إعلان خليفة بوريس جونسون اليوم: ليز تراس الأوفر حظاً

05 سبتمبر 2022
اعترف سوناك بشكل غير مباشر بخسارته أمام تراس (Getty)
+ الخط -

يترقب ملايين البريطانيين لحظة الإعلان عن الفائز في السباق إلى رئاسة الحكومة وزعامة "حزب المحافظين" المقرّر ظهر اليوم في مجلس العموم، فيما لا تزال استطلاعات الرأي الخاصة بالحزب تشير إلى تفوّق وزيرة الخارجية ليز تراس على منافسها وزير المالية المستقيل ريشي سوناك.

بالمقابل، تبدو حماسة الناخبين لمعرفة هوية من سيقود البلاد خلفاً لبوريس جونسون، فاترة، حيث إن القرار كان بأيدي 160 ألف ناخب من "حزب المحافظين"، معظمهم من كبار السن والأثرياء وأصحاب الممتلكات والمتشدّدين.

كما أن الشريحة الأوسع من الناخبين لا يعنيها اليوم ما إن كانت تراس هي التي ستقود البلاد أم سوناك، في ظلّ أزمة غلاء معيشية غير مسبوقة ووسط حالة هلع عام من فواتير الطاقة التي ستصل خلال الشتاء الحالي إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه الشتاء الماضي.

وأغلق باب التصويت مساء يوم الجمعة الماضي، بعد شهرين على تنحّي رئيس الحكومة بوريس جونسون، وبدء السباق إلى خلافته. وطغت على الشهرين الماضيين خلافات كبيرة بين المتنافسين وانقسامات في صفوف الحزب تنذر بتحديات حقيقية للنجاة حتى موعد الانتخابات العامة القادمة والمقررة بعد عامين على أبعد تقدير.

ووفقاً لاستطلاع شركة "إيبسوس"، فإن أكثر من نصف سكان البلاد يؤيّدون إجراء انتخابات مبكّرة هذا العام، بينما يعارضها واحد من كل 5 أشخاص، مما سيزيد من حجم الأعباء التي تنتظر رئيس الحكومة الجديد إن كان في معالجة الكارثة الاقتصادية أو في توحيد صفوف الحزب وإنقاذه من إخفاق محتمل في الانتخابات القادمة.

كما طغت على الشهرين الماضيين الاتهامات المتبادلة بين المتنافسَين المنتميَين إلى نفس الحزب ونفس الأيديولوجيا. ففي حين جعلت تراس من تخفيض الضرائب أولويتها منذ اليوم الأول للحملة الانتخابية، عارضها سوناك بشدة معتبراً أن مواجهة التضخّم هي الخطوة الأولى لإنقاذ البلاد من حالة الركود.

ويتمسّك المرشّحان كلّ بوجهة نظره وبخططه حتى اللحظة الأخيرة، حيث كانت كل التعديلات التي أجرياها في خضم هذا السباق، شكلية فقط.

ولم تكن فترة الانتظار الطويلة التي فصلت بين تنحّي جونسون وموعد الإعلان عن رئيس الحكومة الجديد مثمرة بشيء، بل على العكس، كانت فرصة جيدة للأحزاب المعارضة، إذ شرّعت الباب أمام الخلافات الداخلية والمعارك الجانبية والانقسامات في وقت كانت أزمة المعيشة تتطلّب حكومة فاعلة منذ بداية شهر أغسطس/ آب على أبعد تقدير.

كما أنها فضحت الفراغ الذي تعيشه حكومة المحافظين الغارقة في أفكارها المتشدّدة، حيث غابت ملفّات مفتاحية عن الحملتين الانتخابيتين لكلا المرشّحين، من أزمة المناخ إلى الجفاف الذي ألمّ بالمملكة إلى ارتفاع فواتير الطاقة و"بريكست" والعلاقة بين المملكة المتحدة ودول العالم. وعندما ذكرت العلاقات الخارجية، كان تبادل الاتهامات بين تراس وسوناك هو الدافع منها كما جرى في المزايدة التي خاضاها في ملف العلاقة مع الصين والعداء معها.

وإن بدت الخلافات بين تراس وسوناك فجّة وصارخة في ما يتعلق بكيفية مواجهة أسوأ أزمة اقتصادية على الإطلاق، إلا أن المرشّحين ينتميان في نهاية المطاف إلى خطاب أيديولوجي، يميني، متشدّد. ويكاد يكون الخلاف الجوهري الوحيد بينهما هو مسألة الولاء التي دفعت الأغلبية بحسب الإحصاءات للتصويت لتراس التي دعمت جونسون حتى اللحظة الأخيرة، على حساب سوناك الذي "طعنه" من خلال استقالته من منصبه.

سوناك غير متأكد من فوزه: اعتراف بالهزيمة؟

واعترف سوناك صباح البارحة بشكل غير مباشر بخسارته أمام منافسته، إذ قال في لقاء مع "بي بي سي وان"، إنه لم يعد متأكّداً من الفوز وإنه سيبقى عضواً في البرلمان في كل الأحوال وسيخدم في حكومة "المحافظين"، وذلك بعد أسبوعين من إعلانه عدم نيّته قبول وظيفة في حكومة تراس في حال فوزها.

ويستبعد مقرّبون من الحزب ومن تراس أن تمنحه في حال فوزها منصباً رفيعاً، نزولاً عند رغبة المتشدّدين في الحزب ممن لن ينسوا "خيانته" لزعيمهم. بينما نقلت صحيفة "تيليغراف" عن أحد حلفائه قوله إن "على تراس أن تعامله بشكل لائق إن فازت، وألا تكون إرهابية كما كان جونسون عندما فاز في العام 2019".

ومن المتوقّع أن يتوجّه بوريس جونسون إلى قصر بالمورال في اسكتلندا صباح الثلاثاء للقاء الملكة إليزابيث الثانية، للتنحي عن منصبه، بينما ستستقبل الملكة إليزابيث بعد لقائها جونسون رئيس الحكومة الجديد، وهي أيضاً سابقة في فترة حكمها الممتد منذ سبعين عاماً، حيث جرت العادة أن تسلّم "مقاليد الحكم" لرئيس حكومتها من قصر باكنغهام في لندن أو من قلعة وندسور.

 أما التعيينات الوزارية الرفيعة فسيجريها رئيس الحكومة الجديد مساء الثلاثاء، على أن تكتمل التشكيلة الحكومية بعد ظهر يوم الأربعاء.

المساهمون