قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، في كلمة له أمام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا إن بلاده "أبدت التعاون مع الوكالة دائما"، داعيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى "تجنب تسييس نشاطاتها والحفاظ على استقلالها والحيادية والمهنية".
وأكد إسلامي، وفقا لما أورده التلفزيون الإيراني، أن "مهاجمة المنشآت النووية التي تستخدم لأغراض سلمية تتعارض مع القوانين الدولية"، داعيا إلى "حظر جميع الهجمات المسلحة على المنشآت النووية التي لها استخدامات سلمية".
وفي السياق، قال إن "تقاعس الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية في التصدي للأعمال الإرهابية ضد المنشآت النووية السلمية يشجع المعتدين على مواصلة اعتداءاتهم، وذلك يشكل انتهاكا لأهم مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وناشد المسؤول الإيراني الوكالة الدولية للطاقة الذرية "الاهتمام فورا بهذا الموضوع، للدفاع عن المنشآت النووية أمام هذه التصرفات أو التهديدات وكذلك الدفاع عن وجاهة نفسها".
كما دعا إسلامي الوكالة الدولية لتطبيق المادة السادسة بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، معربا عن "الأسف العميق" لقيام دول بتعزيز ترسانتها النووية وتحديثها، مشيرا إلى "البرنامج النووي العسكري السرّي للكيان الصهيوني".
وأعرب عن أسفه لعدم إخضاع المنشآت والأنشطة النووية الإسرائيلية للرقابة الدولية، متهما إسرائيل بـ"القيام بأعمال إرهابية ضد المنشآت النووية السلمية الإيرانية واغتيال علماء نوويين، والمخاطرة بالاستقرار والأمن الإقليميين ومصداقية معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والوكالة الدولية للطاقة الذرية".
من جهته، أعرب المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، في كلمة له بالمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن أمله في معالجة "القضايا العالقة المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني"، قائلا إن الوكالة تسعى إلى "طمأنة العالم حول البرنامج النووي الإيراني".
وأضاف "نحن بصدد القيام بمزيد من الجهود الدبلوماسية لأجل إيجاد وضع مرضي عنه بشأن هذا البرنامج".
ويعقد المؤتمر العام السنوي للوكالة دورته الخامسة والستين برئاسة دولة الكويت، في الفترة من 20 إلى 24 أيلول/سبتمبر، بمشاركة ممثلين رفيعي المستوى من الدول الأعضاء في الوكالة البالغ عددها 173 دولة.
وبحسب موقع الوكالة الدولية، فإن المؤتمر العام سوف يقدِّم إرشادات مهمة للوكالة بشأن المواضيع المتعلقة بالأمان النووي والإشعاعي، والأنشطة المتصلة بالأمن النووي، وتعزيز أنشطة الوكالة في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية وتطبيقاتها، وتعزيز أنشطة التعاون التقني التي تضطلع بها الوكالة، وتعزيز فعالية ضمانات الوكالة وتحسين كفاءتها، وتطبيق ضمانات الوكالة في منطقة الشرق الأوسط، وتطبيق الضمانات في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية. وسوف ينتخب المؤتمر أيضاً أعضاء جدداً في مجلس المحافظين، ويعتمد تقرير الوكالة السنوي وبياناتها المالية لعام 2020 وبرنامجها وميزانيتها لعامي 2022 و2023، ويعيِّن مراجع الحسابات الخارجي للوكالة.
ويفترض أن يجري رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية مباحثات على هامش المؤتمر مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، استكمالا للحوارات بين الجانبين، والتي أجريت يوم 12 من الشهر الجاري في طهران، أثناء زيارة غروسي للعاصمة الإيرانية على وقع تصاعد التوتر بين طهران والوكالة. وتوجت الزيارة باتفاق بين غروسي وإسلامي بشأن استبدال بطاقات الذاكرة بكاميرات المراقبة في المنشآت النووية الإيرانية وإجراء عمليات صيانة لهذه الأجهزة، من دون تمكين المفتشين الدوليين من الوصول إلى بيانات أجهزة المراقبة. وربطت إيران تسليم هذه البيانات بمصير مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة مع واشنطن بواسطة أعضاء الاتفاق النووي لإحياء هذا الاتفاق، والتي توقفت منذ يونيو/حزيران الماضي.