أعلن مستشار الأمن القومي في العراق قاسم الأعرجي، اليوم الخميس، انتهاء آخر جولات الحوار مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي بدأت العام الماضي، مؤكداً في تغريدة عبر "تويتر" نهاية المهام القتالية وانسحابها من العراق، على أن تستمر العلاقة مع التحالف الدولي في مجال التدريب والاستشارة والتمكين.
اليوم أنهينا جولة الحوار الأخيرة مع التحالف الدولي والتي بدأناها في العام الماضي، لنعلن رسميا انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف وانسحابها من العراق، وستستمر العلاقة مع التحالف الدولي في مجال التدريب والاستشارة والتمكين.
— قاسم الاعرجي (@qassimalaraji) December 9, 2021
وكان المتحدث باسم القائد العام للقوات العراقية المسلحة اللواء يحيى رسول، قد أكد في وقت سابق، أن قوات التحالف المكلفة مهام قتالية باشرت بالانسحاب، مشيراً إلى أن هناك جهوداً مستمرة من أجل استكمال عملية الانسحاب بحلول تاريخ 31 ديسمبر/كانون الأول 2021، مبيناً أنّ الانسحاب "جارٍ على قدم وساق".
والسبت الماضي، عقد الكاظمي اجتماعاً مع السفير الأميركي في بغداد، ماثيو تولر، تم خلاله بحث ملف انسحاب القوات القتالية الأميركية من البلاد وتحول مهامها إلى الاستشارة والدعم.
ووفقاً لبيان أصدره مكتب الكاظمي، فإن الأخير بحث مع تولر "التقدم الحاصل في إنهاء الدور القتالي لقوات التحالف في العراق، وفق مخرجات الحوار الاستراتيجي، والانتقال إلى دور المشورة والمساعدة والتمكين". ولم يكشف عن أي تفاهمات بشأن تلك الملفات.
إلا أن القوى المرتبطة بالفصائل المسلحة الحليفة لإيران، أثارت في الآونة الأخيرة الملف، متهمة الحكومة بمحاولة التحايل على قرار إخراج قوات التحالف، ملوحة بالتصعيد ضدها، فيما لا تستبعد فصائل مسلحة حليفة لإيران، أن تكون قوات التحالف الدولي تسعى إلى تهدئة "المقاومة الإسلامية" بعد توجهها إلى خيار المواجهة الحية مع قوات الاحتلال مطلع العام المقبل.
وقال القيادي في مليشيا "أنصار الله الأوفياء" عادل الكرعاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "العراقيين يرفضون بقاء قوات التحالف الدولي المتهمة بإشاعة الفوضى وقتل عناصر من الحشد الشعبي وتورط الولايات المتحدة بقتل القيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، والجنرال الإيراني قاسم سليماني"، مبيناً أن "خروج قوات التحالف الدولي هو مطلب حكومي وبرلماني وشعبي".
أما عضو حركة "حقوق" التابعة لمليشيا "كتائب سيد الشهداء"، فقد لفت إلى أن "جهود المقاومة الإسلامية لن تتراجع في متابعة عملية انسحاب آخر جندي أميركي، وأن أي تهاون في هذا الملف يعني أن هناك فصائل مسلحة ستلجأ للمواجهة"، موضحاً في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، أن "القوات العراقية باتت قادرة على حماية العراق، ولسنا بحاجة إلى أي جهود أمنية وعسكرية أجنبية في البلاد".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أكد المتحدث باسم قوة المهام المشتركة، مدير الشؤون العامة في التحالف الدولي، جويل هاربر، أن "دور التحالف الدولي في العراق لن يتغير، وسينتقل من العمليات القتالية إلى دور الاستشارة والتمكين والمساعدة".
وأضاف: "نحن الآن بالفعل نقوم بهذا الدور إلى حد كبير، لذلك لن يكون هناك تغيير ديناميكي في الأرقام أو المهمة التي لدينا هنا الآن"، فيما أكد التحالف الدولي في أكثر من مناسبة أن 31 ديسمبر/كانون الأول سيكون موعداً نهائياً لانسحاب جميع القوات القتالية الأميركية من العراق، واستبدالها بفرق عسكرية استشارية وتدريبية، مع الإبقاء على الجهد العسكري الجوي الأميركي في الأجواء العراقية، تحديداً بين خطي عرض 32 و35 التي تشمل شمال العراق وغربه، حيث ينشط تنظيم "داعش"، فضلاً عن كونها تحاذي الأراضي السورية شمالاً وغرباً من جهة البوكمال والحسكة.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد حسم ملف الانسحاب خلال استقباله في البيت الأبيض رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، في يوليو/تموز الماضي. وشدّد بايدن بعد لقاء مغلق مع الكاظمي على أنّ دور الولايات المتحدة في العراق سيتمحور حول مواصلة التدريب، ومساعدة العراق في مواجهة تنظيم "داعش"، مشيراً إلى أنّ القوات الأميركية "لن تقوم بأي مهمة قتالية" بحلول نهاية العام الحالي.