أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، السبت، عن استئناف بلاده المفاوضات النووية مع مجموعة 1+4 "قريباً"، في حين تزايدت خلال الأيام الأخيرة، التحركات الإقليمية الدولية بشأن الملف النووي الإيراني، بشكل لافت.
وبحسب بيان للخارجية الإيرانية، قال عبداللهيان في لقاء مع الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي "إيكو"، خسرو ناظري، إن إيران أجرت أخيراً مباحثات مع الاتحاد الأوروبي، وستستكملها في بروكسل، مؤكداً "سيتم اسئتناف المفاوضات النووية مع 1+4 قريباً".
وتأسست منظمة التعاون الاقتصادي ECO عام 1985، مقرها طهران، وتضم: إيران، أذربيجان، أفغانستان، أوزبكستان، باكستان، تركيا، تركمنستان، طاجيكستان، قيرغيزستان وكازاخستان.
ومنذ يونيو/حزيران الماضي، توقفت مفاوضات فيينا النووية التي انطلقت خلال إبريل/نيسان الماضي بشكل غير مباشر بين طهران وواشنطن بواسطة أعضاء الاتفاق النووي، بغية إحياء هذا الاتفاق.
وجاء وقف المفاوضات بناء على طلب من إيران بحجة الانتخابات الرئاسية، وانتقال السلطة التنفيذية فيها، لكنها رغم مرور نحو 3 أشهر لم تستأنف بعد، لتؤكد طهران أنها ستعود إلى هذه المفاوضات قريباً، بعد انتهاء عملية مراجعة الجولات الست السابقة، غير أنها بالتوازي مع هذه المواقف بدأت، يوم الخامس عشر من الشهر الجاري، إجراء حوارات مع الاتحاد الأوروبي، خلال زيارة نائب مفوضها للسياسة الخارجية، أنريكي مورا.
وتأتي التأكيدات الإيرانية منذ فترة، باستئناف المفاوضات النووية قريباً، فيما زادت التحركات الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني بشكل لافت خلال الأيام الأخيرة، ومعها تصاعدت الدعوات لطهران للعودة إلى مفاوضات فيينا، حيث أجرى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، زيارة إلى واشنطن الأسبوع الماضي وأجرى مباحثات مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال غروسي، الخميس، الذي ينتظر موافقة إيرانية على زيارته الثانية لطهران في غضون شهر لمناقشة الملفات العالقة، إنه ليست لديه أي معلومات تدل على قيام إيران بعمليات سرية لتخصيب اليورانيوم.
كما أوفدت الإدارة الأميركية مسؤول الملف الإيراني بالخارجية، ومفاوضها في فيينا، روبرت مالي إلى الشرق الأوسط لإجراء مباحثات في الإمارات والسعودية وقطر والعراق حول الملف الإيراني، فضلاً عن إجراء مالي مباحثات مماثلة، أمس الجمعة، بعد جولته الخليجية، مع دبلوماسيين من الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الشريكة في الاتفاق النووي، في باريس.
وحول اللقاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، إن المبعوث الأميركي بشأن إيران روب مالي، تحدث مع الدبلوماسيين الأوروبيين في كيفية استمرار الدبلوماسية في "توفير المسار الأكثر فاعلية" بشأن إيران.
وأضاف برايس للصحافيين في واشنطن: "نحن متحدون في الاعتقاد بأن المفاوضات يجب أن تستأنف في فيينا في أسرع وقت ممكن، وأن تُستأنف على وجه التحديد حيث توقفت بعد الجولة السادسة".
كما شكل الملف النووي الإيراني وكذلك الاتفاق النووي المترنح، أحد أبرز عناوين أول زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينت، إلى روسيا ومباحثاته مع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، في محاولة للحصول على الدعم الروسي للمحاولات الإسرائيلية الرمية إلى وقف البرنامج النووي الإيراني، وتحشيد الدول الكبرى ضد هذا البرنامج وسط تلميحات باستخدام القوة ضده.
وإلى جانب مباحثات ثنائية للمسؤولين الإسرائيليين مع روسيا، تخطط الحكومة الإسرائيلية للقاء ثلاثي يجمع رؤساء مجالس الأمن القومي لكل من روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل لمناقشة أوضاع سورية والملف الإيراني خلال الفترة المقبلة.
وفيما تصاعدت في الأونة الأخيرة، التهديدات الإسرائيلية باستخدام القوة لوقف البرنامج النووي الإيراني، ومعه أطلقت الإدارة الأميركية تحذيرات باللجوء إلى "خيارات أخرى" إذا ما فشلت الدبلوماسية، أخذت السلطات الإيرانية التهديدات على محمل الجد، فأجرت القوات المسلحة الإيرانية مناورتين جويتين، خلال هذا الشهر، كانت الأولى مناورات مشتركة بين الجيش والحرس للدفاع الجوي لإجراء تمرينات عسكرية للدفاع عن المنشآت الحساسة والمناورة الثانية، نظمتها القوات الجوية للجيش الإيراني، الخميس الماضي.