واصل الجيش التركي عمليات القصف الجوي والمدفعي، مساء وبعد ظهر الأربعاء، مستهدفاً مواقع عدة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شمالي وشرقي سورية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، فيما أعلنت "قسد" وقف التنسيق مع التحالف الدولي بشأن محاربة "داعش" احتجاجاً على موقف التحالف من العمليات التركية.
وذكر مراسل "العربي الجديد" في القامشلي أن مسيّرة تركية استهدفت شاحنة عند داخل دوار القرموطي في مدينة القامشلي، ما تسبب في مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين، بينهما قيادي في "قسد".
وأوضح أن القيادي هو ريزان كلو، المستشار في قيادة "قسد"، والذي أصيب بجروح خطيرة جراء الغارة التركية، والمصاب الآخر هو حسن مجدي (45 عاماً)، رئيس بلدية بلدة هيمو، وقد نقلا إلى أحد مُستشفيات المدينة لتلقي العلاج.
وكشف مصدر طبي رفض التصريح عن اسمه أنَّ مجدي حالته مستقرة وإصاباته طفيفة، في حين أن كلو ما يزال في غرفة العمليات.
وقبل ذلك بعد ساعات، تعرض حي جرنك في المدينة، والقريب من الحدود السورية التركية، لقصف تركي بالقذائف، أسفر عن نزوح نصف سكان الحي تقريباً من منازلهم.
وشهدت مناطق متفرقة، خاصة قرب حقول النفط في شمال شرقي سورية، على مدار ساعات اليوم، قصفاً وغارات تركية مكثفة بالطائرات المسيرة والحربية، في اليوم الرابع من عمليات القصف التركية على المنطقة.
كذلك استهدف طيران مسيّر تركي مكتب العلاقات التابع لـ"قسد" ضمن القاعدة الروسية في منطقة المباقر شمال تل تمر بريف الحسكة، ما أدى إلى مقتل عنصر في "قسد" وإصابة 3 آخرين.
واستهدف الطيران المسير محطة الغاز في قرية السويدية بريف المالكية، ما أدى إلى أضرار مادية، ومحطة علي آغا للنفط بريف اليعربية، إضافة إلى حقل العودي النفطي بريف القحطانية، ما أدى لاندلاع النيران في الحقل، ومحطة دجلة للنفط بريف بلدة الجوادية بريف الحسكة، نتجت عنه خسائر مادية.
وتسبب القصف باحتراق خزانات النفط وتعطل شبكات الضخ وتوقف المحطات الخمس بشكل كامل عن العمل، فيما أوقفت قوات "قسد" جميع محطات النفط على طول الشريط الحدودي، وأخلت مواقع عسكرية قريبة من الحدود.
خسائر "قسد"
وكشفت قوات "قسد"، الأربعاء، عن حجم خسائر قواتها وقوات النظام منذ بدء الهجوم التركي.
وقالت "قوات سورية الديمقراطية"، في بيان لها، إن 25 عنصراً من قوات النظام، و11 من مقاتليها، قتلوا منذ بدء القصف التركي الحالي، إضافة الى 19 مدنياً، وفق البيان.
وأحصت "قسد" 47 غارة بالطيران الحربي، و20 هجوماً بالطيران المُسير، و3761 قصفاً بالمدفعية الثقيلة والهاون والدبابات، وشتى أنواع الأسلحة. كما أعلنت "قسد"، مساء الأربعاء، أنها أوقفت التنسيق مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمحاربة تنظيم "داعش".
وقال قائد "قسد"، مظلوم عبدي، في تصريح لقناة "روناهي" الكردية، إنهم أوقفوا القتال ضد "داعش" بسبب الهجمات التركية، مضيفاً أن عملهم ضد "داعش" مع التحالف الدولي قد توقف، لأنهم منشغلون بالهجمات التركية، ومشيراً إلى تأثر تنسيق العمل مع روسيا على الأرض أيضاً جراء هذه الهجمات.