إيران تبلغ قطر استعدادها لحل وسط للملف النووي

21 مايو 2022
وزير الخارجية القطري: نريد استراتيجية استثمار متوازنة وعملا جيدا مع الجميع (Getty)
+ الخط -

قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم السبت، إن القيادة الإيرانية أبلغت الدوحة باستعدادها لقبول حل وسط في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني.

وفي مقابلة مع صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية، قال الوزير القطري إن التوصل إلى حل وسط سيدعم الاستقرار في منطقة الخليج وفي أسواق النفط، موضحا أن "ضخ كميات إضافية من النفط الإيراني في الأسواق سيساعد في استقرار أسعار الخام وخفض التضخم".

وكان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قد قال، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز في برلين، أمس الجمعة: "إننا بحثنا علاقاتنا الثنائية المتميزة التي تشمل كل المجالات، إلى جانب ذلك، عدة ملفات دولية وإقليمية أبرزها الملف الإيراني"، مشيرًا إلى أنّ دولة قطر مستعدة للمشاركة في حلّ الخلاف الذي يحول دون التوصّل إلى اتفاق نووي.

وكانت مصادر إيرانية مطلعة قد كشفت، لـ"العربي الجديد"، أن نائب رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا سيزور طهران، الثلاثاء المقبل، لبحث العقبات المتبقية أمام مفاوضات فيينا من أجل التوصل إلى اتفاق.  

وقالت المصادر التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها إنّ مورا كان بصدد زيارة طهران قبل أسابيع، لكن الأخيرة لم تبد الرغبة الكافية لإنجاز الزيارة لـ"كونها لم تكن تأتي بجديد في الرد على المطالب الإيرانية بشأن القضايا المتبقية". 

وأضافت المصادر الإيرانية، في حديثها مع "العربي الجديد"، أنّ الموافقة على زيارة مورا "جاءت بعد حديث أوروبي عن وجود ما يمكن اعتباره مبادرة أميركية أوروبية لدفع المفاوضات باتجاه حلحلة القضايا المتبقية"، غير أنها أكّدت أنها لا تعلم عن تفاصيل المبادرة. 

وتوقفت مفاوضات فيينا في الـ11 من شهر مارس/ آذار الماضي، وعاد المفاوضون إلى عواصمهم. مع ذلك، استمرت المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في العواصم، عبر منسقها إنريكي مورا الذي تبادلَ الرسائل بين الطرفين، فضلاً عن نقل أطراف إقليمية أيضاً هذه الرسائل بينهما. لكن مساعي مورا لم تتكلل بالنجاح بعد في إزالة العقبات المتبقية لتوصل الطرفين إلى اتفاق.  

استراتيجية متوازنة

من جانب آخر، أكد وزير الخارجية القطري، في المقابلة سالفة الذكر، أن الوضع العالمي الحالي، "يتطلب قدرا كبيرا من التماسك الدولي والمزيد من المشاركة الدبلوماسية"، قائلا إن "قطر تريد استراتيجية استثمار متوازنة وعملا جيدا مع الجميع".

وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: "كدولة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، نريد الحفاظ على علاقاتنا مع الولايات المتحدة وأوروبا مع الإبقاء على علاقات متوازنة مع الصين وروسيا وغيرهما. ونريد أن نرى كيف يمكننا المساعدة في تجميع كل الأشياء معا، ونتجنب أن نصبح عاملا من العوامل المسببة للانقسام".

وبشأن الأزمة الروسية الأوكرانية والدور الذي يمكن أن تلعبه الدوحة في هذا الملف، قال الوزير القطري: "إن قطر ترفض أي اعتداء على سيادة دولة، كما ترفض أي استخدام للقوة ضد دولة أخرى، المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا استمرت لبعض الوقت، لكنها توقفت، ويجب أن تكون هناك مفاوضات لإنهاء هذه الحرب وهذه المعاناة".

وأضاف: "نحن نتحدث إلى كلا الجانبين، لأنه في النهاية تاريخ العالم يظهر أن الحرب لا تنتهي أبدا في ساحة المعركة، لكن على طاولة المفاوضات، وكلما كان أسرع كان ذلك أفضل".

(العربي الجديد، قنا)

المساهمون