولى في عهد حكومة الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي، الذي تسلم الرئاسة الإيرانية، مطلع أغسطس/آب الماضي.
وتوقفت الحوارات بين الطرفين بعض الوقت؛ بحجة انتقال السلطة التنفيذية في إيران قبل أن تستأنف الأسبوع الماضي.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، قد أعرب، يوم 28 من الشهر الماضي، في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن أمله في تحقيق مباحثات بلاده مع طهران "نتائج ملموسة" لبناء الثقة بين الطرفين. وهذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها مسؤول سعودي رفيع المستوى إجراء الرياض مباحثات مع طهران.