اندلعت مواجهات عنيفة الليلة الماضية، بين عشرات الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط "جبل صبيح" التابع لبلدة بيتا جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، في وقت تواصل جرافات تابعة للمستوطنين عمليات تجريف على قمته، لإقامة بؤرة استيطانية عليه.
وقال الناشط محمد أبو زيتون لـ"العربي الجديد" إن الشبان أشعلوا أكثر من خمسين إطاراً مطاطياً على محيط الجبل من جهاته الأربع، للتشويش على قوات الاحتلال التي تحرسه وعلى المستوطنين الذين يعملون منذ أيام على إنشاء بؤرة عليه.
وأضاف: "منذ أسبوع والمنطقة تشهد مواجهات ما بين كر وفر بين الشبان والاحتلال، حيث يصر الفلسطينيون على إفشال مخططات الاحتلال بالسيطرة الكاملة على الجبل الذي يطل على مواقع استراتيجية في منطقة الجنوب".
وأوضح أن أصوات الحفريات التي يقوم بها المستوطنون يمكن سماعها من خلال تكسير الجرافات للصخور تمهيداً لإقامة منشآت من الإسمنت على ما يبدو، "وهذا تطور خطير، وينذر بما هو أسوأ".
في سياق آخر، استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الإثنين، على مركبة، عقب اقتحام بلدة عقربا جنوب نابلس، بعد مداهمة منزل الأسير رداد بني منيه، الذي اعتقل قبل أيام خلال حملة مداهمات في البلدة.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت فلسطينيين اثنين على الأقل عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة وسط الضفة الغربية، وأصابت العشرات من الفلسطينيين بالاختناق، وعددا آخر بالأعيرة المعدنية إثر قمع مسيرة شعبية مناصرة للقدس وحي الشيخ جراح والمسجد الأقصى، وصلت مساء أمس الأحد قرب الحاجز العسكري المقام عند مدخل البيرة الشمالي، فيما شارك أهالي الشهداء وفعاليات مخيم جنين في فعاليات العهد للشهداء ودعماً وإسناداً لأهالي القدس المحتلة وحي الشيخ جراح، كما دعت القوى والفصائل الفلسطينية لاستمرار الفعاليات الشعبية ولمسيرة مركزية نحو حاجز قلنديا شمال القدس هذه الليلة.
وانطلقت مسيرة نظمها الحراك الشعبي والقوائم الانتخابية وسط مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، قبل أن تصل إلى حاجز الاحتلال العسكري عند المدخل الشمالي للبيرة، وهتف المتظاهرون الذين كانوا بالمئات للقدس المحتلة والمقاومة الفلسطينية، كما رفعوا شعارات تدعو القيادة الفلسطينية للالتفات إلى طريقة المقدسيين في انتزاع السيادة، وشعارات تدعو إلى التمسك بمقاومة الاحتلال كخيار للفلسطينيين.
ووصلت المسيرة إلى المدخل الشمالي لمدينة البيرة الملاصقة لرام الله، وسط إشعال الشبان لإطارات ووضع متاريس حديدية وإغلاق الطريق الرئيسة بالحجارة خشية اقتحام جيش الاحتلال، فيما أطلق جيش الاحتلال وابلاً من الغاز المسيل للدموع تجاه المسيرة ما أدى إلى تفريقها مؤقتاً ومباغتة جيش الاحتلال للشبان باعتقال شاب وفتاة على الأقل والاعتداء عليهما بالضرب، قبل أن يعود الشبان إلى أماكنهم والهتاف ضد الاحتلال وسط إشعال الإطارات.
وقال الناطق باسم قائمة "القدس موعدنا" التابعة لحركة حماس لـ"العربي الجديد" إن النشاط الذي نظم دعماً للقدس كان له سياقان: الأول لدعم القدس والآخر له علاقة بتأجيل الانتخابات، ولكن الأحداث الأخيرة في القدس أدت لاتخاذ قرار بالتركيز على القدس وما يحصل فيها، وقال إن جزءاً من أهالي الضفة استطاع الوصول فعلاً إلى القدس لدعم المقدسيين، فيما قدم آخرون إلى رام الله لإرسال رسالة التضامن والإسناد للقدس.
بدوره، قال الناشط السياسي عمر عساف لـ"العربي الجديد"، إن خروج الفلسطينيين بشكل موحد في كل المناطق يؤكد وقوف الفلسطينيين خلف خيار مقاومة الاحتلال والمواجهة وخيار التصدي للاحتلال.
فيما أكد وزير الأسرى السابق وصفي قبها لـ"العربي الجديد"، أن الفلسطينيين انتفضوا في وجه الاحتلال لأن المس بالقدس والمقدسات لا يمكن أن يمر، وقال إن الحقوق تنتزع ولا تستجدى، وأرسل رسالة إلى ما قال إنها دول التطبيع، بأن الفلسطيني لا ينسى حقوقه، ودعا السلطة الفلسطينية إلى التحرك للضغط على الاحتلال، وإلى إطلاق الحرية للفلسطينيين للتعبير عن غضبهم مما يجري في القدس والشيخ جراح.
وفي شمالي الضفة الغربية، شارك أهالي الشهداء وفعاليات مخيم جنين، الليلة الماضية، في فعاليات العهد والوفاء للشهداء، ودعماً وإسناداً لأهالي القدس، وخاصة حي الشيخ جراح.
ورفع المشاركون في الوقفة التي نظمها مركز الشباب الاجتماعي، وحركة فتح، واللجنة الشعبية في المخيم، برعاية وزارة الثقافة؛ صور 185 شهيداً من شهداء المخيم والذين استشهدوا منذ عام 1967، ولافتات تؤكد الدعم والتأييد لصمود المقدسيين وحي الشيخ جراح.
وأكد كل من أمين سر إقليم فتح عطا أبو رميلة، ويحيى زبيدي رئيس المركز، أن الفلسطينيين مستمرون بالسير على درب الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل حرية فلسطين، وشددا على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية ليتمكن الفلسطينيون من التصدي للمؤامرات ضد قضيتهم.
ودعت القوى الوطنية والإسلامية، الفلسطينيين للمشاركة مساء اليوم الإثنين في فعاليات شعبية واسعة، لدعم وإسناد المقدسيين، تتوجه إلى الحواجز العسكرية على مداخل القدس عند التاسعة مساء.
وأكدت القوى خلال اجتماعها، أمس، في رام الله، ضرورة تكثيف كل الاتصالات الجارية على المستويين الإقليمي والدولي للارتقاء بالمواقف العربية والإسلامية والدولية إلى ما تتطلبه خطورة ما تتعرض له القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية من استهداف مباشر من الاحتلال ومستوطنيه، ودعوات المستوطنين لاقتحامات واسعة اليوم.
ومن المتوقع خروج مسيرة مركزية باتجاه حاجز قلنديا شمال القدس، والذي يفصل رام الله عن القدس المحتلة.