استمع إلى الملخص
- ردود الفعل الإيرانية الرسمية والشعبية: البرلمان الإيراني عقد جلسة مغلقة، وأكد رئيسه محمد باقر قاليباف أن اغتيال نصر الله يعيد ذكرى قاسم سليماني، مشيراً إلى أن إسرائيل تواجه جبهات جديدة.
- تحركات دبلوماسية وإجراءات انتقامية: وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أكد أن اغتيال نصر الله لن يضعف المقاومة، وإيران طلبت جلسة طارئة في مجلس الأمن للتنديد بإسرائيل، مع تأكيد استمرار دعم حزب الله.
البرلمان الإيراني يعقد جلسة مغلقة لمناقشة اغتيال حسن نصر الله
قاليباف: حزب الله يستطيع ترميم غياب قادته الشهداء في وقت قصير
عراقجي: اغتيال نصر الله لن يحدث أي خلل في المقاومة
تخيّم أجواء الصدمة والغضب في إيران لاغتيال أهم حليف فكري وسياسي وميداني لها، الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارة إسرائيلية مساء الجمعة الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت. وفي وقت تتصاعد فيه الدعوات من أوساط سياسية وشعبية وعسكرية إلى الثأر لدمائه، تتوالى رسائل النعي والتعزية من القادة والمسؤولين الإيرانيين، العسكريين والسياسيين، وكذلك الأحزاب والمجموعات السياسية من المحافظين والإصلاحيين.
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي في مقدمة من نعى حسن نصر الله في إيران، أمس السبت، في رسالة كانت تشبه إصدار فتوى الجهاد، حيث قال فيها إنه "يجب على جميع المسلمين الوقوف بكل قدراتهم وإمكاناتهم إلى جانب شعب لبنان وحزب الله في المواجهة مع الكيان الغاصب الظالم"، وأعلن خامنئي الحداد العام لخمسة أيام اعتباراً من اليوم الأحد.
وفي هذه الأجواء، أكد الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأحد، اغتيال مسؤول العمليات فيه، العميد عباس نيلفروشان مع الأمين العام لحزب الله، قائلاً إنه كان مستشار الحرس في الملف اللبناني، ومن القادة القدامى الإيرانيين، مشيراً إلى أن نيلفروشان كان له حضور، وسجل "في جبهة المقاومة وتأمين أمن البلاد". وندد بشدة بجرائم الكيان الإسرائيلي في لبنان، معزّياً المرشد الإيراني الأعلى والشعب الإيراني باستشهاده.
إلى ذلك، عقد البرلمان الإيراني، اليوم جلسة مغلقة لمناقشة اغتيال حسن نصر الله، حيث قال المتحدث باسم البرلمان الإيراني عليرضا سليمي لوكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية إن مجلس الشورى الإسلامي الإيراني (البرلمان) عقد هذه الجلسة لمناقشة "التطورات في المنطقة والهجمات الوحشية للكيان الصهيوني على لبنان واستشهاد السيد حسن نصر الله"، مضيفاً أنه في بداية الاجتماع انعقد مراسم العزاء أيضاً للأمين العام لحزب الله.
وقال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، في اجتماع معلن للبرلمان، إن استشهاد نصر الله أحيا مرة أخرى "الذكرى المريرة" لاغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق الذي اغتالته الولايات المتحدة في ضربة جوية في بغداد مطلع عام 2020. وأوضح قاليباف أن "العدو الصهيوني لم يحقق أهدافه في الميدان، ونال هزيمة، ولذلك يحتمي بالاغتيالات لأجل البقاء ومنع الزوال"، مشيراً إلى أنه قد دخل "مرحلة جديدة ومعقدة من الحرب المركبة ويسعى للقضاء على قادة المقاومة من خلال عمليات الاغتيال والحرب النفسية وتدمير السند الشعبي لجبهة المقاومة وتحويل هزائمه إلى الانتصار".
وتابع رئيس البرلمان الإيراني أنه "على عكس الصورة التي تشكلت في أذهان البعض، فهذا الكيان ليست له اليد العليا، بل أصبح بقاؤه ووجوده في الخطر بسبب الإخفاقات والهزائم"، لافتاً إلى أنه "من منطلق العجز ولتعويض هزائمه الاستراتيجية أصبح يلتجئ إلى أساليب تكتيكية مثل الاغتيالات والعمليات النفسية".
وأشار إلى عملية طوفان الأقصى التي شنتها كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس في السابع من أكتوبر 2023، قائلاً إنها "حطمت وهم الأمن الذي بناه الكيان الصهيوني لسكان الأراضي المحتلة". وأضاف أنه "ليس أمامه خيار إلا إعادة بناء هذا الوهم، وبناءً عليه أطلق وعوداً بالقضاء على حماس والإفراج عن أسراه وإيجاد حكومة جديدة في غزة، لكن رغم ارتكابه حرب إبادة ضد سكان غزة لم يحقق أياً من أهدافه العسكرية والسياسية التي أعلنها، وتشكلت جبهات جديدة ضده من الضفة الغربية إلى لبنان والعراق واليمن وحتى إيران".
وأكد قاليباف أنه "اليوم دخلنا حرب الإرادات من الحرب النظامية مع الكيان الصهيوني المهزوم فيها"، مشيراً إلى أن "المنتصر في حرب الإرادات هو من لا يحدث أي خلل في إرادته للانتصار". وعزا اغتيال قادة حزب الله إلى "خطأ في الحسابات" لدى الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن هذا الخطأ "سيجلب له فشلاً آخر". وشدد على أن بنية حزب الله وهياكله "قد ترسخت بشكل يمكنه ترميم غياب قادته الشهداء في وقت قصير".
بدوره، قال عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، أحمد نادري، في تصريحات صحافية بعد جلسة مغلقة إن النواب الإيرانيين ناقشوا أبعاد اغتيال الأمين العام لحزب الله وعدد آخر من قيادات المقاومة، مضيفاً أنه "طرحت مقترحات بشأن طريقة الانتقام والرد" على الاغتيال، مشيراً إلى أنه تقرر أن يرفع رئيس البرلمان تلك المقترحات إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، لمناقشتها واختيار أفضل السبل للرد من دون الكشف عن طبيعتها.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الأحد، للتلفزيون الإيراني، إن اغتيال حسن نصر الله "لن يحدث أي خلل في المقاومة ودماء الشهيد ستزيد من قوة حزب الله أكثر من ذي قبل"، مشيراً إلى أن "الكيان الصهيوني لن يكون له مستقبل في المنطقة، وأميركا شريكة في هذه الجريمة ولا يمكنها التنصل من هذه الحقيقة". وأكد أن بلاده ستقف إلى جانب لبنان ومقاومته في هذه الظروف، منتقداً مجلس الأمن الدولي وقال إنه أثبت عجزه عن حل المشكلات، وداعياً الأمم المتحدة إلى ضرورة العمل على وقف جرائم الكيان الصهيوني.
كما حضر قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاآني، اليوم الأحد، مراسم العزاء في مكتب حزب الله في طهران للتعزية باستشهاد نصر الله، وفق التلفزيون الإيراني. وشارك مسؤولون إيرانيون آخرون في هذه المراسم.
في غضون ذلك، تقدمت إيران بطلب إلى مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة للتنديد بقوة باعتداءات الاحتلال الإسرائيلي واستمرار جرائمه في لبنان وغزة. وأكدت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة أن طهران "لن تألو في اتخاذ أي خطوة دفاعاً عن مصالحها الوطنية والحيوية وفق القانون الدولي"، حسب ما أوردت وكالة إيسنا الإيرانية الطلابية.