حزب عمران خان يفاوض الجيش والأمن.. العفو أم الخروج بباكستان من المأزق السياسي؟

29 ابريل 2024
أنصار حزب عمران خان خلال احتجاج يطالب بإطلاق سراح زعيمهم في كويتا، 26/4/2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حركة الإنصاف بقيادة عمران خان تجري مفاوضات مع "الدولة العميقة" في باكستان لحل الأزمة السياسية، مؤكدة على أهمية الحوار لتجاوز المرحلة الحرجة.
- الحكومة الباكستانية تشكك في نوايا حركة الإنصاف، معتبرة المفاوضات محاولة للحصول على عفو، بينما ينفي قادة الحركة ذلك، مؤكدين على مصلحة البلاد.
- تقارير إعلامية تشير إلى بدء المفاوضات فعليًا والتوقع بنتائج إيجابية قريبة، رغم تشكيك الحكومة وعدم وجود تعليق رسمي من المؤسسة العسكرية أو الاستخبارات.

أكدت "حركة الإنصاف"، وهي حزب عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني السابق، على لسان أكثر من مسؤول فيها، أنّها تتفاوض مع المؤسستيْن العسكرية والأمنية، اللتين توصفان في باكستان بـ"الدولة العميقة"، لإخراج البلاد من المأزق السياسي الجاري. بينما وصفت الحكومة الباكستانية تلك المبادرة بأنّها محاولة لحصول عمران خان وقياديين في حزبه مدانين في قضايا مختلفة على العفو.

وقال القيادي البارز في حركة الإنصاف شبلي فراز، في تصريح صحافي له مساء أمس، إن "البلاد تمرّ في الوقت الحالي بمرحلة حرجة للغاية، وتشهد حالة سياسية متوتّرة تتطلّب من الجميع بذل الجهود لإخراج البلاد منها"، وأكّد أنّه "لا حلّ سوى بالمفاوضات"، مشدداً على أن الجميع يدركون أن "المؤسسة العسكرية في البلاد لها وزنها وثقلها، وكذلك الاستخبارات، ولا يمكن إنكار حقيقة أخرى مفادها أن حركة الإنصاف لها نفوذها، ولا بدّ من المفاوضات بين الجانبين لحلّ الخلافات وتوفير حلول للمأزق السياسي الحالي". وأضاف: "نظراً لتلك الحقائق، قرّرت حركة الإنصاف إجراء المفاوضات مع الجيش والاستخبارات، ولكن آلية تلك المفاوضات مهمة جداً، ولا بدّ من وضعها، ثم المضي قدماً إلى الأمام".

كما أكّد القيادي في حزب عمران خان ووزير الداخلية السابق في حكومته شهريار آفريدي، في حديث له مع قناة جيو المحلية، أمس الأحد، أن حركة الإنصاف تتفاوض مع الجيش والاستخبارات، ولا تتفاوض مع أي جهة أخرى، في إشارة إلى الحكومة، وقال: "نعرف منذ البداية أن المفاوضات مع الجيش والاستخبارات ستكون مُجدية، وستتمخّض عنها نتائج، وكان خان يرغب منذ الإطاحة بحكومته بأن يتفاوض مع الجيش والاستخبارات، ولكن الطرف الآخر لم يرغب في ذلك، والآن، مع استعداد هذا الطرف للحوار، يبدي الحزب مرة أخرى تلك الرغبة، وسيكون الحوار بذلك مجدياً". كما نفى آفريدي بشدّة المزاعم التي  تفيد بأن "الإنصاف" تريد العفو لزعيمها عمران خان قائلاً: "لا نريد العفو، لكن نحاور الجيش والمؤسّسة العسكرية من أجل مصلحة البلاد".

تشكيك في غاية حزب عمران خان من التفاوض

وفي تعليق على إعلان حزب عمران خان الحوار مع الجيش والاستخبارات، قال القيادي في الحزب الحاكم، وزير الصناعة في حكومة شهباز شريف رانا تنوير، في تصريح له، أمس الأحد، إن هذا الإعلان يبين الوجه الحقيقي لحزب خان، وأنه كان من صنع الجيش والمؤسسة العسكرية، وقال "لقد وصل عمران خان إلى السلطة بقوة المؤسسة العسكرية". وأوضح الوزير أن خان يريد الوصول مرّة أخرى إلى السلطة والخروج من السجن بمساعدة الجيش والمؤسسة العسكرية، "لكن ذلك لن يحصل"، داعياً الحزب إلى تغيير فكره حيال الديمقراطية وأن "يركن إلى رأي الشعب بدلاً من الوصول إلى السلطة بقوة أي مؤسسة وطنية".

وقال وزير الإعلام في حكومة إقليم السند شرجيل ميمن إن حزب خان بإعلانه المفاوضات مع الجيش والاستخبارات لا يريد المصالحة، بل يسعى إلى "الحصول على العفو لقائده عمران خان". وفي حديثه مع الإعلاميين في مدينة كراتشي، أمس الأحد، أضاف أن عمران خان منذ البداية  كان "مستعداً ليطلب العفو ويتفاوض، لكنّ المؤسسات الوطنية لم تكن مستعدة لذلك، فكيف يكون ذلك ممكناً وهو يهاجم تلك المؤسسات من جهة، ويطلب التفاوض معها من جهة ثانية".

ولم تعلق المؤسّسة العسكرية ولا الاستخبارات حتى لحظة نشر هذا التقرير على ما أعلنه حزب عمران خان، غير أنّ أكثر من وسيلة إعلامية باكستانية أكدت، استناداً إلى مصادر مطّلعة لم تسمها، أن المفاوضات انطلقت فعلاً، وستكون لها نتائج إيجابية في الأيام المقبلة.

المساهمون