يقترب موعد بدء معركة تحرير الرقة السورية من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مع إعلان "قوات سورية الديمقراطية"، أمس الثلاثاء، إطلاق عمليات لتطهير المناطق الريفية الشمالية للرقة، ما سيضع ضغطاً على التنظيم في "عاصمته"، فيما تكشف مؤشرات عدة أن "داعش" يستعد من جهته لهذه المعركة.
وبالتزامن مع التحرك الدولي لتحرير مناطق يسيطر عليها "داعش" في العراق وليبيا، بدأت "قوات سورية الديمقراطية" مساء أمس، هجوماً من مدينة تل أبيض في شمال الرقة والمحاذية للحدود مع تركيا، ومن مدينة عين عيسى على بعد أكثر من خمسين كيلومتراً عن مدينة الرقة، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن. وأفاد عبد الرحمن أن "طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي، قصفت منذ الصباح بعشرات الغارات مواقع لتنظيم داعش في ريف الرقة الشمالي والأطراف الشمالية لمدينة الرقة وداخلها، تمهيداً لتقدّم قوات سورية الديمقراطية في شمال الرقة". وأسفرت الغارات حتى عصر أمس، بحسب عبد الرحمن، عن مقتل "22 عنصراً من التنظيم على الأقل".
من جهتها، كتبت "قوات سورية الديمقراطية" على موقع "تويتر" نقلاً عن القيادية في هذه القوات روجدا فيلات: "نبدأ عملية تحرير شمال الرقة بمشاركة جميع وحدات قوات سورية الديمقراطية" وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وأضافت فيلات أن الهدف من العملية "صد العمليات الإرهابية عن الشدادي (جنوب الحسكة) وتل أبيض (شمال الرقة) وكوباني (عين العرب)".
بدوره، أكد المتحدث باسم الجيش الأميركي، الكولونيل ستيف وارن، من بغداد، أن "قوات سورية الديمقراطية بدأت عمليات لتطهير المناطق الريفية الشمالية، وهذا يضع ضغوطاً على الرقة"، معلناً أن الجيش الأميركي سيشن غارات جوية لدعم تلك القوات.
كما سارعت روسيا للتدخّل في هذا التطور، وأعلنت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن موسكو مستعدة للتنسيق مع "قوات سورية الديمقراطية" والتحالف الدولي لشن هجوم لطرد "داعش" من الرقة. وقال لافروف، خلال قمة في أوزبكستان، إن موسكو وواشنطن اتفقتا على تنسيق العمليات العسكرية في سورية وتبادل المعلومات، لافتاً إلى أن وزارتي الدفاع في البلدين تدرسان كيفية تنسيق التحركات بشكل محدد.
في مقابل ذلك، يتحضر "داعش" للدفاع عن الرقة، إذ اتخذ إجراءات ميدانية جديدة، كحفر مزيد من الخنادق على جبهات القتال ضد القوات الكردية في ريفي الرقة الشمالي والشرقي، واستقدام تعزيزات إلى نقاط تمركز قواته شمال وشمال شرق المدينة، بالإضافة إلى تعزيز السواتر الترابية، وزرع مزيد من الألغام، بحسب مصادر ميدانية في ريف الرقة.
وبدأ التنظيم كذلك بنقل عائلات مقاتليه من المدينة إلى باقي مناطق سيطرته في سورية بالتزامن، مع حركة نزوح مستمرة للسكان من الرقة بعد إلقاء طائرات تابعة للتحالف الدولي الأسبوع الماضي لمناشير ورقية فوق المدينة تطالب الأهالي بالرحيل عن المدينة "حفاظاً على حياتهم أثناء المعركة الهادفة لطرد داعش من المدينة".
اقــرأ أيضاً
ويتواصل توافد عائلات مقاتلي تنظيم "داعش" وبعض العائلات الأخرى من الرقة إلى دير الزور. وقال الناشط الإعلامي في دير الزور، عامر هويدي، لـ"العربي الجديد"، إن "العائلات من الرقة، خصوصاً مقاتلي التنظيم الأجانب، تتوافد إلى الريف الشرقي والغربي وهي مناطق يسيطر عليها داعش في محيط دير الزور". ولفت الهويدي إلى أن "التنظيم استقدم، قبل أيام، العشرات من الآليات والعتاد الثقيل من الرقة أيضاً إلى دير الزور، في الوقت نفسه قام بنقل أكثر من 70 في المائة من العناصر المهاجرين في دير الزور، الريف والمدينة، إلى العراق، مع عائلاتهم بشكل مباشر، ومن دون أي قرار مسبق بذلك، كما قام بتبديل أغلب الإداريين والعسكريين في المنطقة بمن قدموا من محافظة الرقة على الفور".
ويمكن أن يفسر نقل "داعش" لكميات كبيرة من العتاد العسكري من الرقة إلى دير الزور، بسعيه للحفاظ على هذا العتاد وحمايته من الهجمات الجوية المتوقعة للتحالف الدولي على مستودعات ومقرات التنظيم في الرقة.
ويشير ذلك إلى أن "داعش" لا ينوي الاستسلام بسهولة في الرقة نظراً لرمزية المدينة بالنسبة للتنظيم كونها تعتبر عاصمته في سورية، وهي من أكبر المدن التي يبسط التنظيم سيطرته عليها بشكل كامل في سورية. ويمكن للتنظيم أن يستفيد في معركة الدفاع عن الرقة، من الطبيعة الجغرافية المعقدة شمال وشرق المدينة، وتتميز هذه المناطق بغطاء كثيف من الأشجار قد يحيد طيران التحالف الدولي أو يقلل مفعوله. كما قد يستفيد "داعش" من وجود نهر الفرات الذي يشكل خط دفاع طبيعي شمال غرب المدينة سيجبر وجوده القوات المهاجمة على الانقسام لقسمين ما يجعلها هدفاً أسهل للتنظيم.
وفي السياق، ذكرت مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري، أن مئات المقاتلين من عناصر ما يعرف بقوات "النخبة السورية" التابعة لرئيس الائتلاف السوري المعارض السابق أحمد الجربا، دخلوا إلى مناطق سيطرة القوات الكردية في تل أبيض شمال الرقة للانخراط في معركة الرقة ضد "داعش"، ما يعني في حال كانت هذه الأخبار صحيحة أن دخول مثل هذه القوات سيكون عبر معبر تل أبيض، وبالتالي سيكون عبر تركيا، ما يدل على موافقة الأخيرة على ذلك.
ومن المحتمل أن تشارك القوات الكردية بتأمين ريف الرقة الشمالي من دون أن تدخل في حرب مع "داعش" داخل مدينة الرقة التي لا يوجد فيه تواجد للأكراد، وهو الأمر الذي أكده العديد من المسؤولين الأكراد الذين لا يبدو أن هناك مصلحة كبيرة لهم بمهاجمة الرقة والسيطرة عليها، ذلك أن أعين قيادة القوات الكردية كانت منذ سيطرتها على تل أبيض في شهر يونيو/حزيران من العام الماضي، متجهة نحو مناطق منبج والباب واعزاز في ريف حلب.
ويشير كل ذلك إلى مدى التعقيد الكبير الذي سيعوّق العملية العسكرية لطرد "داعش" من الرقة، خصوصاً بعد تأمين ريفها الشمالي، إذ ستؤدي الإشكاليات المذكورة إلى جعل معركة الرقة معركة طويلة ومعقدة قد تحولها إلى معركة استنزاف أكثر تعقيداً من معركة عين العرب التي استمرت أربعة أشهر قبل نحو عامين، وسيؤدي نشوب مثل هذه المعركة في الرقة وريفها إلى تدمير المدينة وتهجير مئات الآلاف من القاطنين في مناطق سيطرة "داعش" وتوجههم إلى الحدود التركية بالدرجة الأولى.
وبالتزامن مع التحرك الدولي لتحرير مناطق يسيطر عليها "داعش" في العراق وليبيا، بدأت "قوات سورية الديمقراطية" مساء أمس، هجوماً من مدينة تل أبيض في شمال الرقة والمحاذية للحدود مع تركيا، ومن مدينة عين عيسى على بعد أكثر من خمسين كيلومتراً عن مدينة الرقة، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن. وأفاد عبد الرحمن أن "طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي، قصفت منذ الصباح بعشرات الغارات مواقع لتنظيم داعش في ريف الرقة الشمالي والأطراف الشمالية لمدينة الرقة وداخلها، تمهيداً لتقدّم قوات سورية الديمقراطية في شمال الرقة". وأسفرت الغارات حتى عصر أمس، بحسب عبد الرحمن، عن مقتل "22 عنصراً من التنظيم على الأقل".
من جهتها، كتبت "قوات سورية الديمقراطية" على موقع "تويتر" نقلاً عن القيادية في هذه القوات روجدا فيلات: "نبدأ عملية تحرير شمال الرقة بمشاركة جميع وحدات قوات سورية الديمقراطية" وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وأضافت فيلات أن الهدف من العملية "صد العمليات الإرهابية عن الشدادي (جنوب الحسكة) وتل أبيض (شمال الرقة) وكوباني (عين العرب)".
كما سارعت روسيا للتدخّل في هذا التطور، وأعلنت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن موسكو مستعدة للتنسيق مع "قوات سورية الديمقراطية" والتحالف الدولي لشن هجوم لطرد "داعش" من الرقة. وقال لافروف، خلال قمة في أوزبكستان، إن موسكو وواشنطن اتفقتا على تنسيق العمليات العسكرية في سورية وتبادل المعلومات، لافتاً إلى أن وزارتي الدفاع في البلدين تدرسان كيفية تنسيق التحركات بشكل محدد.
في مقابل ذلك، يتحضر "داعش" للدفاع عن الرقة، إذ اتخذ إجراءات ميدانية جديدة، كحفر مزيد من الخنادق على جبهات القتال ضد القوات الكردية في ريفي الرقة الشمالي والشرقي، واستقدام تعزيزات إلى نقاط تمركز قواته شمال وشمال شرق المدينة، بالإضافة إلى تعزيز السواتر الترابية، وزرع مزيد من الألغام، بحسب مصادر ميدانية في ريف الرقة.
وبدأ التنظيم كذلك بنقل عائلات مقاتليه من المدينة إلى باقي مناطق سيطرته في سورية بالتزامن، مع حركة نزوح مستمرة للسكان من الرقة بعد إلقاء طائرات تابعة للتحالف الدولي الأسبوع الماضي لمناشير ورقية فوق المدينة تطالب الأهالي بالرحيل عن المدينة "حفاظاً على حياتهم أثناء المعركة الهادفة لطرد داعش من المدينة".
ويتواصل توافد عائلات مقاتلي تنظيم "داعش" وبعض العائلات الأخرى من الرقة إلى دير الزور. وقال الناشط الإعلامي في دير الزور، عامر هويدي، لـ"العربي الجديد"، إن "العائلات من الرقة، خصوصاً مقاتلي التنظيم الأجانب، تتوافد إلى الريف الشرقي والغربي وهي مناطق يسيطر عليها داعش في محيط دير الزور". ولفت الهويدي إلى أن "التنظيم استقدم، قبل أيام، العشرات من الآليات والعتاد الثقيل من الرقة أيضاً إلى دير الزور، في الوقت نفسه قام بنقل أكثر من 70 في المائة من العناصر المهاجرين في دير الزور، الريف والمدينة، إلى العراق، مع عائلاتهم بشكل مباشر، ومن دون أي قرار مسبق بذلك، كما قام بتبديل أغلب الإداريين والعسكريين في المنطقة بمن قدموا من محافظة الرقة على الفور".
ويمكن أن يفسر نقل "داعش" لكميات كبيرة من العتاد العسكري من الرقة إلى دير الزور، بسعيه للحفاظ على هذا العتاد وحمايته من الهجمات الجوية المتوقعة للتحالف الدولي على مستودعات ومقرات التنظيم في الرقة.
ويشير ذلك إلى أن "داعش" لا ينوي الاستسلام بسهولة في الرقة نظراً لرمزية المدينة بالنسبة للتنظيم كونها تعتبر عاصمته في سورية، وهي من أكبر المدن التي يبسط التنظيم سيطرته عليها بشكل كامل في سورية. ويمكن للتنظيم أن يستفيد في معركة الدفاع عن الرقة، من الطبيعة الجغرافية المعقدة شمال وشرق المدينة، وتتميز هذه المناطق بغطاء كثيف من الأشجار قد يحيد طيران التحالف الدولي أو يقلل مفعوله. كما قد يستفيد "داعش" من وجود نهر الفرات الذي يشكل خط دفاع طبيعي شمال غرب المدينة سيجبر وجوده القوات المهاجمة على الانقسام لقسمين ما يجعلها هدفاً أسهل للتنظيم.
وفي السياق، ذكرت مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري، أن مئات المقاتلين من عناصر ما يعرف بقوات "النخبة السورية" التابعة لرئيس الائتلاف السوري المعارض السابق أحمد الجربا، دخلوا إلى مناطق سيطرة القوات الكردية في تل أبيض شمال الرقة للانخراط في معركة الرقة ضد "داعش"، ما يعني في حال كانت هذه الأخبار صحيحة أن دخول مثل هذه القوات سيكون عبر معبر تل أبيض، وبالتالي سيكون عبر تركيا، ما يدل على موافقة الأخيرة على ذلك.
ويشير كل ذلك إلى مدى التعقيد الكبير الذي سيعوّق العملية العسكرية لطرد "داعش" من الرقة، خصوصاً بعد تأمين ريفها الشمالي، إذ ستؤدي الإشكاليات المذكورة إلى جعل معركة الرقة معركة طويلة ومعقدة قد تحولها إلى معركة استنزاف أكثر تعقيداً من معركة عين العرب التي استمرت أربعة أشهر قبل نحو عامين، وسيؤدي نشوب مثل هذه المعركة في الرقة وريفها إلى تدمير المدينة وتهجير مئات الآلاف من القاطنين في مناطق سيطرة "داعش" وتوجههم إلى الحدود التركية بالدرجة الأولى.