- المحللون يعتبرون الهجوم رسالة ردع من إسرائيل لإيران، محدود الأثر لتجنب دمار واسع، ويفتح المجال لتهدئة التوترات دون إضعاف القدرات العسكرية الإيرانية بشكل ملموس.
- الغموض يحيط بالرد الإيراني مع تحذيرات من تصعيد محتمل تأثراً بالوضع الصحي للمرشد الإيراني، وتأكيدات على أهمية بناء إسرائيل لسلاح صواريخ دقيق للردع، مما يترك الوضع مفتوحاً لتطورات مستقبلية.
محللون إسرائيليون: الهجوم جاء على نحو يتيح لطهران عدم الرد
مسؤول إيراني كبير: لا خطة للرد على الفور
محللون إسرائيليون: الهجوم كان استعراض قدرات
أبقت إسرائيل دفاعاتها الجوية في حالة تأهب قصوى، على الرغم من الصمت الرسمي إزاء الهجوم في أصفهان فجر اليوم الجمعة، بينما رأى العديد من المحللين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين أن الهجوم جاء على نحو يتيح لطهران عدم الرد، والعودة إلى الوضع الذي سبق الرد الإيراني على إسرائيل ليل السبت الأحد، وذلك وسط تأكيدات من طهران أيضا بأن الجمهورية الإسلامية ليس لديها خطة للرد على إسرائيل مجددا.
وكتب أرئيل كهانا، محلل الشؤون الدولية وشؤون الولايات المتحدة في صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن حجم الهجوم المحدود وعدم إعلان إسرائيل مسؤوليتها عنه، يتيحان للمسؤولين الإيرانيين إخبار شعبهم والعالم بأنه "لا يوجد أي شيء، ولم يحدث أي شيء، وهذا على ما يبدو جيدا للجميع".
وأضاف المحلل أن "هذا يعني بأن العملية الإسرائيلية (حسب مصادر أجنبية) لم تأت من أجل سلب إيران قدرات عسكرية معيّنة، وإنما من أجل تمرير رسالة لها بأننا قادرون على ضربكم في أرضكم. وبهذا تريد إسرائيل على ما يبدو إرسال إشارة بأن بنيتها إغلاق حدث الاغتيال في دمشق".
وتساءل الكاتب، إن كان هذا سيعني وضع حد للمواجهة المباشرة أمام إيران والعودة لمحاربة وكلائها، مضيفاً بأن "الكرة في الملعب الإيراني".
وقال مسؤول إيراني كبير لـ"رويترز"، إن بلاده ليس لديها خطة للرد على إسرائيل على الفور، مشككا في مسؤولية إسرائيل عن الهجوم. وقال شريطة عدم كشف هويته "لم نتأكد من المصدر الخارجي للواقعة، لم نتعرض لأي هجوم خارجي والنقاش يميل أكثر نحو تسلل لا هجوم".
من جانبه، يرى كهانا في ذات الوقت، أن "هناك مكانا للتقدير بأن (المرشد الإيراني علي) خامنئي سيبحث عن جولات أخرى لضرب إسرائيل مباشرة، بسبب وضعه الصحي، ولكن الأيام هي التي ستحكم"، مضيفا: "لكن المؤكد أن إسرائيل عليها أن تبني وبسرعة سلاح صواريخ قويا وبعيد المدى ودقيقا وقاتلا من أجل ردع إيران".
وفي صحيفة هآرتس العبرية كتب المحلل العسكري عاموس هرئيل أن "الأهم هو من المسؤول عن الهجوم، في حين أوضح المسؤولون في إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن ذلك على نحو جلي، بأن هذه عملية إسرائيلية على أرض إيران".
ويرى الكاتب "أننا على ما يبدو أقرب من أي وقت مضى لخطر نشوب حرب إقليمية واسعة على الرغم من أن المجتمع الدولي سيبذل الآن بالتأكيد جهوداً كبيراً لتهدئة الخواطر"، ومع هذا، أشار إلى أن "وسائل إعلام إيرانية بدأت تدّعي إحباط الهجوم ولم يحدث أي شيء، وقد تكون هذه محاولة لتهدئة الخواطر وإعفاء النظام الإيراني من الحاجة للرد".
وقال إن "الهجوم على إيران الليلة الماضية، يبدو محدوداً أكثر ومركزاً أكثر، ويبدو من النظرة الأولى فعالاً أكثر"، مشيرا إلى أن "نجاعة أنظمة الدفاع الإيرانية أقل بكثير من المنظومات الإسرائيلية، وأن قدرتها على اعتراض الصواريخ محدودة، كما أن إيران لا تعتمد على المساعدات الاستخبارية من الدول السنية، على غرار ما أشارت إليه التقارير عند إحباط إسرائيل الهجوم الإيراني".
واعتبر المعلّق تركيز الهجوم الإسرائيلي على موقع واحد في أصفهان لا علاقة مباشرة له بالبرنامج النووي (الإيراني)، أقرب لكونه استعراض قدرات هدف إلى توجيه رسالة من قبل تل أبيب إلى طهران، "بأننا قادرون على التسبّب لكم بضرر ضخم"، مضيفاً أن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يهدد بمهاجمة إيران منذ نحو عقدين، قد حقق حلمه، أو على الأقل جزءاً منه، والسؤال هو ماذا عنا نحن المواطنين؟".
وأبدى محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرنوت" وموقع "واينت" رون بن يشاي، قراءة مشابهة بأن "الهجوم المحسوب يأتي ليتيح لإيران عدم الرد". وأوضح أن "من نفّذ الهجوم في إيران، قام بذلك ضد موقع عسكري (أو مواقع) لسلاح الجو، وقصد أن يتيح للنظام الإيراني احتواء الحدث، دون الحاجة إلى جولة أخرى من تبادل الضربات مع إسرائيل".
وأضاف: "إن كانت إسرائيل هي من نفّذت الهجوم، فهذا على ما يبدو تم بشكل مقصود من أجل أن لا تكون الضربة و الدمار بحجم كبير، ولكي يكون ذلك متناسباً مع الضربة الصغيرة في قاعدة نفاطيم، وتم الأمر على نحو يمنح الإيرانيين مساحة للإنكار واحتواء الحدث، دون أن يكون هناك ضغط من قبل المحافظين والحرس الثوري الإيراني على النظام وعلى خامنئي من أجل الرد على الهجوم".