إسرائيل تستنجد بالكونغرس للضغط على جنوب أفريقيا لإسقاط القضية التي رفعتها ضدها أمام محكمة العدل
استمع إلى الملخص
- وزارة الخارجية الإسرائيلية أرسلت برقية سرية للسفارة والقنصليات في الولايات المتحدة للعمل مع المشرعين والمنظمات اليهودية للضغط على جنوب أفريقيا لتغيير سياستها تجاه إسرائيل.
- جنوب أفريقيا تتهم إسرائيل بأعمال إبادة جماعية في غزة، والمحكمة الدولية أصدرت أوامر مؤقتة لإسرائيل بوقف الهجمات العسكرية.
إسرائيل بدأت حملة دبلوماسية في الأسابيع الأخير ضدّ جنوب أفريقيا
الكونغرس الأميركي يُعدّ أداة رئيسية في هذه الحملة
إسرائيل: مواصلة دعم حماس والدعوى ستأتي بثمن باهظ على جنوب أفريقيا
كشفت برقية لوزارة الخارجية الإسرائيلية، نشر تفاصيلها موقع أكسيوس الأميركي، اليوم الاثنين، أنّ إسرائيل تضغط على أعضاء الكونغرس الأميركي ليضغطوا بدورهم على جنوب أفريقيا لإسقاط القضية التي رفعتها أمام محكمة العدل الدولية في أواخر ديسمبر/ كانون الأول الفائت، واتهمت خلالها إسرائيل بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 خلال حربها على غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وبحسب "أكسيوس"، فقد أرسلت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الاثنين، برقية سرية إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن وإلى جميع القنصليات الإسرائيلية في الولايات المتحدة بشأن القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضدها أمام محكمة العدل الدولية، وجاء فيها: "إننا نطلب منكم العمل فوراً مع المشرعين على المستوى الفيدرالي ومستوى الولايات، ومع حكام الولايات والمنظمات اليهودية للضغط على جنوب أفريقيا لتغيير سياستها تجاه إسرائيل، ولتوضيح أن مواصلة أفعالها الحالية مثل دعم حماس والضغط ضدّ إسرائيل ستأتي بثمن باهظ".
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم يريدون من أعضاء الكونغرس أن يوضحوا لجنوب أفريقيا أنه ستكون هناك عواقب لمواصلة متابعة القضية. وقال المسؤولون إن تل أبيب تأمل أن تتخذ الحكومة الائتلافية الجديدة في جنوب أفريقيا نهجاً مختلفاً تجاه إسرائيل والحرب على غزة. وبيّن المسؤولون أن وزارة الخارجية الإسرائيلية بدأت حملة دبلوماسية في الأسابيع الأخيرة للضغط على جنوب أفريقيا لعدم المضي قدماً في القضية أمام محكمة العدل الدولية. ويعد الكونغرس الأميركي أداة رئيسية في هذا الجهد، بحسب "أكسيوس".
وكانت جنوب أفريقيا قد قالت في الدعوى التي رفعتها أمام محكمة العدل الدولية إن تصرفات إسرائيل "هي ذات طابع إبادة جماعية، لأنّها تهدف إلى تدمير جزء كبير من السكان الفلسطينيين في غزة". وقد رفضت إسرائيل هذه الاتهامات. ومنذ ذلك الحين، عقدت المحكمة جلسات عدة وأصدرت أوامر مؤقتة.
وفي حكم صدر في 26 يناير/ كانون الثاني الفائت، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بـ"بذل كل ما في وسعها لمنع أعمال الإبادة الجماعية في أثناء عمليتها العسكرية في غزة". لكن جنوب أفريقيا حضّت منذ ذلك الحين مراراً المحكمة على التحرّك، بحجّة أن الوضع الإنساني المتردّي في غزّة يُجبر المحكمة على إصدار مزيد من الإجراءات الطارئة. وأمرت محكمة العدل الدولية مجدداً إسرائيل في 24 مايو/ أيار الماضي بوقف هجومها العسكري "فوراً" في رفح جنوبي قطاع غزة.
وأمام جنوب أفريقيا مهلة حتى 28 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، لتقديم حججها للمحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة لمواصلة القضية ضد إسرائيل بشأن الانتهاكات لاتفاقية منع الإبادة الجماعية أثناء الحرب على غزة. ولم تبدأ المحكمة بعد بمناقشة اتهامات جنوب أفريقيا بالإبادة الجماعية بشكل جوهري، لكن من المتوقع أن تفعل ذلك في الأشهر المقبلة.