شهدت منطقة موقف شروني عند مدخل شارع القصر الرئاسي بوسط الخرطوم، اليوم الخميس، مواجهات عنيفة بين الشرطة ومحتجين، أدت إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وتم نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة.
وأطلقت قوات الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية للحيلولة دون وصول محتجين سودانيين إلى القصر الرئاسي بالخرطوم.
وتجمع آلاف السودانيين، اليوم، بمحطة باشدار وسط الخرطوم، استعداداً للتوجه للقصر الرئاسي للمطالبة بسقوط نظام قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
وجاء هذا التجمع استجابةً لدعوة من لجان المقاومة السودانية، وبدعم من الأحزاب والقوى السياسية، على رأسها تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير المعارض، وذلك في سياق مناهضة الانقلاب العسكري منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحمل المشاركون في التجمعات أعلام السودان، وأنشدوا هتافات الثورة، وهتفوا بسقوط حكم العسكر، ونادوا بـ"القصاص لشهداء الثورة"، وأغلقوا شوارع قريبة من تجمعهم بالحجارة وأحرقوا إطارات السيارات القديمة قبيل التوجه للقصر الرئاسي.
واستبقت السلطات الأمنية موكب اليوم بإغلاق جسر الملك نمر الرابط بين الخرطوم والخرطوم بحري، القريب من القصر الرئاسي، كما نشرت عربات الشرطة بكثافة عند مدخل شارع القصر، وشهدت العاصمة أزمة في حركة السير، ويتوقع حدوث مواجهات بين المحتجين والشرطة.
في الأثناء، شهدت مدن سودانية، آخرها مدينة الفاو شرقي السودان، إضرابات واسعة في المحال التجارية والأسواق، احتجاجاً على السياسات الضريبية الجديدة لوزير المالية، جبريل إبراهيم.
وبحسب معلومات وصلت إلى "العربي الجديد"، فإن الإضرابات ستصل قريباً إلى أسواق الخرطوم وقد اعتبر تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير أنها تمهد للإضراب السياسي الشامل والعصيان المدني.
ولقي ما لا يقل عن 117 شخصاً مصرعهم، فيما أُصيب الآلاف خلال 11 شهرا من عمر انقلاب قائد الجيش خلال الاحتجاجات شبه اليومية، كما اعتقل المئات بواسطة السلطات الأمنية، في حين فشلت كل المبادرات للتوفيق بين المدنيين والعسكريين.
ووقعت أكثر من 50 من لجان المقاومة إعلانا سياسياً باسم "الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب"، أمس الأربعاء، يرفض التفاوض مع العسكر، ويدعو لمواصلة العمل الجماهيري لإسقاط الانقلاب، وتشكيل سلطة انتقالية مدنية كاملة.
وفشلت تحركات ساهمت فيها كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية والإمارات في إحداث اختراق جديد ضمن وساطتهم السابقة، رغم أن تقدما أُحرز في الأسابيع الماضية، بينما بدأ التململ داخل قوى إعلان الحرية والتغيير، وبرزت أصوات تدعو لوقف التواصل عبر الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية الحكومية، وعبر وساطة الدول الأربع، على أن يتم التركيز على الفعل الجماهيري وتوحيد قوى الثورة.