إسرائيل تبلغ واشنطن أنها تخطط لعملية برية محدودة في لبنان ستبدأ قريباً

30 سبتمبر 2024
شاحنات تنقل دبابات إسرائيلية إلى الحدود مع لبنان، 28 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعم أمريكي لإسرائيل: الولايات المتحدة تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله وتشارك في محادثات لتحقيق حل دبلوماسي ووقف إطلاق النار.
- خطط عملية برية محدودة: إسرائيل تخطط لعملية برية محدودة في لبنان لتدمير بنية حزب الله التحتية، مع قلق أمريكي من تحولها لعملية أكبر.
- استعدادات إسرائيلية: وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت يعلن عن بدء مرحلة جديدة من العدوان، مع غارات لجمع معلومات استخباراتية وضغوط أمريكية لتجنب غزو كبير.

الحملة البرية التي تخطط لها إسرائيل ستكون أصغر من حربها عام 2006

سيجري حيش الاحتلال عمليات محدودة في عدد من القرى على طول الحدود

واشنطن قلقة من تطور التوغل المحدود وتحوله إلى عملية أكبر

مسؤول إسرائيلي: لدى إسرائيل خطط محدودة تتماشى مع واشنطن

صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، اليوم الاثنين، بأن الولايات المتحدة شاركت في محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين حول العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان. وقال ميلر في مؤتمر صحافي، إن الوزارة لا يمكن لها التعليق على خطط إسرائيل الدقيقة ولكنها "أبلغت الولايات المتحدة أنها حتى الآن عمليات محدودة تستهدف البنية التحتية لحزب الله قرب الحدود".

وأكد ميلر أن الولايات المتحدة تدعم ما وصفه بـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله"، مضيفا أن الولايات المتحدة ترغب في الوصول لحل دبلوماسي من أجل الاستقرار في المنطقة ووقف إطلاق النار. ودافع في تصريحاته على الهجمات الإسرائيلية داخل الحدود اللبنانية ووصفها بأنها "هجمات ضد البنية التحتية الإرهابية في لبنان، وقال إن الصراع بدأ من جانب حزب الله في 8 أكتوبر/تشرين الأول الفائت ولا يزال مستمرا، وأن الولايات المتحدة لا تزال ترغب في الوصول إلى وقف لإطلاق النار في هذا الصراع من أجل الشعبين الإسرائيلي واللبناني وأيضا الشعب الفلسطيني. وأضاف أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أجرى محادثات مع نظرائه الأجانب بمن فيهم الفرنسي لتهدئة التوترات في المنطقة.

في السياق، نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، اليوم الاثنين، عن مسؤول أميركي مطلع قوله، إن إسرائيل أبلغت واشنطن أنها تخطط لشن عملية برية محدودة في لبنان قد تبدأ في وقت قريب. وبحسب المسؤول، فإن الحملة التي تخطط لها إسرائيل ستكون أصغر من حربها ضد حزب الله عام 2006 وستركز على تدمير البنية التحتية للحزب على طول الحدود، بهدف تدمير قدرات حزب الله، وضمان الأمن لسكان المستوطنات في الشمال.

وأكد المسؤول أن الجانب الإسرائيلي سيجري عمليات محدودة في عدد من القرى على طول الحدود، لكنه في الوقت ذاته قال إن إدارة جو بايدن لا تزال قلقة بشأن احتمال أن تتحول العملية المحدودة إلى عملية أكبر وأطول أمداً، فيما قال مسؤول إسرائيلي للصحيفة، إن لدى إسرائيل خططاً محدودة ووشيكة، وتتماشى مع الجانب الأميركي، مشيراً إلى أنه جرى التفاهم بين الجانبين على عدم تكرار ما جرى في غزة.

وبحسب ما تشير إليه "واشنطن بوست" نقلاً عن المسؤول الأميركي، فإن إسرائيل كانت تخطط لغزو بري كبير إلا أن الخطة جرى تقليصها بشكل كبير، لتركز على تدمير منصات إطلاق الصواريخ ومخابئ الأسلحة والبنى التحتية لحزب الله، قبل سحب القوات الإسرائيلية. ويضيف أن "الغرض الاستراتيجي من العملية هو ضمان عدم تمكّن حزب الله من الحفاظ على قدرته على مهاجمة المستوطنات الإسرائيلية على الحدود".

كما قالت شبكة سي أن أن نقلاً عن مسؤول أميركي أيضاً، إن الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل قد تشن قريباً توغلاً برياً محدوداً في جنوب لبنان. وبحسب المصدر فإن المسؤولين الأميركيين قلقون من أن يتطور التوغل المحدود ويتحول إلى عملية أكبر على المدى الطويل.

إلى ذلك، قال مسؤول أميركي لوكالة رويترز إن الولايات المتحدة لاحظت تمركزاً للقوات الإسرائيلية يشير إلى أن توغلاً برياً في لبنان قد يكون وشيكاً. ورفض المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته التطرق إلى مزيد من التفاصيل بشأن وضع القوات الإسرائيلية ورفض الإدلاء بمزيد من التصريحات.

يأتي ذلك فيما دعا الرئيس الأميركي، اليوم الاثنين، إلى وقف إطلاق النار عندما سئل عن التقارير التي تفيد بأن إسرائيل تستعد لغزو بري محدود للبنان. وعندما سئل بايدن عما إذا كان مرتاحاً لخطة إسرائيل، قال "ما يريحني هو أن يتوقفوا عن ذلك".

في غضون ذلك، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، في لقاء مع رؤساء سلطات محلية في بلدات ومستوطنات خط المواجهة القريبة من الحدود اللبنانية، أن المرحلة المقبلة من العدوان على لبنان ستبدأ قريباً وستسمح بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم. وكان قد لمّح قبل ذلك بساعات إلى عملية برية محتملة ضد حزب الله في لبنان، بحسب ما قالت وسائل إعلام إسرائيلية. ونقلت وسائل إعلام عدة عن غالانت قوله لقوات من سلاح المدرعات بالقرب من الحدود اللبنانية "القضاء على نصر الله خطوة مهمة لكنها ليست النهاية. لإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، سنقوم بتفعيل كل قدراتنا، بما في ذلك أنتم". وقال موقع تايمز أوف إسرائيل إن غالانت من خلال هذه التصريحات "أشار بقوة إلى أن إسرائيل تستعد لشن هجوم بري ضد حزب الله في لبنان".

وكانت "وول ستريت جورنال" قد قالت إن قوات خاصة إسرائيلية تنفذ غارات صغيرة ومستهدفة في جنوب لبنان وتجمع معلومات استخباراتية وتتحرى قبل غزو بري محتمل. ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين قولهم إن العمليات التي حدثت أخيراً وعلى مدار الأشهر الماضية، شملت دخول أنفاق حزب الله الواقعة على طول الحدود، بهدف تقليص قدرات حزب الله. وقالت مصادر الصحيفة إن توقيت أي عملية برية قد يتغير، جراء ضغوط شديدة من الولايات المتحدة لعدم القيام بغزو كبير. وبحسب الصحيفة "لم تتضح المدة التي ستستغرقها إسرائيل داخل أراضي لبنان أو ما إذا كانت العملية البرية ستكون أشبه بسلسلة عمليات توغل كبيرة".