في ظل تضارب التقديرات بشأن فرص التوصل لاتفاق مع لبنان، قالت الإذاعة الرسمية العبرية، إن إسرائيل ستشرع الأسبوع المقبل بفحص جاهزية وسلامة الأنابيب التي يفترض أن تنقل الغاز الذي سيستخرج من حقل "كاريش".
وبحسب الإذاعة، فإنه سيتم اختبار مدى جهوزية منصة الغاز والحفارة المرتبطة بها ومنظومة نقل الغاز من الحقل إلى "نظام طاقة الوطني"، في إطار عملية الفحص.
واستدركت الإذاعة قائلة إن عملية الفحص ستستمر عدة أسابيع مما يمنح فرصة "أخرى للتوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية".
من ناحيتها، قالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين إلهرار للإذاعة، إن المفاوضات "معقدة جدا مع دولة معادية، وهناك جهات متطرفة ذات تأثير في الطرف الثاني"، مشيرة إلى أن الأوضاع السياسية الداخلية في لبنان تؤثر على تواصل المفاوضات.
وأضافت أن إسرائيل ستحرص "أولا وقبل كل شيء على مصالحها الأمنية والاقتصادية".
إلى ذلك، حذر براك رفيد، المعلق السياسي في موقع "واللاه" من أن مجرد إجراء الفحص يزيد من فرص اندلاع تصعيد مع "حزب الله".
وكتب رفيد على حسابه على "تويتر": "كجزء من عملية إعداد المنصة سيتم حقن المنصة بغاز من الخارج وسيتم إشعال شعلتها، وهذا قد يعطي انطباعًا بأن المنصة شرعت في إنتاج الغاز مما يمنح (حزب الله) ذريعة للاستفزاز".
وتدل جملة المواقف الصادرة عن المستويات السياسية والأمنية الرسمية في تل أبيب إلى أن خلافات جدية ما زالت تحول دون التوصل لاتفاق مع بيروت حول ترسيم الحدود البحرية.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية يئير لبيد قد ترأس قبل يومين اجتماعا تشاوريا أمنيا حضره قادة الجيش وأجهزة الاستخبارات لمناقشة مستقبل التعاطي مع حقل "كاريش".
ويشار إلى أن قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال قد حذرت مؤخرا من إقدام "حزب لله" على القيام باستفزازات تحديدا في ظل الحديث عن تقدم في المفاوضات مع إسرائيل.
وكانت إسرائيل قد حددت مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري كموعد لاستخراج الغاز من حقل "كاريش"، لكن سلوكها يدل على أنها غير معنية بالإقدام على خطوة يمكن أن تفضي إلى اندلاع مواجهة مع "حزب لله"، لا سيما قبل إجراء الانتخابات العامة مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.