أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن مواصلة عدوانها على غزة، بالتزامن مع عرقلتها لهدنة الـ 72 ساعة، عبر اعتبارها أن الهدنة "مشروطة"، ومحدودة في الأماكن التي لا يجري فيها قتال، الأمر الذي يشير إلى تخبط المستوى السياسي الإسرائيلي، وعجزه عن الخروج من الأزمة.
وفيما يبدو أنّه مؤشر على تصعيد جديد، أعنف وأقوى، ضد القطاع المحاصر، قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينيت"، خلال اجتماعه، الأربعاء، مواصلة العدوان على قطاع غزة "بقوة".
وقالت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي إن هذا القرار يعني توسيع العدوان على القطاع.
ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "هآرتس"، عن موظف رفيع المستوى في الحكومة الإسرائيلية، قوله إن "الكابينيت" وجه تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستمرار في مهاجمة "حماس"، وباقي المنظمات في غزة "بقوة"، وإنهاء عملية ما دعاه بـ "تحييد أنفاق الإرهاب".
وأضاف الموظف الإسرائيلي أنه في ختام الاجتماع تقرر أن "تستمر إسرائيل بالسماح بهدنة إنسانية محدودة بوقت في المناطق التي لا يدور قتال فيها"، وأضاف أن إسرائيل ليست قريبة في هذه المرحلة من وقف إطلاق نار، وأنه "عندما يصل اقتراح وقف إطلاق نار يستجيب للمبادئ المهمة لإسرائيل فإنه ستتم دراسة الأمر، وأن العملية العسكرية ستستمر والجيش الإسرائيلي سيوسع الضربات في قطاع غزة".
وعلى وقع التخبط الإسرائيلي، كشفت مصادر خاصة، لـ"العربي الجديد"، عن استعداد وفدٌ فلسطيني للتوجه إلى القاهرة خلال الساعات المقبلة، لبدء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل.
وجاءت التطورات الأخيرة إثر جهود وساطة أميركية ـ تركية، وفشل إسرائيلي بإحراز أي تقدم على الأرض، عسكري أو سياسي، مع استمرار المقاومة بتكبيد العدو الصهيوني المزيد من الخسائر في صفوفه.
وحسب المصادر، فإن وفداً فلسطينياً سيزور القاهرة خلال ساعات، لبدء جولة تفاوض غير مباشر مع سلطات الاحتلال للتوصل إلى اتفاق تهدئة. وأشارت المصادر إلى أنه "بعد جهد جهيد، وافقت القاهرة على أن يكون الوفد تحت اسم "وفد فلسطين"، وليس السلطة أو منظمة التحرير". وأشارت إلى أن "الوفد مكوّن من خمسة ممثلين لحركة حماس والجهاد الإسلامي من الداخل والخارج، فضلاً عن ممثل للسلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية"، برئاسة عضو اللجنة المركز لحركة فتح، عزام الأحمد، بحسب ما اشترطت القاهرة.
وأكدت المصادر أن فصائل المقاومة وافقت على شروط القاهرة "لعدم العرقلة". كما أن قطر وتركيا وافقتا على عدم حضور المفاوضات، كي لا يشكل الأمر ذريعة للقاهرة لعرقلتها،، مشيرة إلى أن المفاوضات غير المباشرة ستكون تحت رعاية مصرية ـ أميركية.
وكشفت المصادر أن حركة "حماس" طلبت ضمانات بأن لا يتم العبث بجدول أعمال الاجتماع، بحيث تتمكن المقاومة من طرح شروطها الستة خلال الاجتماعات.