إسلام أباد وطهران تتفقان على حفظ أمنهما على الحدود

23 ابريل 2024
شهباز شريف خلال استقبال إبراهيم رئيسي في إسلام أباد، 22 إبريل 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- باكستان وإيران تتفقان على حظر التنظيمات المسلحة لتعزيز الأمن الإقليمي، في زيارة تاريخية للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى إسلام أباد، مؤكدين على أهمية التعاون الثنائي.
- النقاشات بين قائد الجيش الباكستاني والرئيس الإيراني تركزت على الأمن والاستقرار، ووصف الحدود بين البلدين بأنها "حدود السلام والصداقة"، مشددين على ضرورة التنسيق الأمني.
- اللقاءات شملت مباحثات بين الرئيس رئيسي ورئيس الوزراء الباكستاني لتوثيق التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، مع التأكيد على العلاقات الودية والتاريخية بين البلدين ودعمهما لقضايا إقليمية.

قال مكتب العلاقات العامة في الجيش الباكستاني في بيان، اليوم الثلاثاء، إنّ إسلام أباد وطهران اتفقتا على حظر جميع التنظيمات والأحزاب المسلّحة التي تهدّد أمن المنطقة واستقرارها، وعلى مواصلة الجهود للتصدّي لمظاهر التسلّح، واستتباب الأمن على الحدود بين الدولتين. جاء ذلك بعد لقاء قائد الجيش الباكستاني، الجنرال عاصم منير، بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له. وناقش الطرفان خلال الإجتماع جملة من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، على رأسها الأمن والاستقرار في المنطقة، والوضع على الحدود بين الدولتين، بحسب بيان لمكتب العلاقات العامة في الجيش الباكستاني.

ووصل رئيسي، الاثنين، إلى إسلام أباد في زيارة رسمية إلى باكستان اجتمع خلالها بعدد من المسؤولين الباكستانيين. ووفق بيان الجيش، فقد اتفق الجانبان على تعزيز الجهود المشتركة والتعاون الثنائي من أجل الاستقرار الإقليمي والازدهار الاقتصادي، ووصف قائد الجيش الحدود الباكستانية الإيرانية بأنها حدود لـ"السلام والصداقة"، مشدداً على أنّ التنسيق بين الدولتين من أجل تأمين الحدود "ضروري للغاية، فمن دونه لا يمكن استتباب الأمن والسلام في المنطقة".

وأضاف البيان أنّ الرئيس الإيراني شدّد خلال حديثه مع قائد الجيش على أنه "من خلال تعزيز التعاون بين القوات المسلّحة في البلدين يمكن لباكستان وإيران تحقيق السلام والاستقرار"، لافتاً إلى "أنّ التعاون بين إسلام أباد وطهران سوف يؤدي إلى إحلال الأمن في المنطقة كلّها". وفي وقت سابق من أمس الاثنين، اجتمع الرئيس الإيراني برئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، واتفق الطرفان على توثيق الاتفاقية التي سبق أن أبرمها البلدان، تعمل بموجبها الدولتان على استئصال جذور الإرهاب في المنطقة، وتعزيز التعاون الأمني.

ونقل مكتب رئيس الوزراء الباكستاني عن شريف قوله: "الرئيس الإيراني هو أول رئيس دولة يزور باكستان بعد الانتخابات العامة، والشعب الباكستاني كلّه، بما فيه أنا، نرحب بهذه الزيارة... باكستان وإيران بلدان شقيقان وبينهما علاقات ودّية عميقة وتاريخية"، وشدّد على دور إيران بشأن الأوضاع في غزّة والعدوان الإسرائيلي عليها، وقال إن "إيران اتخذت موقفاً حازماً بشأن قضية غزّة، وهو أمر يستحق الثناء"، مؤكداً أنّ باكستان من جهتها "تدين بشدّة ما يجري في غزّة، حيث قتل أكثر من 35 ألفاً من سكانها الأبرياء بفعل العدوان الإسرائيلي".

وكان وزير الداخلية الباكستاني محسن نقوي قد التقى نظيره الإيراني أحمد وحيدي، واتفق الطرفان على حظر جميع الأحزاب والتنظيمات التي "تربك أمن المنطقة وتهدد استقرارها". وقالت وزارة الداخلية الباكستاني، في بيان، إنّ الطرفين اتفقا على "تعزيز التعاون المشترك من أجل استئصال جذور الإرهاب، والقضاء على كلّ من يعبث بأمن المنقطة واستقرارها". وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد وصل، الاثنين، إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد في زيارة تستغرق يومين، وهي الأولى لرئيس إيراني منذ ثماني سنوات، وتهدف إلى بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين بشأن ملفات إقليمية ودولية. 

وشهدت العلاقات بين إسلام أباد وطهران، في يناير/كانون الثاني الماضي، توتّراً إثر قيام إيران بشنّ هجوم على ما قالت إنّها مواقع لجيش العدل في إقليم بلوشستان الباكستاني، في 16 من الشهر نفسه، وأدى الهجوم، بحسب السلطات الباكستانية، إلى مقتل طفلين. وبعد الضربة الإيرانية، سارعت باكستان إلى استدعاء سفيرها من طهران، ورفضت استقبال السفير الإيراني، كما نفّذت القوات المسلّحة الباكستانية هجوماً مماثلاً داخل الأراضي الإيرانية في قضاء سراوان في محافظة سيستان وبلوشستان، جنوب شرقي البلاد، قالت إنّه استهدف انفصاليين من البلوش الباكستانيين، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص، قالت إيران إنّهم "رعايا باكستانيون"، معظمهم من النساء والأطفال.

المساهمون