إسرائيل قلقة من تراجع حجم الذخائر في مخازن الجيش الأميركي لديها

تبدي تل أبيب قلقاً متزايداً من تبعات تراجع حجم الذخائر في مخازن الطوارئ التابعة الجيش الأميركي لدى إسرائيل في أعقاب تدفق المساعدات العسكرية لـأوكرانيا.

وذكرت محافل عسكرية إسرائيلية أن الولايات المتحدة قدمت لأوكرانيا الكثير من الذخائر والتجهيزات العسكرية من مخازن جيشها لدى إسرائيل، ما أسفر عن انخفاض حجمها بشكل كبير.

ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، في عددها الصادر اليوم، عن المحافل تحذيرها من أن انخفاض حجم الذخائر في مخازن الجيش الأميركي في إسرائيل سيمس بقدرة جيش الاحتلال على الاستعداد للحروب القادمة سيما في ظل مخاطر تفجر مواجهات شاملة على عدة ساحات.

ولفتت المحافل إلى أن مخازن الجيش الأميركي لدى إسرائيل لا تخدم فقط هذا الجيش، "بل يعتمد عليها الجيش الإسرائيلي وقت الحروب".

وأعادت المحافل للأذهان حقيقة أن الجيش الأميركي دشن مخازن الذخائر هذه منذ سنين بعيدة، مشيرة إلى أن أحداً ليس بوسعه معرفة موعد تعويض الولايات المتحدة النقص في الذخائر داخل هذه المخازن.

آراء

إسرائيل و"معضلة "الحرب في أوكرانيا

ولفتت المحافل إلى أنه على الرغم من أن مخازن الجيش الأميركي في إسرائيل تحظى "بحصانة دبلوماسية أميركية" إلا أن هناك "توافقا ضمنيا" بين تل أبيب وواشنطن على أن يعتمد الجيش الإسرائيلي على الذخائر التي تضمها هذه المخازن وقت الطوارئ.

وحسب المحافل، فإن التوترات التي شهدتها الساحات المختلفة مؤخراً وتعاظم فرص اندلاع مواجهة شاملة بين إسرائيل وأعدائها يفاقم المخاطر الناجمة عن تراجع حجم الذخائر في مخازن الجيش الأميركي التي يتعامل معها الجيش الإسرائيلي على أساس أنها " ذخر لخدمته".

وأضافت الصحيفة أن الجيش الأميركي حرص على نقل السلاح والذخائر من مخازنه في إسرائيل إلى أوكرانيا عبر ميناء أسدود وأثناء أيام السبت لتقليص إمكانية لفت الأنظار إلى نقل السلاح.

وفي السياق، قالت مصادر أميركية مسؤولة لـ"يسرائيل هيوم" إن توجيه الذخائر من إسرائيل لأوكرانيا يعكس "تحولا على سلم الأولويات" الأميركي في عهد إدارة الرئيس جون بايدن، التي تولي اهتماما للأوضاع في أوكرانيا والمواجهة مع الصين.

وعلّقت قيادات عسكرية إسرائيلية سابقة على ما نسب للمصادر الأميركية قائلة إن إيران استفادت من التحول في سلم الأوليات بعهد إدارة بايدن.

وحسب هذه القيادات، التي تحدثت إلى "يسرائيل هيوم"، فإن تراجع اهتمام الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط دفع الدول الخليجية وضمنها السعودية إلى "أحضان إيران"، كما حدث مؤخراً مما مسّ بمكانة إسرائيل الإقليمية.