أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، اليوم الثلاثاء، أن بلاده "ليس لديها أي تواصل في الوقت الراهن مع الإدارة الأميركية الجديدة"، مضيفاً "ننتظر المواقف الرسمية للإدارة الأميركية بشأن العودة إلى التعهدات ورفع العقوبات غير القانونية"، في حين وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم، إلى موسكو في جولته الإقليمية.
وشدد ربيعي، في مؤتمره الأسبوعي، على أن طهران "ليس لديها أي برنامج للتفاوض مع أميركا في الوقت الراهن"، رابطاً "أي اختراق" في الأزمة بـ"خطوات أميركية عملية للعودة إلى التزاماتها بموجب القرار 2231" الصادر عن مجلس الأمن الدولي بُعيد التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015، وهو مكمل لهذا الاتفاق.
وحذّر المتحدث الإيراني الولايات المتحدة من المماطلة في ذلك، مضيفاً أن "الوقت ليس مفتوحاً لأميركا وأن نافذة الفرصة لها وللأعضاء الأوروبيين في الاتفاق لتنفيذ التعهدات أصبحت محدودة للغاية".
وأعرب ربيعي عن أمله في أن تتخذ الإدارة الأميركية الجديدة "خطوات وقرارات عملية لإثبات حسن النوايا وبناء الثقة قبل أن يتدهور الوضع أكثر"، مؤكداً أن الحكومة الإيرانية ستوقف تنفيذ البروتوكول الإضافي يوم 21 فبراير/شباط المقبل في حال عدم رفع العقوبات وتنفيذ الأطراف تعهداتها، كما ينص عليه القانون الجديد الذي أقره البرلمان.
ومطلع الشهر الماضي، صادق مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران على مشروع قانون "الإجراء الاستراتيجي لإلغاء العقوبات" الأميركية المفروضة على طهران منذ عام 2018 بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
ويعيد القانون المكون من تسعة بنود البرنامج النووي الإيراني إلى ما قبل الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع المجموعة الدولية، من خلال اتخاذ خطوات نووية لافتة إذا لم ترفع العقوبات، أهم ما نفذته الجمهورية الإسلامية منها حتى الآن كان رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20 بالمائة في وقت سابق من الشهر الجاري، والتلويح برفع التخصيب إلى أكثر من ذلك "إذا استدعت الحاجة".
ومن الخطوات المهمة الأخرى، التي ينص القانون على تنفيذها إذا لم ترفع العقوبات الأميركية، وقف تنفيذ البروتوكول الإضافي الذي أخضع البرنامج النووي الإيراني لـ"رقابة صارمة" يوم 21 فبراير/شباط المقبل و"تدشين مصنع إنتاج اليورانيوم المعدني في أصفهان في غضون 5 أشهر من إقرار القانون"، أي خلال يونيو/ حزيران المقبل.
زيارة ظريف لموسكو
وعلى صعيد آخر، وفي المحطة الثانية لجولته الإقليمية، وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة الروسية موسكو، في زيارة هي الـ32 له منذ العام 2013، ليؤكد بعد وصوله إليها أن بلاده تسعى إلى تشكيل اتحاد سداسي للتعاون الإقليمي في منطقة القوقاز، عازياً جولته الإقليمية إلى دول القوقاز إلى ذلك.
وقال ظريف، وفق ما أوردت وكالة "إرنا" الإيرانية، إن زيارته إلى موسكو تهدف إلى "توسيع العلاقات الاستراتيجية ومناقشة القضايا الإقليمية"، مشيراً إلى تطورات منطقة ناغورنو كاراباخ والاتفاق النووي وسورية وأفغانستان واليمن، ولفت إلى زيارته لجمهورية أذربيجان كمحطة أولى في جولته، واصفاً نتائج مباحثاته مع المسؤولين الأذربيجانيين بأنها "جيدة للغاية". وبدأ وزير الخارجية الإيراني، الأحد، جولة إقليمية تشمل خمس دول جارة لإيران في الشمال والشمال الغربي، هي جمهورية أذربيجان، وروسيا وجورجيا وأرمينيا وتركيا.