إيران تتهم إسرائيل باغتيال العالم النووي فخري زادة وتتوعد بالثأر

ندد قائد "فيلق القدس" الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني في بيان باغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة، متهما "الأيادي الخبيثة للاستكبار العالمي والصهيونية والدولة الموجدة للإرهاب" باغتياله "برصاصات أميركية".

وأضاف قاآني أن "تقدمنا العلمي والاكتفاء الذاتي واستقلالنا يمنع الأعداء من تحقيق أهدافهم"، مؤكدا أن هذه الاغتيالات "ليس فقط لا تمنعنا من مواصلة التقدم بل ستسرع وتيرة الحركة بجهد ومثابرة شبابنا العلماء".

وتوعد قائد "فيلق القدس" بالرد على الاغتيال، قائلا "سنثأر لدماء العالم فخري زادة من الإرهابيين وأسيادهم، بوحدة القوات الإيرانية".

قال المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، وفقا لما أوردته وكالة "تسنيم" الإيرانية، إن الجهة التي تقف وراء "العملية التخريبية" في منشأة "نطنز" يوم 2 يونيو/تموز الماضي هي نفسها التي اغتالت العالم الإيراني محسن فخري زادة، مضيفا أن "الكيان الصهيوني على ما يبدو له ضلوع في هذه القضايا".

وأكد كمالوندي أن هذا الكيان "يسعى إلى وقف التقدم النووي الإيراني، واليوم مواطن قوتنا مستهدفة من قبل الأعداء"، قائلا إن الهدف "هو إحباطنا من مواصلة هذه المسيرة".

وعن دراسات العالم فخري زادة، قال إنه" كان قد حصل على الدكتوراه في الفيزياء النووي، لكن عمله الرئيس كان في وزارة الدفاع ورئاسة منظمة الأبحاث والإبداع في الصناعات الدفاعية التي تعمل في مجالات متنوعة".

اعتبر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، في رسالة موجهة إلى الرئيس الإيراني نشرتها وكالة "إيسنا"، أن الاغتيال "يعكس آخر محاولات مثلث خبيث يتمثل في ترامب ونتنياهو وبن سلمان بإخراج بومبيو، لإشعال التوتر والحرب في المنطقة"، مؤكداً أن "الجمهورية الإسلامية بصبرها الثوري ستتابع انتقاماً صعباً لكنها تتجنب الوقوع في فخ أخبث عناصر العالم".

وطالب رضائي الرئيس الإيراني بـ"عدم السماح بالإضرار بالأمن الوطني للبلاد، من خلال منع تكرار مثل هذه الأعمال الإرهابية"، مشيراً إلى اغتيالات سابقة وقال إن ذلك "يستدعي أن تظهر الأجهزة الأمنية والاستخبارية الإيرانية جدية أكثر من ذي قبل".

ودعا روحاني إلى "إلزام أجهزة استخبارات الدولة بالتعرف على المصادر الرئيسة والمخترقين لأجهزة التجسس والوصول إلى أساليب تشكيل مجموعات الاغتيال وخيوط التعاون بينها"، مؤكداً أن "استمرار هذه الأعمال الإرهابية سيكون مؤشراً على ضعف الأجهزة الاستخبارية".

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، في بيان نعى فيه العالم الإيراني محسن فخري زادة إنه "عالم نووي ودفاعي بارز وممتاز"، مؤكداً أنه "كان عنصراً علمياً قلّ نظيره".

وطالب خامنئي أجهزة الدولة "بوضع موضوعين مهمين على جدول الأعمال بشكل جاد، الأول هو متابعة هذه الجريمة ومعاقبة حتمية للمتورطين فيها والآمرين بها، والثاني هو متابعة الجهود العلمية والفنية للشهيد في مختلف المجالات التي كان يعمل فيها"، على حد قوله.

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة في اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، اليوم السبت، أن "جريمة اغتيال العالم فخري زادة لن تبقى من دون ردّ"، متعهدا بأن الثأر "سيكون في الوقت المناسب".

ولمّح روحاني إلى أن الردّ لن يكون خلال الفترة المتبقية من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ قال إن بلاده "أذكى من أن تقع في فخ مؤامرات الكيان الصهيوني"، مضيفاً أن "الأعداء يحاولون استغلال هذه الأسابيع أشدّ الاستغلال".

واتهم روحاني الاحتلال الإسرائيلي بالسعي "لإثارة الفوضى"، قائلاً: "ليعلم الصهاينة أن مخططاتهم مكشوفة لنا ولن ينجوا في تحقيق أهدافهم الخبيثة"، على حد قوله.

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين بينهم إثنان في الاستخبارات، قولهم إن إسرائيل تقف وراء اغتيال العالم الإيراني، في وقت من غير الواضح مدى اطلاع الولايات المتحدة على العملية مسبقاً.

ورفض البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية، بالإضافة إلى مسؤولين إسرائيليّين التعليق.

اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، في رسالة نعي، اليوم السبت، "الأيادي الخبيثة للاستكبار العالمي وعملاء الكيان الصهيوني الغاصب" بالضلوع في حادث اغتيال أبرز العلماء الإيرانيين في المجالات النووية والدفاعية، محسن فخري زادة، واصفاً الحادث بأنه "إرهابي".

وأضاف روحاني، في رسالته، أن الاغتيال "دليل عجز وضعف من أعداء الشعب الإيراني في مواجهة حركته العلمية ومكاسبه وقدراته"، قائلاً إنه ناجم أيضاً "عن إخفاقاتهم المتكررة في المنطقة وبقية المجالات السياسية في العالم، وهو أحيا لدى العالم عمق خبثهم وحقدهم كبقية تصرفاتهم غير الإنسانية".

وأكد الرئيس الإيراني، وفقاً لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، أن اغتيال فخري زادة "لن يحدث خللاً في إرادة شباب إيران وعلمائها، وسيزيد من عزمهم على مواصلة طريق هذا العالم"، مضيفاً أن وزارة الدفاع الإيرانية "ستملأ الفراغ الناجم عن فقدان هذا العالم الخدوم من خلال جهودها الدؤوبة والاستفادة من زملائه وتلاميذ هذا الشهيد".

وجّه ممثل إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، ليلة الجمعة ـ السبت، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومجلس الأمن الدولي، مطالباً إياهما بإدانة اغتيال فخري زادة، مؤكداً أن "ثمة مؤشرات جدية حول مسؤولية إسرائيل في هذا الاغتيال".

وفيما حمّل تخت روانجي الولايات المتحدة الأميركية والاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الاغتيال، دعا غوتيريس ومجلس الأمن إلى "اتخاذ إجراءات لازمة في هذا المجال".

وعن أهداف العملية، قال تخت روانجي إنها "جهد محبط لإيجاد الدمار في المنطقة وإرباك التقدم العلمي والتقني في إيران"، محذراً الإدارة الأميركية والاحتلال الإسرائيلي من مغبة "المغامرات ضد إيران، خصوصاً في الفترة المتبقية من هذه الإدارة (إدارة ترامب)"، مؤكداً "حق الجمهورية الإسلامية في اتخاذ إجراءات لازمة للدفاع عن شعبها وتأمين أمنها".

وأوضح أن "من الخدمات الأخيرة للشهيد فخري زادة هو دوره البارز في إنتاج أول طقم إيراني محلي لتشخيص الإصابة بكورونا، وكان له دور بارز في الجهود الوطنية لاحتواء الجائحة في وقت تتعرض إيران لعقوبات غير إنسانية من قبل الولايات المتحدة التي تمنعنا بشدة من الوصول إلى السلع الإنسانية من الأدوية والمعدات الطبية".