شهدت الساعات الأولى، من صباح اليوم الثلاثاء، إقبالاً كبيراً من الناخبين الكويتيين على صناديق الاقتراع لاختيار 50 عضواً في مجلس الأمة (البرلمان)، من بين 207 مرشحين، بينهم 13 امرأة، موزعين على الدوائر الانتخابية الخمس.
وتوافد الناخبون على مراكز الاقتراع في مختلف الدوائر الانتخابية، وجاء العديد منهم حتى قبل فتح باب الاقتراع، ومن المُتوقع إذ استمر الإقبال بالوتيرة نفسها حتى إغلاق الصناديق، أن تُسجل المشاركة في الانتخابات نسبة مرتفعة، على عكس المخاوف قبل موعد الانتخابات من عزوف الناخبين عن التصويت، في ظل حالة عامة من الامتعاض، بسبب تكرار مشهد الانتخابات في الكويت، حيث هي الثالثة من نوعها خلال عامين ونصف العام فقط.
وتجاوزت نسبة المشاركة 10 في المائة في بعض الدوائر، خلال الثلاث ساعات الأولى فقط، بحسب مراقبين للانتخابات. وتستمر عملية الاقتراع لمدة 12 ساعة متواصلة حتى الساعة 8 مساءً بالتوقيت المحلي.
واصطف الناخبون من الرجال والنساء على السواء، في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم، وكان لافتاً حضور كبار السن، الذين جاء بعض منهم على كراسي متحركة، بالإضافة إلى الحضور الشبابي الواسع.
وشهدت العديد من مراكز الاقتراع وجوداً ثابتاً لعدد من المُرشحين وأعضاء حملاتهم الانتخابية، خاصة في المناطق التي تُعتبر مركز ثقل لهم، بهدف استقبال قواعدهم الانتخابية، وملاقاة الناخبين الآخرين من أبناء الدائرة.
كما قام بعض المرشحين بجولات مكوكية بين مراكز الاقتراع للوصول إلى أعداد أكبر من الناخبين، والإشراف على سير عمل أعضاء الحملة الانتخابية، أو مندوبيهم داخل لجان التصويت، ورصد إقبال المواطنين على التصويت، ومتابعة نسبة المشاركة بشكل مباشر.
وقام النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية ووزير الدفاع بالوكالة، الشيخ طلال خالد الأحمد الصباح، بجولة على عدد من مقار الاقتراع في الكويت، من أجل تفقد سير العملية الانتخابية.
وأشاد ناخبون بتنظيم سير العملية الانتخابية داخل المدارس المخصصة للتصويت، من قِبل رجال وزارة الداخلية، وسلاسة الدخول والخروج من وإلى مراكز الاقتراع، وسرعة إجراء التصويت على الرغم من الأعداد المتفاوتة بين لجنة وأخرى، بحسب ما أفادوا "العربي الجديد".
وقالت الناخبة في الدائرة الخامسة، فاطمة الكندري، إنها حرصت حرصاً شديداً على المشاركة وحث النساء على ذلك خصوصاً، موضحة في حديث مع "العربي الجديد" أن حرصها "بسبب تنازل الكثير منهن عن حق التصويت نتيجة الملل، لكن الوضع الحالي لا يحتمل المقاطعة، وتجربة هذا السلاح الذي انتهت فاعليته".
وتابعت: "ما وصلنا إليه اليوم من حالة عدم الاستقرار السياسي، الغرض منه التخلي عن المشاركة الشعبية، والتنازل عن حق الشعب بالمشاركة في القرار"، مضيفة أن الهدف هو "إيصال أكبر عدد من الإصلاحيين".
وبيّنت الكندري أنها من أجل ذلك اختارت "الأصلح" من وجهة نظرها في الدائرة الخامسة، وأضافت: "كان الاختيار من وجهة نظري وفقاً لبرنامجه الانتخابي، الذي قدّم فيه المشاكل وحلولها، كما أنه يعكس صوت العقل وسط الضوضاء السياسية".
وعن مدى تفاؤلها بنتائج الانتخابات، قالت الكندري: "لا يمكن أن أصف نفسي بالمتفائلة، ولكن لا يمكن لي أن أتشاءم، نحن أمام تحدي الاستمرارية وحفظ حق الشعب بالمشاركة بالقرار".
من جانبه، قال الناخب في الدائرة الثالثة، نواف العتيبي، أن مشاركته في الانتخابات "من أجل الكويت أولاً وأخيراً، ولمستقبل أفضل للشعب وللبلد"، وأضاف في حديث مع "العربي الجديد": "المشاركة أصبحت لِزاماً حتى لا يخرج لنا نوّاب أصحاب توجّه لا يُحمد عقباه، في ظل الأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد".
وعن المعيار الذي صوّت بناءً عليه للمرشح الذي اختاره، قال: "حصيلة العمل السابق في البرلمانات السابقة، وانحياز المرشح الحالي في مواقفه السابقة تجاه الوطن والمواطن، وعدم الانخراط في معسكرات الخصومات الشخصية"، لافتاً إلى أنه يتوقع أن تسفر نتائج الانتخابات النهائية عن "تغيير عن نتائج مجلس 2022".
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في وقت سابق، عن "استعداد وجاهزية الأجهزة الأمنية لتنظيم وتأمين العملية الانتخابية"، لافتة إلى "اعتماد اللجان الأصلية والفرعية في الدوائر الانتخابية، التي يبلغ عددها 759 لجنة، واعتماد 118 مدرسة مراكز اقتراع"، كما اعتمدت خمس مدارس لجاناً رئيسية في الدوائر الانتخابية، لإعلان النتائج النهائية.
وينتخب الكويتيون البالغ عددهم 795 ألفاً و911 ناخباً وناخبة، ممن يحق لهم الانتخاب وفق القانون الكويتي، الأعضاء الـ50 عبر الاقتراع السري المُباشر، وتنقسم الدوائر الانتخابية في الكويت إلى خمس، تنتخب كل دائرة منها عشرة أعضاء، ويحق للناخب الإدلاء بصوت واحد فقط لمرشح واحد.
ويتنافس في الدوائر الخمس: 34 مرشحاً، بينهم امرأتان في الدائرة الأولى، و45 مرشحاً بينهم 3 نساء في الدائرة الثانية، و34 مرشحاً بينهم 3 نساء في الدائرة الثالثة، و47 مرشحاً بينهم 4 نساء في الدائرة الرابعة، و47 مرشحاً بينهم امرأة واحدة في الدائرة الخامسة.
ويبلغ عدد الناخبين في الدائرة الأولى 100 ألف و158 ناخباً وناخبة، وفي الدائرة الثانية 90 ألفاً و478 ناخباً وناخبة، وفي الدائرة الثالثة 138 ألفاً و364 ناخباً وناخبة، وفي الدائرة الرابعة 108 آلاف و35 ناخباً وناخبة، وفي الدائرة الخامسة 257 ألفاً و913 ناخباً وناخبة.
وتبلغ نسبة الناخبات من إجمالي الناخبين نحو 52%، ما يمكّن المرأة من حسم وصول العديد من أعضاء مجلس الأمة، كما أن عدداً واسعاً من النساء في السنوات الأخيرة لم يعد يخضع لاعتبارات الرجال في الانتخابات.