ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في تقرير اليوم السبت، أن الإقبال المبكر على التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية يضع البلاد على طريق تجاوز 150 مليون صوت للمرة الأولى في تاريخها. ولفتت إلى أن ولايات، بعضها تُعتبر حاسمة في الانتخابات، تجاوزت فعلاً 80 في المائة من نسبة الإقبال على الاقتراع مقارنة بانتخابات عام 2016.
وأوضحت أن البلاد تصوّت بإلحاح غير مسبوق في مقاربة الانتخابات الرئاسية، حيث أدلى أكثر من 85 مليون شخص بأصواتهم، رغم مجموعة من التحديات تتمثل بجائحة كورونا، التأخير في البريد، طوابير التصويت الطويلة والأحكام القضائية، التي اختبرت الثقة في النظام الانتخابي في البلاد.
وأوضحت أن هذه الزيادة الهائلة في الإقبال على التصويت تُعدّ من أكثر الجوانب التي لا يمكن التنبؤ بها في الانتخابات. وأشارت إلى أن الديمقراطيين يعتمدون على التصويت المبكر لمساعدتهم على قلب ولايات لصالحهم مثل فلوريدا وأريزونا، في وقت يعتمد الجمهوريون على ناخبيهم ليخرجوا بأعداد كبيرة يوم الانتخاب وتحقيق انتصارات كما فعلوا في ولايات أساسية في انتخابات عام 2016.
Democrats have an edge in early turnout, Republicans have been closing the gap. In Florida, 40% of ballots returned came from registered Democrats, 37.9% Republicans. In Miami-Dade a higher # of Republicans voted than Democrats https://t.co/sGEYt42SVl
— viviana mazza (@viviana_mazza) October 31, 2020
وتقول مارلين كراودر (60 عاماً)، الناجية من مرض السرطان، وهي تنتظر في طابور طويل في شمال غرب فيلادلفيا: "سأصوّت كأنّ حياتي تعتمد على الأمر". وتوضح أن جائحة فيروس كورونا كانت عاملاً محفزاً بالنسبة إليها، فضلاً عمّا رأت أنها محاولات من جانب الجمهوريين لجعل التصويت أصعب.
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أنه لم يسبق في تاريخ أميركا الحديثة أن واجه الناخبون الكثير من الأمور المجهولة، في وقت لا يزال العديد من الأميركيين يدفعون قدماً للإدلاء بأصواتهم عبر البريد، أو شخصياً.
ويقول البروفيسور في العلوم السياسية في جامعة فلوريدا مايكل ماكدونالد للصحيفة إن القضايا التي تواجه البلاد تتعلّق بالأجيال، موضحاً أن جائحة فيروس كورونا وحركة "حياة السود مهمة"، إلى جانب المشاركة السياسية المتزايدة منذ انتخاب ترامب، أنتجت ناخبين ناشطين للغاية.
وتتحدث الصحيفة عن مخاوف تطاول الاقتراع المبكر، مشيرة إلى تزايد القلق بشأن الفجوة المتسعة بين بطاقات الاقتراع الغيابي التي تمّ طلبها، وتلك التي تمّت إعادتها. ولفتت إلى أن هناك 36 مليون بطاقة تمّ طلبها لم تتمّ إعادتها أو تمّ رفضها، مع بقاء أيام قليلة على يوم الانتخاب. وأوضحت أن العديد من البطاقات ربما بقيت في البريد، أو أنها قيد المعالجة، أو تمّ إرسالها لأشخاص يخططون الآن للتصويت شخصياً.
وتلفت "نيويورك تايمز" إلى أن المشكلات مع الاقتراع المبكر ستؤثر بالديمقراطيين أكثر من الجمهوريين، حيث إنّهم طلبوا بطاقات للاقتراع الغيابي بمعدل أعلى من الجمهوريين في غالبية الولايات.