إسرائيل تماطل في تسليم الأردن جثمان الشهيد ماهر الجازي

12 سبتمبر 2024
تظاهرة في عمّان احتفاءً بعملية الكرامة، 8 سبتمبر 2024 (علاء السخني/رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **عملية معبر الكرامة:** نفذ السائق الأردني ماهر الجازي عملية إطلاق نار على معبر الكرامة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة حراس أمن إسرائيليين واستشهاده. تماطل إسرائيل في تسليم جثمانه، مما أثار استياء أهله.

- **التوترات الأردنية الإسرائيلية:** تتابع الحكومة الأردنية قضية الجازي عن كثب، وسط تحقيقات مستمرة وتحذيرات من تبعات العدوان الإسرائيلي على غزة والتصعيد ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

- **مواقف وتحليلات:** أكد مقرر اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين أن عدم تسليم الجثمان ليس مستغرباً، وأشار خبير في الشؤون الإسرائيلية إلى أن إسرائيل قد تستغل الفرصة لتحقيق مكاسب أمنية وسياسية.

تماطل إسرائيل في تسليم جثمان الشهيد الأردني ماهر الجازي الذي نفذ الأحد الماضي عملية على معبر الكرامة (جسر الملك حسين) بين الأردن والضفة الغربية، والتي أدت إلى مقتل ثلاثة حراس أمن إسرائيليين واستشهاده.

وصباح الأحد الماضي، قُتل 3 إسرائيليين متأثرين بإصابتهم بجروح خطيرة إثر عملية إطلاق نار، في معبر الكرامة (جسر الملك حسين) نفذها سائق شحن من المملكة يدعى ماهر ذياب حسين الجازي.

وما زال أهالي السائق الأردني ينتظرون تسلّم جثمانه، لدفنه في مسقط رأسه بمدينة الحسينية في محافظة معان جنوبي الأردن. يأتي ذلك في ظل معلومات متداولة عن وضع إسرائيل عدة شروط قبل تسليم جثمان الشهيد الجازي للأردن، ومنها تقديم اعتذار رسمي، وتحديد عدد المشاركين في الجنازة، ومنع أي مظاهر تحتفي بالعملية وتظاهرات عند تشييع الجثمان.

وحول ذلك، قال شقيقه شادي ذياب الجازي، لـ"العربي الجديد"، إنه "لم يتم استلام الجثمان أو تحديد موعد لاستلامه حتى الآن"، مضيفاً: "نحن على تواصل دائم مع الحكومة الأردنية بهذا الخصوص، والأمور جيدة في هذا الاتجاه، وإن شاء الله تكون الأمور إيجابية خلال الفترة المقبلة"، مفضلاً عدم التحدث عن تفاصيل ما دار مع الحكومة. وبخصوص ما إذا أُبلِغوا بشروط معينة في حال تسلُّم جثمان الشهيد، قال: "لم نبلَّغ بأي شروط، وهذه المعلومات غير دقيقة وغير صحيحة، وأي معلومة في هذا الخصوص سننشرها على صفحاتنا الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي".

وحول بقاء سائقين من المنطقة محتجزين لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي، قال شادي: "نأمل الانتهاء من هذه القضية والإفراج عن السائقين وجثمان الشهيد دفعة واحدة". وكانت وزارة الخارجية الأردنية قد ذكرت، في بيان، الأحد الماضي، أنّ التحقيقات الأولية أكدت أن الحادث "عمل فردي"، فيما أعلنت وزارة الداخلية الأردنية يوم العملية أنّ الجهات المعنية تتابع وضع سائقَيْن أردنيَّين اثنين لا يزالان يخضعان للتحقيق في إسرائيل، على خلفية عملية إطلاق النار.

وحاول "العربي الجديد" الحصول على معلومات من الجهات الرسمية، لكن لم يحصل على رد. وعقب العملية، أكدت وزارة الخارجية الأردنية أنّ الجهات المعنية تتابع التحقيقات، مشيرة إلى "تحذيرات الأردن المتكررة من تبعات استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، والتصعيد الخطير ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وانعكاس ذلك على المنطقة".

وقال مقرر اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين والأردنيين في سجون الاحتلال فادي فرح، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عدم تسليم الجثمان ليس مستغرباً من تصرفات دولة الاحتلال"، مضيفاً: "هناك مفقودون في أثناء عمليات على الحدود منذ عشرات السنين لم يُسلَّموا للأردن". وأوضح أن لدى الاحتلال الإسرائيلي 25 أسيراً يتعرضون للتنكيل، خصوصاً في الفترة الحالية، إضافة إلى حوالى 34 مفقوداً مسجلين لدى اللجنة ولم تُسلَّم جثامينهم للأردن منذ حرب 1967.

وفيما كشف فرح أنه جرى تسليم حالات معينة للأردن، أشار إلى أن "أغلب الأسرى والمفقودين بقوا لدى الاحتلال، وهم لا يتجاوبون مع مطالب تسليم الشهداء والأسرى". وتابع: "لا معلومات لدينا عن قضية الجازي، لكن تسلّم الجثمان حق للأردن، ولا أعتقد أنه ستكون هناك شروط، وحتى إذا تقدّمت دولة الاحتلال بشروط فلا يجب الاستجابة لها". وختم بالقول: "نطالب بشكل دائم الحكومة الأردنية بمتابعة قضايا الأسرى والمفقودين وبذل جهود أكبر لمواجهة تعنت حكومات الاحتلال في هذا المجال".

بدوره، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية أيمن الحنيطي، لـ"العربي الجديد" إنّ "من عادة إسرائيل استغلال أشباه الفرص، وربما عدم تسليم جثمان الشهيد الجازي لغاية اليوم، يهدف إلى تحقيق بعض الغايات، منها زيادة أمن الحدود، وتشديد الترتيبات الأمنية على المعابر، لكن في الوقت ذاته سيتم الحفاظ على وجود علاقات مع الأردن، خصوصاً أن هناك العديد من المؤسسات الأمنية الإسرائيلية تنظر للعلاقات مع الأردن من منظور استراتيجي".

وأشار إلى أن "هناك أموراً عالقة بين الطرفين، ومن المحتمل تمرير شروط من خلف الكواليس، فقد كانوا سابقاً يستغلون مواضيع الطاقة والمياه لتحقيق بعض المطالب". ورأى أنّ "من المحتمل أن تطلب إسرائيل من الأردن تخفيف اللهجة التي يستخدمها وزير الخارجية أيمن الصفدي في المحافل الدولية ضد دولة الاحتلال والتي ينظرون لها بعدائية وكذلك عدم مقارعة إسرائيل في المحافل الدولية".

المساهمون