انتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم الثلاثاء، الرئيس الأميركي جو بايدن تعليقاً على مقاله المنشور عشية زيارته إلى المنطقة في صحيفة واشنطن بوست الأميركية، والذي أكد فيه استمرار الضغوط على إيران حتى عودتها إلى الاتفاق النووي، في حين، حذّر رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، من وقوع حرب في الشرق الأوسط والخليج على غرار ما حدث في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إنّ تأكيد الرئيس الأميركي على استمرار الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية "يتناقض مع إبداء أميركا الرغبة المستمرة لإحياء الاتفاق المبرم عام 2015 وهو يأتي في إطار سياسة الضغوط القصوى الفاشلة" التي انتهجتها الإدارة الأميركية السابقة.
وأضاف كنعاني، في إفادة صحافية، أنّ الإدارة الأميركية الراهنة "على الرغم من شعاراتها ومزاعمها بشأن العودة إلى الاتفاق النووي والتعويض عن أخطاء الإدارة السابقة، فإنها للأسف على أرض الواقع تواصل العقوبات والضغوط الاقتصادية"، قائلاً إنّ ما طرحه بايدن في مقاله ضد إيران "يتنافى مع حديثه عن السعي لإيجاد شرق أوسط مستقر وآمن".
وتابع المتحدث الإيراني أنّ "الشرق الأوسط الأكثر أمناً واستقراراً رهن فقط بإنهاء أميركا سياسة بث الفرقة بين دول المنطقة ووقف تدفق الأسلحة إلى المنطقة واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها والتخلي عن الدعم غير المشروط للكيان الصهيوني وإنهاء سياسة التخويف من إيران"، محمّلاً واشنطن مسؤولية "عدم الاستقرار في الشرق الأوسط".
ودعا كنعاني، الرئيس الأميركي إلى "إدراك الحقائق الجديدة في العالم والابتعاد عن فرض القيم الأميركية والأحادية والسماح للدول بالعمل لتأمين الأمن والمصالح الجمعية على أساس قيمها ومصالحها وحقائقها وفي إطار التعاون الإقليمي".
والسبت الماضي، كتب الرئيس الأميركي جو بايدن، في مقال رأي نشرته صحيفة واشنطن بوست "ستُواصل إدارتي زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتّى تصبح إيران مستعدّة للعودة إلى الامتثال للاتّفاق النووي لعام 2015".
واعتبر بايدن أنّ الشرق الأوسط بات "أكثر استقراراً وأماناً" ممّا كان عليه عندما تولّى الرئاسة الأميركيّة في يناير/كانون الثاني 2021. وأشار خصوصاً إلى تحسّن العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربيّة، والذي كان قد بدأ برعاية سلفه دونالد ترامب، قائلاً إنّ إدارته "تعمل على تعميق" هذه العمليّة و"توسيعها".
وذكر بايدن أنّه يريد "تحقيق تقدّم" في منطقة ما زالت "مليئة بالتحديات"، بينها البرنامج النووي الإيراني، والوضع غير المستقرّ في سورية وليبيا والعراق ولبنان.
وقال إنّه لاحظ "اتّجاهات واعدة" في المنطقة، مؤكداً أنّ "الولايات المتحدة يُمكن أن تقوّيها مثلما لا تستطيع أيّ دولة أخرى أن تفعله".
تحذير من حرب في الخليج
من جهته، اتهم رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، اليوم الثلاثاء، في كلمة بجلسة البرلمان، الرئيس الأميركي بأنه "منفذ المشاريع الصهيونية"، قائلاً إن زيارته إلى المنطقة تأتي بـ"تخطيط الصهاينة بالكامل".
وأضاف أن "التحول إلى منفذ السياسات الإسرائيلية في المنطقة خطأ تاريخي واستراتيجي يرتكبه الرئيس الأميركي وهو ما يعود على إدارته بالضرر أولاً".
وحذر قاليباف من وقوع حرب في الشرق الأوسط والخليج، حيث قال إن توسيع حلف أطلسي إلى الشرق وتجاهل التحذيرات من ذلك أشعل الحرب الأوكرانية و"اليوم يحدث هذا الخطأ تجاه منطقة الشرق الأوسط والخليج الحساسة".
واتهم رئيس البرلمان الإيراني، الإدارة الأميركية بـ"العجز عن اتخاذ القرار الصحيح في هذه المرحلة"، مضيفاً أنها "لم تبد الحد الأدنى من العقلانية في المفاوضات النووية"، على حد تعبيره.
ودعا قاليباف دول المنطقة إلى "الحذر من أي مخطط أميركي صهيوني يهدف إلى زعزعة استقرار وأمن المنطقة ودراسة تبعات ذلك بدقة وبشكل صحيح"، مؤكداً أن إيران "لن تتوانى في الدفاع عن المنطقة أمام أي مؤامرة أو محاولة لزعزعة استقرارها"، وفق قوله.