إسرائيل تقتل أطفال غزة... وتتعاطف مع عيلان

09 سبتمبر 2015
لاجئون سوريون في المجر (فرانس برس)
+ الخط -
سخرت صحف ومعلقون إسرائيليون من موجة التباكي التي أطلقتها بعض أوساط اليسار الصهيوني على مأساة اللاجئين السوريين، والتي وصلت ذروتها في دعوة رئيس حزب العمل، إسحاق هيرتزوغ، إلى استيعاب عدد من اللاجئين السوريين في إسرائيل.

واستهجن الكاتب جدعون ليفي جرأة النخب اليسارية على ادعاء التأثر بما حدث للاجئين السوريين، لا سيما الطفل عيلان الذي قذف به البحر إلى الشاطئ التركي، في الوقت التي دافعت فيه هذه النخب عن قتل الكثير من الأطفال خلال الحرب الأخيرة على غزة.

وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، قارن ليفي بين صورة الطفل السوري عيلان وصورة الطفل الفلسطيني إسماعيل بكر الذي تفحمت جثته، وثلاثة من أقرانه، بعد أن عاجلهم صاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية عصر عيد الفطر أثناء الحرب على غزة، وهم يلهون على شاطئ البحر. ونوه ليفي إلى أن بعض الصحف الإسرائيلية التي اهتمت بصورة عيلان السوري، الذي لقي حتفه غرقاً، تجاهلت صور إسماعيل ورفاقه، ولم تعرضها مطلقاً. وانتقد ليفي "تلون" النخب الإسرائيلية التي صمتت بعد إغلاق ملف التحقيق في حادثة مقتل الأطفال الأربعة ولا تتورع عن التباكي على مقتل عيلان.

اقرأ أيضاً: النظام السوري ينتقد "لا إنسانية" أوروبا!

وفي افتتاحيتها، أول من أمس الاثنين، تناولت "هآرتس" مظاهر "النفاق" الذي تنطوي عليه ردود بعض النخب الإسرائيلية على ما يتعرض له اللاجئون السوريون. ونوهت الصحيفة إلى أن الإسرائيليين يعبرون عن تضامنهم "مع غير اليهود، وضمنهم العرب، فقط عندما يكونون بعيدين عن حدود إسرائيل، وعندما لا يترتب على هذا التعاطف أي إجراء عملي".

وفي مقابل مظاهر "التضامن" التي عبرت عنها بعض النخب اليسارية، فإن ردود معظم النخب الإسرائيلية اتسمت بكثير من تبلد المشاعر تجاه ما حدث للاجئين السوريين. فقد حاول وزير الخارجية والحرب الأسبق، موشيه أرنس، توظيف مأساة اللاجئين السوريين في إضفاء سمة "أخلاقية" على المشروع الصهيوني، الذي أفضى إلى قيام إسرائيل التي أصبحت "ملاذاً للاجئين اليهود الذين فروا من النازية". وفي مقال نشرته "هآرتس"، أمس الثلاثاء، بدا أرنس وكأنه يوبخ العالم لاهتمامه بمأساة اللاجئين السوريين، زاعماً أن العالم لم يبد الاهتمام نفسه بقضية "اللاجئين" اليهود، الذين طردوا من ألمانيا في أربعينيات القرن الماضي. وقد تعرض هيرتزغ لهجوم عنيف من ساسة ونخب بعد دعوته لاستيعاب عدد محدود من اللاجئين السوريين. فقد اتهمه الوزيران الليكوديان يسرائيل كاتس ويريف ليفين بتهديد الأمن الإسرائيلي.

وقد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، دعوة هيرتزغ، قائلاً إن إسرائيل تفتقد العمق الجغرافي والديمغرافي لاستيعاب أي عدد من اللاجئين. وقد كانت ردود النخب اليمينية على دعوة هيرتزوغ أكثر قسوة. ففي مقال نشرته، أمس، صحيفة "ميكور ريشون" قال الكاتب، آرييه سيغل، إن تطبيق دعوة هيرتزوغ تعني أن يتحول الإسرائيليون في النهاية إلى "لاجئين". من ناحيته قال الكاتب، عيدان آفيهوف، إن السماح ولو لبضع عشرات من اللاجئين السوريين بدخول إسرائيل يمثل دعوة لمئات الآلاف من السويين بالتوجه للحدود ومحاولة اقتحامها.

وفي مقال نشره، صباح أمس، موقع "وللا" حذر أفيفهوف من خطورة أن يتجه اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في الدول العربية لمحاولة اقتحام الحدود "بحجة الحق في العودة للأراضي التي طردوا منها"، محذراً من أن تحقق هذا السيناريو يعني تصفية المشروع الصهيوني.

اقرأ أيضاً: استمرار قتل الصحافيين في سورية