حذّر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، السبت، من أن بلده لن يترك الضربة التي أسفرت عن مقتل خمسة مستشارين في الحرس الثوري في دمشق "بدون ردّ" والتي وصفها بأنها "هجوم جبان".
وقال رئيسي في بيان: "أدين هذا الهجوم الجبان (...) ولا شك في أن استمرار مثل هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية (...) لن يمر بدون رد من جمهورية إيران الإسلامية".
واعتبر أن هذا الهجوم دليل على "الفشل المتزايد للنظام الصهيوني غير الشرعي في تحقيق أهدافه الشريرة (...) في مواجهة مقاتلي محور المقاومة" الذي تقوده إيران، وتنضوي فيه فصائل فلسطينية، بينها حركة حماس وأخرى عراقية ويمنية، إضافة إلى "حزب الله" اللبناني.
واعتبر رئيسي، في بيانه، أن "الجرائم الأخيرة للكيان الصهيوني الغاصب تجري في ظل دعم الدول المهيمنة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وصمت المحافل الدولية".
وأعلن الحرس الثوري الإيراني ارتفاع عدد القتلى من عناصره إلى خمسة، بعدما كان أفاد سابقاً عن مقتل أربعة مستشارين عسكريين في الضربة التي اتهم إسرائيل بشنها.
وأسفرت الضربة عن مقتل عشرة أشخاص، بينهم الإيرانيون، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقد استهدفت حي المزة في غرب دمشق حيث تقع مقار عدة أمنية وعسكرية سورية، وأخرى لقيادات فلسطينية وسفارات ومنظمات أممية.
وأفادت وكالة "مهر" الإيرانية بدورها بأنّ الضربة الإسرائيلية أودت بـ"مسؤول استخبارات الحرس الثوري في سورية ونائبه وعنصرين آخرين من الحرس".
إيران تتوعد بالرد في الزمان والمكان المناسبين
من جهته، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الهجوم الإسرائيلي، وقال إنّ "الانتهاك المتكرر لسيادة سورية ووحدة أراضيها وتصعيد الهجمات العدوانية والاستفزازية على مختلف الأهداف في سورية من قبل الكيان الصهيوني الإجرامي القاتل للأطفال يظهر عجز هذا الكيان في ساحة المعركة والقتال أمام المقاومة في غزة والضفة الغربية".
وأضاف: "من المناسب أن تقوم الحكومات والمنظمات الإقليمية والدولية، بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بالرد بشكل علني على الأعمال العدوانية والإرهابية والإجرامية التي يقوم بها الكيان الصهيوني وإدانتها بحزم".
واعتبر أن اغتيال المستشارين العسكريين الإيرانيين على يد "الكيان الصهيوني يظهر بوضوح العلاقة العميقة والمنظمة بين هذا الكيان الإرهابي ومختلف التنظيمات الإرهابية وداعش في المنطقة".
ومتوعداً، قال: "لا شك في أن دماء هؤلاء الشهداء لن تذهب هدراً، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، إضافة إلى المتابعة السياسية والقانونية والدولية لهذه الأعمال العدوانية والإجرامية، تحتفظ بحقها في الرد على الإرهاب المنظم للكيان الصهيوني المزيف في الوقت والمكان المناسبين".
وأعلنت إيران مراراً خلال السنوات الماضية مقتل أفراد من قواتها في سورية، حيث تؤكد أنهم موجودون في مهام "استشارية". وتعدّ إيران حليفاً أساسياً للرئيس السوري بشار الأسد، وقدمت خلال النزاع المستمر في بلاده منذ 13 عاماً، دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لدمشق.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سورية طاولت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لـ"حزب الله"، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وكذلك مواقع للجيش السوري.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفه بأنه محاولات طهران لترسيخ وجودها العسكري في سورية.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة، استهدفت إسرائيل مراراً الأراضي السورية، وقد طاول القصف مرات عدة مطاري دمشق وحلب، وأيضاً مواقع تابعة لـ"حزب الله".
(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)