إطلاق نار في السودان وسط دعوات لتمديد الهدنة الهشّة عشية انتهائها

28 مايو 2023
دعت الرياض وواشنطن إلى تمديد الهدنة التي تنتهي مساء الإثنين بتوقيت الخرطوم (فرانس برس)
+ الخط -

سمعت أصوات طلقات نارية في العاصمة السودانية الأحد، فيما دعت الولايات المتحدة والسعودية إلى تمديد الهدنة التي تنتهي مساء الاثنين رغم انتهاكها تكرارا منذ بدء سريانها مطلع الأسبوع.

وقال أحد سكان الخرطوم الأحد: "نسمع إطلاق نار في جنوب المدينة".

ومنذ 15 إبريل/ نيسان، أسفر النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو، عن مقتل المئات ونزوح أكثر من مليون شخص داخليا ولجوء أكثر من 300 ألف آخرين إلى دول الجوار.

ويتبادل الجانبان الاتهام بخرق الهدنة التي كان من المفترض أن تفسح المجال لإيصال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة للمدنيين.

وبحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك 1800 شخص سقط معظمهم في العاصمة وفي مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.

مع تواصل العنف، يخشى محللون تجدد الحرب الأهلية في دارفور (غرب) خصوصا بعد دعوة حاكم الإقليم مني مناوي المواطنين إلى حمل السلاح.

وكتب مناوي على حسابه على موقع "تويتر" الأحد: "أدعو مواطنينا الكرام جميعا، أهل دارفور شيبا وشبابا، نساء ورجالا، إلى حمل السلاح لحماية ممتلكاتهم".

وأوضح مناوي أن "الاعتداءات على المواطنين تضاعفت وكثيرون لا يرغبون في سلامة وحقوق المواطنين ويتعمدون تخريب المؤسسات القومية"، مضيفا: "ونحن حركات الكفاح سنساندهم في جميع حالات الدفاع".

مطالبات بتمديد الهدنة

في الأثناء، طالبت الولايات المتحدة والسعودية طرفي النزاع في السودان بـ"تمديد وقف إطلاق النار الحالي ليمنح ممثلو العمل الإنساني مزيدا من الوقت للقيام بعملهم الحيوي"، بحسب بيان مشترك للرياض وواشنطن الأحد.

وأعلنت السعودية والولايات المتحدة، الأحد، حدوث انتهاكات من الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بعد 5 أيام من بدء وقف إطلاق النار قصير الأجل، أعاقت إيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية في البلاد.

ومساء 22 مايو/ أيار الجاري، بدأ سريان اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" لمدة أسبوع، مع استمرار محادثات بينهما في السعودية، في محاولة للتوصل إلى وقف دائم للقتال وحل سلمي للنزاع المسلح المستمر منذ 15 إبريل/ نيسان الماضي.

وذكر البيان: "تلاحظ بعد 5 أيام من بدء نفاذ وقف إطلاق النار قصير الأجل، حدثت انتهاكات من قبل الطرفين (الجيش السوداني والدعم السريع) أعاقت بشكل كبير إيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية".

وأضاف: "على سبيل المثال في انتهاك لحظر الهجمات الجوية واستخدام الطائرات العسكرية أو الطائرات من دون طيار، حلقت يوميا طائرات عسكرية تابعة للقوات المسلحة السودانية خلال وقف إطلاق النار".

وتابع: "بما في ذلك غارة مؤكدة في 27 مايو/ أيار الجاري في الخرطوم والتي قيل إنها قتلت شخصين، وكذلك غارة جوية دمرت مطبعة العملة السودانية (وسط الخرطوم)".

وفي السياق، قال البيان: "تواصل قوات (الدعم السريع) التعدي على المناطق المدنية بما في ذلك احتلال منازل المدنيين والشركات الخاصة والمباني العامة، وكانت هناك حالات مؤكدة لنهب المساكن والشركات في تلك المناطق".

وأشار إلى أن كلا الجانبين "شن هجمات وتم نقل القوات والأسلحة والمواد الأخرى".

وأفاد بأن "الطرفين أبلغا الميسرين (واشنطن والرياض) بأن لديهم قيادة وسيطرة فعالة وأنهم ملتزمون بتيسير المساعدة الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية ومع ذلك ارتكبت قواتهما أفعالا محظورة تعرقل تلك الجهود".

وأردف: "وقف الغارات الجوية للقوات المسلحة، وانسحاب قوات (الدعم السريع) من المناطق الحضرية، وإنهاء الهجمات على الجهات الفاعلة الإنسانية يسهل توصيل المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوداني".

وحث البيان الطرفين على "تمديد وقف إطلاق النار الحالي، لتوفير مزيد من الوقت للجهات الفاعلة الإنسانية للاضطلاع بعملها الحيوي".

ومن المقرر أن ينتهي وقف إطلاق النار الحالي غدا الاثنين الساعة 9:45 بتوقيت الخرطوم (19:45 ت.غ).

وكانت الأمم المتحدة أشارت إلى انضمام بعض المدنيين والمسلحين القبليين والمتمردين إلى النزاع الحالي.

وحسب بيانات مشروع مسح الأسلحة الصغيرة (SAS) توجد أسلحة لدى 6.6% من سكان السودان البالغ عددهم نحو 45 مليون نسمة.

ويسعى الجيش حاليا إلى تعزيز صفوفه، فقد دعت وزارة الدفاع جنود الاحتياط والمتقاعدين من الجيش إلى التسلح.

ووصفت قوات "الدعم السريع" الدعوة بأنها "قرار خطير" واتهمت الجيش بشن مزيد من الضربات الجوية في انتهاك للهدنة.

ورأت الناشطة السودانية رجاء مكاوي أن هناك "أشخاصا ينتمون إلى حركات غير عنيفة يفكرون الآن في حمل السلاح لحماية أنفسهم".

"خريطة طريق" أفريقية

والسبت، اتهم عبد الفتاح البرهان في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة المبعوث الخاص فولكر بيرتس بالمساهمة في اندلاع النزاع بسلوكه "المنحاز" وأسلوبه "المضلل".

وقال الأمين العام أنطونيو غوتيريس السبت إنه "صُدم" برسالة البرهان التي دعاه فيها إلى "ترشيح بديل" لبيرتس.

واتهم قائد الجيش السوداني المبعوث الأممي أيضا بارتكاب "تزوير وتضليل" أثناء قيادته عملية سياسية سبقت اندلاع الحرب.

وكان بيرتس عبّر مرارا عن "تفاؤله" بالوصول إلى اتفاق وقال إنه "فوجئ" بالحرب.

من جهتها، أعربت واشنطن عن "دعمها القوي" و"ثقتها" بالمبعوث الأممي.

ورغم رسالة البرهان، قال نائبه الجديد في قيادة مجلس السيادة الحاكم مالك عقار في بيان السبت إنه تحدث إلى بيرتس حول "كيفية العمل على حل الأزمة وإنهاء الاقتتال"، ما يعكس انقساما واضحا حول الأمر داخل المجلس.

وإلى جانب جهود الأميركيين والسعوديين، يسعى الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا "إيغاد" إلى تنظيم محادثات في السودان.

وقال الاتحاد الأفريقي الأحد في بيان حول الوضع في السودان إنه "تبنى خريطة طريق" تنص على "وقف الأعمال العدائية... واستئناف الانتقال إلى حكومة ديمقراطية يقودها مدنيون".

(فرانس برس، الأناضول)

المساهمون