"إنفورماسيون" تتقصى سياسة الاحتلال للقاح: الإسرائيليون فئران تجارب

03 فبراير 2021
غياب الانضباط بإجراءات الوقاية من كورونا بين مجتمع الأصوليين اليهود (فرانس برس)
+ الخط -

تناولت صحيفة "إنفورماسيون" الدنماركية، اليوم الأربعاء، الضجيج المثار حول أن دولة الاحتلال الإسرائيلي "متقدمة على بقية الدول الثرية في مجال التلقيح"، وذلك من خلال تقرير يفحص دقة ما يعرض عن "ريادة تل أبيب مقارنة بالدنمارك وغيرها من الدول".

 وتذكر الصحيفة أنه بينما جرى تلقيح 5 في المائة في الدنمارك، فإن "النسبة المئوية في إسرائيل وصلت 54.7 في المائة، أي أكثر من نصف المجموعات المدرجة على قوائم تلقي اللقاح، وبشكل أساسي الأفراد فوق 60 عامًا، والمهنيون الصحيون، والمصابون بأمراض مزمنة، وما إلى ذلك من مجموعات وعدت بتلقي اللقاح قُبيل نهاية  فبراير/ شباط" الحالي. 

سبب اللقاح المتسارع هو اتفاق بين الموردين الدوليين والحكومة الإسرائيلية للدفع بكميات كبيرة من اللقاحات، ثمنها تحويل الإسرائيليين إلى فئران تجارب

 

وأماطت "إنفورماسيون" اللثام عن السبب في تقدم النسب المئوية لدى دولة الاحتلال بالقول إن "سبب هذا اللقاح المتسارع هو اتفاق بين الموردين الدوليين والحكومة الإسرائيلية للدفع بكميات كبيرة من اللقاحات، ثمنها تحويل الإسرائيليين إلى أرانب (فئران) تجارب على فعالية اللقاحات المقدمة، ومن خلال إعفاء الموردين من المسؤولية في حالة حدوث  آثار جانبية خطيرة أو حتى قاتلة"، مضيفة أن تلك السياسة "حققت لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حين ظهر متلقياً للجرعة، تأييداً شعبوياً آخر".  

وتابعت الصحيفة: "فيما يجري الحديث عن تدفق اللقاح كتدفق الحليب والعسل التوراتي، كانت الصحف الإسرائيلية تتحدث عن أنه ورغم ارتفاع معدل التلقيح، فإن الأرقام لا تشير إلى تحسن ملحوظ"

وأضافت الصحيفة: "رغم أن المجتمع مغلق للمرة الثالثة، فإن انخفاضاً طفيفاً حصل في معدل الإصابات، وبنسبة 0.95 في المائة، مقارنة بـ0.65 في الإغلاق الثاني، وبحسب مدير التطوير في التأمين الصحي الإسرائيلي، فإن الوضع سيبقى على حاله لوقت طويل".  

وأردفت "إنفورماسيون" أن ذلك يعود إلى أسباب كثيرة، حيث إن "ثمة تزايدا في حالات العدوى بالفيروس المتحور، وبالإضافة إلى ذلك غياب الانضباط بين مجتمع المتدينين اليهود الأصوليين، والذين يشكلون نحو 12 في المائة من السكان".

وتابعت: "شاهدنا في نشرة أخبار التلفزيون الدنماركي (دي آر)، مساء الأحد، كيف أن الآلاف خرجوا في تشييع أحد الحاخامات، دون تباعد ولا حتى ارتداء الكمامات ولم يتدخل أحد، بيد أننا شهدنا شرطياً في مكان آخر يلاحق رجلاً في أحد المتنزهات يتناول شطيرته بحجة أنه لا يرتدي الكمامة ويتواجد في مكان ممنوع". 

ثم تستطرد الصحيفة الدنماركية للإشارة إلى تناقض المشهد، "فالمتشددون اليهود يحظون بمعاملة مميزة وخاصة: هم معفيون من الخدمة العسكرية، وتتلقى مدارسهم وندواتهم - وما يسمى بالمدارس الدينية - دعمًا سخيًا من الدولة ومن حزبيهم السياسيين، "شاس" و"اليهودية التوراتية الموحدة"، ولديهم مقاعد مضمونة فعليًا في أي حكومة، حيث عادة ما يكون لديهم القول الفصل في تشكيل الأغلبية". 

 وأضافت الصحيفة في السياق أن "المتشددين اليهود ومنذ 2009، باستثناء فترة بسيطة، شكلوا شبكة أمان لنتنياهو، الذي يعتبرونه صديقهم، بعد أن أدار اليمين العلماني ظهره للرجل، ويراهنون عليه في الانتخابات القادمة في 25 مارس/ آذار المقبل".  

ونقلت "إنفورماسيون" سبباً آخر في استمرار انتشار العدوى في دولة الاحتلال، فـ"يديدا شتيرن (أستاذ قانون في جامًعة بار إيلان) يذكر في صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن الأصوليين اليهود لا يأخذون القوانين الوضعية بجدية. ورغم إغلاق الدولة للمجتمع، ما تزال مدارسهم وورش التعليم مفتوحة بدعم من حاخاماتهم"، مضيفة أن ذلك "يشكل أحد أسباب انتشار كورونا بين الأصوليين اليهود بثلاثة أضعاف بقية السكان، وعليه يطرح شتيرن سؤاله: إلى متى ستبقى إسرائيل تمنح هؤلاء التصريح المجاني لهذه النسخة اليهودية من العصور الوسطى"؟

السؤال المطروح، والذي تنقله "إنفورماسيون" في تقريرها عن شتيرن، تطرح إجابته بالقول إنه "طالما أن الأمر مناسب سياسياً، حتى لو كلف أرواحا، فإن الوضع سيستمر كما هو، رغم أن الاستطلاعات تشير إلى معارضة 61 في المائة من الناخبين مشاركة الحريديم (اليهود المتشددين) في حكومة جديدة". 

وتناولت الصحيفة علاقة الاحتلال باللقاح ومنعه عن الفلسطينيين؛ وهو سجال وصل إلى كوبنهاغن، من خلال معلومات خاصة حصل عليها "العربي الجديد" حول استجواب اليسار الدنماركي لوزير الخارجية ييبا كوفود والحصول على أجوبة عن تدخل دنماركي في القضية بحدود 5 فبراير/ شباط الحالي، بسبب امتناع الاحتلال عن تقديم اللقاح للأسرى الفلسطينيين.

وأردفت: "وعلى خلفية ما تقدم، لا يبدو أن تغيراً سيطرأ على السياسة المنتهجة حيال الفلسطينيين في غزة والضفة، حيث يشتكون من احتفاظ الإسرائيليين كقوة محتلة باللقاحات في انتهاك واضح لاتفاقية جنيف الرابعة". وختمت "إنفورماسيون" بالقول إنه "ورغم الشكوى الفلسطينية، فإن السلطة في رام الله تعاند من خلال رئيسها محمود عباس بعدم الاتصال بالحكومة الإسرائيلية للحصول على حصتها من اللقاحات، حتى لو كلف ذلك أرواحا".