إطلاق نار على مقر المقاطعة في جنين على خلفية ملاحقة "مركبات مقاومين"

08 اغسطس 2021
الأجهزة الأمنية في جنين تلاحق منذ مدة المركبات والدراجات النارية ( Getty)
+ الخط -

أعلنت محافظة جنين شمال الضفة الغربية، تعرض مبنى "المقاطعة" الذي يضم مقرات الأجهزة الأمنية الفلسطينية، الليلة الماضية، لإطلاق نار على خلفية مصادرة مركبة غير قانونية، فيما أكدت مصادر محلية في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الأجهزة الأمنية تلاحق مركبات "غير قانونية" يستخدمها مقاومون للتغطية على نشاطاتهم.

وقالت مصادر محلية فضلت عدم ذكر اسمها لـ"العربي الجديد"، "إن الأجهزة الأمنية في جنين تلاحق منذ مدة المركبات والدراجات النارية للتأكد من أوراقها، ومصادرة غير القانونية منها بعد اعتقال سائقها".

وفي الوقت الذي أكدت فيه تلك المصادر على دعم "فرض النظام والقانون"، تساءلت عن توقيت قيام السلطة الفلسطينية بهذا الإجراء، رغم أن هناك مركبات ودراجات تعمل علانية في بعض الأحيان على ترويج الممنوعات في المدينة ومخيمها دون أي اكتراث من الأمن الفلسطيني، كما تقول.

وشددت المصادر على أنه "لا مانع لدينا من قيام السلطة الفلسطينية بحملة على المركبات غير القانونية، وضبط النظام والسير، ونحن ندعمها ونرفض استخدام تلك المركبات من البعض في ارتكاب أعمال شغب وتعدٍ على القانون، فهذا يشوه المقاومة ويخلط الحابل بالنابل، لكن في ظل هذا التوقيت لهذه الحملة على تلك المركبات والدراجات نضع علامات استفهام".

وقالت المصادر إن "إصرار السلطة الفلسطينية على ملاحقة المركبات التي يقودها مقاومون، قد يؤدي إلى سوء فهم ويتطور إلى ما لا يحمد عقباه، أو احتكاكات بين السلطة والمقاومين".

وأكدت المصادر نفسها أن قوات الاحتلال تتعرض لمقاومة عنيفة من الشبان الفلسطينيين في جنين منذ أشهر، مشيرة إلى أن "المقاومين يستخدمون غالباً تلك المركبات والدراجات النارية في تنقلاتهم وملاحقتهم لقوات الاحتلال، باعتبارها وسيلة يصعب على الاحتلال والعملاء تقفي أثرها، كونها لا تحمل لوحات تسجيل، وإخفاؤها عن الأنظار أمر سهل، ويبدو أن الاحتلال منزعج من هذه الظاهرة".

من جانبها، قالت محافظة جنين على لسان المحافظ أكرم الرجوب، في بيان صحافي "لقد أقدمت ثلة من الخارجين عن القانون مساء السبت، بإطلاق النار بشكل مباشر على مبنى المقاطعة في جنين تحت ذريعة قيام الشرطة بمصادرة مركبة الشهيد جميل العموري الذي استشهد قبل نحو شهرين، وقد تناقلت بعض الصفحات المشبوهة هذا الحدث وقدمت له هذا التبرير المرفوض دون العودة لأي مصدر رسمي".

وأشار المحافظ إلى أن دوريات الشرطة في مدينة جنين قامت بمصادرة مركبة مسروقة (غير قانونية)، وأنه ليس لهذه المركبة أي علاقة بالشهيد جميل العموري الذي كان جيش الاحتلال قد استولى على مركبته واقتادها معه أثناء انسحابه من جنين بعد اغتياله.

ووفق المحافظ الرجوب "فإن إطلاق النار على المقاطعة بما تمثله من رمزية وطنية وسيادية لهو اعتداء على دماء شهداء المؤسسة الأمنية الذين استشهدوا وهم يذودون عن ثرى جنين، ودفاعاً عن الشهيد العموري الذي اختلطت دماؤه بدمائهم".

وشدد الرجوب على أن الزج باسم الشهيد جميل العموري بهذا العمل الذي وصفه بـ"الجبان"، وربطه بمصادرة مركبة غير قانونية، هو إهانة لدماء الشهداء لا يقبل بها أي وطني وعاقل وشريف، مشيرًا إلى أنه سوف تتم ملاحقة المتورطين بذلك "وتقديمهم للعدالة، كما سيستمر في الوقت نفسه العمل الأمني المستدام في محاربة كل الظواهر الخارجة عن القانون، ومن بينها المركبات غير القانونية التي ما زال أصحابها يعبثون بسلامة المواطنين وأمنهم دونما خجل"، وفق بيان المحافظ.