أعلنت إيران، الأحد، أن كل شيء "جاهز" للقيام بتبادل للسجناء مع الولايات المتحدة، ويمكن أن يحصل ذلك سريعاً إذا كانت واشنطن راغبة في ذلك، بينما نفى البيت الأبيض ذلك متهما المسؤولين الإيرانيين باختلاق الأمور.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد كشف اليوم الأحد، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني عن التوصل إلى صفقة لتبادل السجناء مع الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية.
وأضاف أمير عبد اللهيان أن الصفقة "ستنفذ خلال الأيام المقبلة إذا التزم بها الطرف الأميركي جيدا".
تكذيب أميركي
من جهته، نفى مسؤول في البيت الأبيض، اليوم الأحد، التصريحات الإيرانية بأن واشنطن وطهران توصلتا إلى اتفاق لتبادل الأسرى، وقال إن الولايات المتحدة ملتزمة بتأمين الإفراج عن الأميركيين المحتجزين في إيران.
كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد كشف اليوم الأحد، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني عن التوصل إلى صفقة لتبادل السجناء مع الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن "ادعاءات المسؤولين الإيرانيين بأننا توصلنا إلى اتفاق للإفراج عن المواطنين الأميركيين الذين احتجزتهم إيران ظلماً كاذبة".
وأضاف المتحدث: "لسوء الحظ، لن يتردد المسؤولون الإيرانيون في اختلاق الأمور، وستؤدي المزاعم الأخيرة إلى مزيد من الحزن لعائلات سيامك نمازي وعماد شرقي ومراد طاهباز"، في إشارة إلى احتجاز ثلاثة مواطنين إيرانيين أميركيين مزدوجي الجنسية، في إيران.
استغراب إيراني للتكذيب الأميركي
في المقابل، علّق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، مساء اليوم الأحد، على النفي الأميركي لإبرام صفقة تبادل السجناء مع طهران، باعتباره "مثيرا للاستغراب".
وأضاف كنعاني، في بيان صحافي، أن الطرفين وقّعا على "اتفاق مكتوب في مارس/آذار 2022، عبر وسيط، ووقع عليه مندوب أميركي، لكن الإدارة الأميركية لم تنفذه حتى الآن بذرائع مختلفة".
قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن "ادعاءات المسؤولين الإيرانيين بأننا توصلنا إلى اتفاق للإفراج عن المواطنين الأميركيين الذين احتجزتهم إيران ظلماً كاذبة"
وتابع المتحدث الإيراني قائلا إن الطرفين تبادلا رسائل غير مباشرة خلال الأسابيع الأخيرة لتحديث الاتفاق، مؤكدا أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تنظر إلى تبادل السجناء على أنه قضية إنسانية بامتياز لا ينبغي أن يستخدم كذريعة للتلاعب السياسي".
من هم السجناء الأميركيون في إيران؟
السجناء الأميركيون حالياً في إيران هم ثلاثة يحملون الجنسية الأميركية من أصل إيراني، ولا يوجد حالياً في السجون الإيرانية مواطنون من أصول أميركية، بعد أن أفرج عمن كان موجوداً منهم خلال السنوات الماضية في إطار صفقات.
وأحد هؤلاء الثلاثة هو سيامك نمازي، وهو مدير التخطيط الاستراتيجي لشركة "كرسنت" النفطية، اعتقلته السلطات الإيرانية في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، بتهمة "التعاون مع الحكومة الأميركية والتجسس لصالحها".
كما اعتقلت السلطات والده بعد ثلاثة أشهر بالتهمة نفسها، عندما زار إيران لمتابعة ملف ابنه سيامك. وحكمت السلطة القضائية الإيرانية على الاثنين بالسجن لمدة عشر سنوات، لكنها أفرجت عن والد سيامك، باقر نمازي (85 عاما)، العام الماضي لـ"أسباب إنسانية".
علّق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، مساء اليوم الأحد، على النفي الأميركي لإبرام صفقة تبادل السجناء مع طهران، باعتباره "مثيرا للاستغراب"
والخميس الماضي، وفي مقابلة نادرة من سجن إيفين في طهران، طالب سيامك نمازي الرئيس الأميركي جو بايدن بالتدخل لإطلاق سراحه، وسراح مواطنين أميركيين اثنين آخرين.
وقال سيامك نمازي، لمراسلة محطة "سي أن أن"، في مقابلة عبر الهاتف: "أناشدك سيدي أنّ تضع حياة وحرية الأميركيين الأبرياء فوق كل السياسات ذات الصلة، وأنّ تفعل ما هو ضروري لإنهاء هذا الكابوس وإعادتنا إلى الوطن".
أما السجين الثاني فهو التاجر اليهودي مراد طاهباز، ويحمل الجنسيتين الأميركية والبريطانية، اعتقله جهاز استخبارات الحرس الثوري في ینایر/ كانون الثاني 2018، ضمن مجموعة عُرفت بـ"نشطاء البيئة"، واجهوا تهمة التجسس وجمع معلومات سرية عن مناطق استراتيجية، تحت ستار مشاريع الحفاظ على البيئة. إلا أن الملف تحول إلى أحد أهم الملفات القضائية.
أثار الملف الرأي العام خلال السنوات الأخيرة، وبات محل خلاف بين المؤسسات الأمنية الإيرانية، بعد نفي وزارة الأمن تهمة التجسس عنهم. وأعلنت السلطة القضائية الإيرانية في 18 فبراير/ شباط 2020 إصدار أحكام بالسجن بحق هؤلاء، ومنهم مراد طاهباز، الذي حكم عليه بالسجن لثمانية أعوام بتهمة "التعاون" مع الولايات المتحدة.
واعتقل عماد شرقي، التاجر الإيراني الأميركي صاحب شركة "سراوا"، في مايو/ أيار 2018، ثم أفرج عنه لاحقاً بكفالة، ليعاد اعتقاله مرة أخرى خلال يناير 2021، بعد محاولته الهرب عبر الحدود الغربية لإيران، بحسب نادي "المراسلين الشباب" الإيراني.
وكانت إيران قد أصدرت حكماً بحق شرقي بالسجن عشر سنوات بتهمة التجسس والخيانة، قبل يومين من تولي الرئيس الأميركي جو بايدن السلطة في الولايات المتحدة الأميركية.
السجناء الإيرانيون في أميركا
ليس واضحاً عدد السجناء الإيرانيين في الولايات المتحدة، أو في دول أخرى، والذين تقول طهران إنهم اعتقلوا بطلب أميركي بتهمة الالتفاف على العقوبات التي تصفها بأنها "ظالمة وإرهاب اقتصادي".
ورصد "العربي الجديد"، 17 سجيناً إيرانياً تعتقلهم الولايات المتحدة.