قال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، اليوم الجمعة، إن المعارضة التركية تعمل حالياً على حملات جديدة من أجل كسب جميع شرائح المجتمع، بعد أن برهنت الانتخابات الأخيرة على عدم كفاية الجهود السابقة لكسب ثقة الناخبين.
جاء ذلك في معرض إجابة أوغلو عن تساؤلات صحافيين في إسطنبول حول لقائه زعيم حزبه (الشعب الجمهوري) ومرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية كمال كلجدار أوغلو، الخاسر أمام الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأوضح إمام أوغلو أنه "شارك مع كلجدار أوغلو جميع أفكاره المرتبطة بما يتوجب عمله من أجل كسب ثقة شرائح المجتمع التركي كافة".
وعقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي شهدتها تركيا الشهر الماضي، وفوز التحالف الجمهوري بالانتخابات، عملت المعارضة على ممارسة النقد الذاتي، وانطلقت في مرحلة إعادة ترتيب، وأطلقت أحزاب إلى مؤتمرات عامة وطارئة.
ودعا إمام أوغلو أكثر من مرة إلى مسألة التغيير في حزب الشعب الجمهوري والتقى ضمن هذا الإطار كلجدار أوغلو مرات عدة، في ظل حديث عن أن إمام أوغلو يطمح لرئاسة الحزب مع تمسك كلجدار أوغلو بالرئاسة.
والتقى إمام أوغلو، كلجدار أوغلو، قبل يومين في أنقرة، وأظهرت صور اللقاء علاقة جيدة بين الطرفين، بعد أيام من أحاديث عن توتر حصل بينهما، إذ إن إمام أوغلو كان يعد مرشحاً بارزاً للمعارضة في المستقبل، وقطع عليه كلجدار أوغلو الطريق للترشح أمام الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال إمام أوغلو للصحافيين: "خسرنا الانتخابات بالتأكيد، وجميع رؤساء الأحزاب ورؤساء البلديات سينزعون قبعاتهم ونجلس ونفكر بشكل مشترك لاتخاذ القرارات الصحيحة، والمؤسسة الأبرز التي تقرر هي حزب الشعب الجمهوري".
وتابع "حزب الشعب الجمهوري قاد تحالف الشعب، وهو قادر على قيادة حركة التغيير، ومضطر للقيام بحملات، والعنوان بالتأكيد هو كلجدار أوغلو، الذي قدمت له خلال لقاء الأربعاء بعض المقترحات، وذكرته ببعض الأمور".
وأكد إمام أوغلو أنه قدم أفكاره حول "ما يجب أن يكون من جهود أخرى للتأثير في المجتمع"، وتقبلها كلجدار أوغلو بشكل إيجابي.
ويذهب حزب الشعب الجمهوري في هذه المرحلة إلى المؤتمر العام لانتخاب رئيس جديد له، ويختار مندوبيه على مستوى المناطق والولايات، ويعقد مؤتمرات تحضيرية قبيل المؤتمر العام.
وبحسب وسائل إعلام تركية، فإن كلجدار أوغلو يبدو متمسكاً برئاسة الحزب، فيما ينافسه إمام أوغلو في ظل مطالبه بالتغيير.
وعقب الانتخابات استقال أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، واختار كلجدار أوغلو بديلاً عنهم، أعضاء يعتقد أنهم مقربون منه في محاولة لإبعاد المنافسين على رئاسة الحزب.
وقال كلجدار أوغلو قبل أيام إنه "لا يجب أن تكون السفينة بلا ربان، وسيقودها وصولاً إلى المؤتمر العام"، وتلا ذلك إعلانه إنهاء عمل جميع مستشاريه، ومن بينهم أجانب، اختارهم في مرحلة الترشح للانتخابات.
ويأتي حراك المعارضة المكثف قبل أقل من عام على إجراء الانتخابات المحلية والبلدية في البلاد، في ظل مساعٍ للحفاظ على شعبيتها في كبرى المدن التركية وخاصة إسطنبول والعاصمة أنقرة، في ظل قلق من نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة.
وتمكن أردوغان من الفوز بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بحصوله على 52.18% من الأصوات، فيما حصل التحالف الجمهوري الحاكم على 323 مقعداً في البرلمان من إجمالي 600 مقعدٍ، محققاً الأغلبية الكافية، مسيطراً على السلطتين التشريعية والتنفيذية.