بعدما فشل الوفد القبلي الذي أرسلته الحكومة الباكستانية إلى كابول للتفاوض مع ممثلي "طالبان" الباكستانية في بداية الشهر الجاري، تنوي إسلام آباد إرسال وفد من علماء الدين لتشجيع الحركة على التوافق مع الحكومة، والتنازل عن بعض شروطها.
وكشفت صحيفة "ذا إكسبريس تريبيون"، اليوم الجمعة، استناداً إلى مصادر حكومية، عن أن الأخيرة تعتزم إرسال وفد من علماء الدين، مكوّن من 13 عالماً من مختلف المدارس الدينية إلى كابول، للتفاوض مع ممثلي حركة طالبان الباكستانية.
وأضافت الصحيفة أن الوفد سيرأسه العالم الباكستاني المشهور المولوي محمد تقي عثماني، والذي له علاقات جيدة مع حكومة طالبان في كابول، خصوصاً مع شبكة حقاني، التي تقوم بدور الوساطة بين الطرفين.
ووفق الصحيفة، فإن وفد العلماء الذي سيذهب قريباً إلى كابول، سيحاول أن يقنع "طالبان" الباكستانية بالتنازل عن بعض شروطها، وأهمها سحب قرار انضمام المناطق القبلية إلى إقليم خيبربختونخوا، كي تبقى المناطق القبلية مستقلة كما كانت إبان استقلال باكستان عن الهند.
كما سيحاول الوفد الحديث مع "طالبان" من أجل تثبيت وقف إطلاق النار الذي أعلنته في الثاني من الشهر الجاري، ولكن أعمال العنف لم تتوقف ضد الجيش والأمن الباكستاني.
وبحسب الصحيفة، سيحاول الوفد أيضاً أن يقنع الحركة بترك السلاح والعودة إلى الحياة الطبيعية من أجل إحلال الأمن والسلام في باكستان.
وكان وفد قبلي مكوّن من 57 شخصاً ذهب إلى كابول في بداية الشهر الجاري، لكنه عاد بعد يومين ومن دون إحراز تقدّم كبير، بعد أن وضعت "طالبان" الباكستانية شروطها على طاولة الحوار، ومن أبرزها استقلال المناطق القبلية، وخروج قوات الجيش منها، علاوة على إطلاق سراح جميع عناصر وقيادات "طالبان" المعتقلين لدى الحكومة الباكستانية.
وعلى الرغم من أن وزيرة الإعلام في الحكومة الباكستانية مريم أورنكزيب قد أكدت أن هناك تنسيقاً كاملاً بين المؤسسة العسكرية والحكومة حيال التفاوض مع "طالبان" الباكستانية، إلا أن حزب الشعب الباكستاني، أحد الأحزاب الرئيسية المتحالفة مع الحكومة، أكد هذا الأسبوع أن أي تطور حيال التفاوض مع الحركة لا بد من مناقشته في البرلمان، وتوافق الأخير حوله، لأنه موضوع يهمّ الشعب.