إسرائيل مرتاحة لتصنيف "القسّام" كـ"إرهابي" في مصر: سابقة تاريخية

05 فبراير 2015
القرار يمثل سابقة بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي(محمود حمص/فرانس برس)
+ الخط -

احتفت الأوساط الإسرائيلية بقرار "محكمة الشؤون المستعجلة المصرية" اعتبار "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، تنظيماً إرهابياً، معتبرة أن القرار يمثل ضربة قوية للقضية الفلسطينية، ويحسّن من قدرة إسرائيل على مواجهة المقاومة الفلسطينية.

وعدّ مركز "يروشلايم لدراسات المجتمع والدولة" القرار مقدمة لتخلي مصر عن القضية الفلسطينية بشكل نهائي. وفي ورقة نشرها على موقعه أمس الأربعاء، يوضح المركز، الذي يديره دوري غولد، كبير المستشارين السياسيين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن القرار سيساعد على إسدال الستار على المصالحة الوطنية الفلسطينية، وسيقضي على آمال الفلسطينيين في الحصول على اعتراف عالمي بدولتهم.
ويشير الباحث بنحاس عنبري، الذي أعد الورقة، إلى أن القرار سيقلّص من هامش المناورة أمام رئيس السلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ووفقاً لعنبري، فإن القرار يضع عباس "أمام خيارين أحلاهما مر؛ فإما أن يتشبث بخيار المصالحة مع حماس، وبالتالي يخسر العلاقة مع مصر، على اعتبار أن القاهرة ترى في الحركة "تهديداً لأمنها القومي"، وإما أن يتنازل عن غزة وبالتالي يفقد حقه في المطالبة بدولة فلسطينية، على اعتبار أن المجتمع الدولي لا يمكنه الاعتراف بدولة بدون غزة".

من جهته، يشدد معلق الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي بارئيل، على أن قرار المحكمة المصرية "يمثل سابقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تتبنى دولة عربية، بشكل رسمي وقضائي، موقف إسرائيل من إحدى فصائل المقاومة الفلسطينية الرئيسية.

وفي مقال نشرته الصحيفة الإثنين الماضي، اعتبر بارئيل القرار "انقلاباً على المبدأ القائل إن المقاومة الفلسطينية تخدم بالضرورة المصالح العربية". واستهجن بارئيل أن يتم تحميل جماعة الإخوان المسلمين وحركة "حماس" المسؤولية عن العمليات التي تحدث في سيناء، على الرغم من أن منظمة تتبنى أفكار تنظيم "الدولة الإسلامية" هي التي تعلن مسؤوليتها عنها. وأشار بارئيل إلى أن هذه الاتهامات ترمي بشكل أساس إلى إضفاء شرعية على تواصل إغلاق قطاع غزة وحصاره. ولم يستبعد بارئيل أن يكون القرار متعلقاً بالانتخابات التشريعية التي ينوي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تنظيمها قريباً، مشيراً إلى أن الأخير يريد "أن يوظف الاتهامات لحماس والإخوان لنزع الشرعية عن حق ممثلين عن الإخوان في الترشح كمستقلين في هذه الانتخابات".

ونوّه بارئيل إلى أنه لم يعد بإمكان مصر أن تؤدي دور الوسيط بين "حماس" وإسرائيل أو "حماس" وحركة "فتح". ونقل بارئيل عن أوساط أمنية إسرائيلية قولها إنه على الرغم من ارتياحها لمواقف السيسي ضد "حماس"، إلا أنها قلقة من إمكانية أن تسهم زيادة وطأة الحصار على غزة في إجبار الحركة على شنّ حملة جديدة ضد إسرائيل.

وفي السياق نفسه، عدّ المعلق في القناة العاشرة، ألموغ بوكير، قرار المحكمة المصرية بأنه "أهم قرار يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني في السنوات الأخيرة". وفي تعليق له على القرار مساء الإثنين الماضي، أوضح بوكير أن أحداً لم يكن يتوقع أن تذهب مصر إلى هذا الحد في عدائها لحركة "حماس"، مشدداً على أن تأثير القرار يفوق تأثير كل الحروب التي خاضتها إسرائيل ضد الحركة.

واعتبر بوكير أن "حماس تحولت إلى عدو مصر اللدود، إذ لا تتردد الأجهزة الأمنية المصرية في تصفية أي شخص يقوم بتهريب السلاح لحماس عبر سيناء"، مشيراً إلى أن "الإجراءات المصرية القاسية ضد حماس تتم من دون احتجاجات جدية داخل مصر أو من قبل المنظمات الحقوقية في العالم". ووصف بوكير قرار المحكمة المصرية بـ"المذهل"، ولا سيما أنه جاء في أعقاب قرار المحكمة الأوروبية العليا إخراج "حماس" من قائمة المنظمات الإرهابية.

وفي سياق متصل، هاجم السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة، تسفي مزال، الولايات المتحدة والغرب لعدم تقديم دعم حاسم للنظام المصري لمساعدته في حربه ضد جماعة الإخوان المسلمين وحركة "حماس" والتنظيمات الجهادية. وفي مقال نشره موقع مركز "يروشلايم لدراسات المجتمع والدولة"، أول من أمس، عدد مزال "إنجازات" السيسي، التي تشمل تدمير 1850 نفقاً للتهريب تصل سيناء بغزة، و"تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية"، وقتل "المئات من عناصر الجماعات الجهادية"، على حد وصفه.

وانتقد مزال الإدارة الأميركية؛ لأنها "لم تساعد الجيش المصري في تدريب قواته على مواجهة التنظيمات الجهادية، مما جعل أداء هذا الجيش مثيراً للإحراج". كما استهجن مزال عدم حماسة الغرب لمساعدة السيسي في التصدي لـ"الإسلام المتطرف"، منتقداً بشكل خاص إصرار الإدارة الأميركية على الاعتراف بجماعة الإخوان المسلمين والتعامل معها كجزء أساس من الحركة الوطنية المصرية. ولم يتردد مزال في التأكيد على أن إسرائيل هي أكثر الأطراف خسارة من فشل السيسي في مواجهته لكل من الإخوان المسلمين والجماعات الجهادية.

المساهمون