إسرائيل تبحث بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة والبقاء في رفح ونتساريم

02 يوليو 2024
دبابة إسرائيلية على حدود قطاع غزة، 28 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد للمرحلة الثالثة من حرب غزة، مع التركيز على دهم واعتقال واغتيال أهداف حماس، وإجراء مشاورات أمنية بقيادة نتنياهو لنقل الوحدات إلى الحدود الشمالية.
- خطة العمليات تشمل تقليص القوات في غزة، مع الحفاظ على قوات في محوري "نتساريم" و"فيلادلفيا" للسيطرة على تهريب الأسلحة، والتفاوض مع مصر حول إدارة محور فيلادلفيا.
- التحديات تتضمن رسائل متضاربة داخل إسرائيل حول نجاح العمليات واستمرار نشاط حماس، مع طلب الجيش لمزيد من الوقت لاستكمال العمليات وإعادة المحتجزين الإسرائيليين، وسط تحديات تقبل الجمهور للواقع الجديد.

نتنياهو وغالات وقادة الجيش يعقدون مشاورات بشأن "المرحلة الثالثة"

يعتزم الاحتلال البقاء في محوري نتساريم وفيلادلفيا وتقليص القوات

خبراء إسرائيليون: من الصعب تسويق الخطوة أمام الجمهور

يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي للانتقال إلى "المرحلة الثالثة" من حرب الإبادة على قطاع غزة، والتي تركّز على عمليات دهم واعتقالات واغتيالات موضعية على غرار العمليات العسكرية لجيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء، إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أجرى يوم الأحد مشاورات أمنية بهذا الخصوص، مع كل من وزير الأمن يوآف غالانت وعدد من كبار مسؤولي الجيش. وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن المشاورات تنبئ بنهاية مرحلة النيران المكثّفة في الحرب، وقرب نهاية العمليات العسكرية في رفح جنوبي القطاع.

وأضافت أن الاتجاه الآن، يركز على تقليص القوات في قطاع غزة، والتحوّل إلى أسلوب دهم أهداف تابعة لحركة حماس هناك، ونقل الوحدات إلى الحدود الشمالية، مشيرة إلى أن "السؤال الرئيسي هو كيفية تغليف هذه الخطوة برواية تقنع الجمهور الإسرائيلي بأن الحكومة والجيش، قد حققا جزءاً كبيراً من أهداف الحرب، على الرغم من أن حماس لم تُهزم بشكل كامل ولم تتم إعادة 120 محتجزاً إسرائيلياً بعد".

وسيواصل جيش الاحتلال، خلال المرحلة الثالثة، الحفاظ على قواته في محور "نتساريم" الذي يقسم القطاع إلى قسمين، بين الشمال والجنوب، وكذلك في محور فيلادلفيا على الحدود المصرية، لكن ثمة حيرة إسرائيلية، بشأن الجزء الذي يريد الاحتلال استمرار السيطرة عليه في فيلادلفيا. وذكرت الصحيفة أن الوقت الراهن لن يشهد انسحاباً اسرائيلياً من معبر رفح، بسبب صعوبة التوصّل إلى اتفاق مع مصر.

ولفتت إلى أن الرسالة التي يريد وزير الأمن غالانت ورئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هليفي، إيصالها، هي أن الهجوم واسع النطاق في رفح أدى إلى إخراج آخر الكتائب المحلية التابعة للجناح العسكري لحركة حماس عن الخدمة. لكنها أضافت بالمقابل، أن حماس لا تزال نشطة، ولكن بأسلوب جديد، من خلال خلايا صغيرة وحرب شوارع ويمكن أن تلحق أذى أقل (بقوات الاحتلال) دون تسلسل قيادي.

واعتبر المحلل العسكري في الصحيفة عاموس هارئيل، أن اعتماد طريقة الدهم والأهداف العينية من قبل جيش الاحتلال في المرحلة الثالثة يحمل رسالة معقدة يصعب تقبّلها من قبل الجمهور الاسرائيلي، مقارنة بالأهداف الطموحة التي طرحتها إسرائيل في بداية الحرب. مع هذا أشار إلى أن نتنياهو لم يتخل بشكل كامل بعد، عن وعود "النصر المطلق الوشيك"، وهو ما لا يتوافق مع نهج غالانت وهليفي.

شكل السيطرة في فيلادلفيا خلال "المرحلة الثالثة"

تزعم إسرائيل أن محور فيلادلفيا يشكل شريان الأكسجين لحركة حماس الذي يتم من خلاله تهريب الأسلحة والبضائع إلى قطاع غزة منذ نحو 20 عاماً. وتسعى للتوصل إلى اتفاقات مع مصر حول كيفية السيطرة عليه وإخلائه في مرحلة لاحقة. وفي هذا الشأن لفتت الصحيفة إلى أنه بالإضافة إلى النقاش بشأن الجدار الذي تنوي إقامته فوق الأرض وتحتها، هناك نقاش أيضاً بشأن نوع مجسات الاستشعار التي ترغب إسرائيل بتركيبها قربه. ومن المهم بالنسبة لدولة الاحتلال، أن تكون مجسات من نوع قادر على نقل معلومات للجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)، والإنذار بوجود حفر أنفاق.

الصورة
فلسطينيون يبكون أحبائهم في مستشفى غزة الأوروبي، 1 يوليو 2024 (Getty)
فلسطيني يعانق جسد طفلة في مستشفى غزة الأوروبي بعد استشهادها جراء قصف إسرائيلي، 1 يوليو 2024 (Getty)

وفي سياق متصل، وصفت القناة 12 العبرية عبر موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، الجلسة التي عُقدت مطلع الأسبوع، بمشاركة قيادة المنطقة الجنوبية وفرقة غزة في جيش الاحتلال، وقيادات عسكرية وأمنية، بالمثيرة، مشيرة بدورها إلى قرب بدء المرحلة الثالثة. وذكرت القناة أن الجيش طلب من المستوى السياسي، خلال الجلسة، أربعة أسابيع أخرى لاستكمال العملية العسكرية في رفح، أي حتى نهاية شهر يوليو/تموز الجاري، وهو الوقت الذي يحتاجه من أجل التعامل مع الأنفاق وكذلك مع محور فيلادلفيا.

واستعرض كبار المسؤولين في الجيش وجهاز الشاباك، ما وصفوه بالتقدّم حتى الآن في العملية البرية، وزعموا أن الإنجاز العسكري في الوقت الراهن مرتفع بما فيه الكفاية، بحيث إن اضطرت إسرائيل لوقف القتال، إما بسبب تحريك صفقة جديدة مع حركة حماس، أو من أجل تسوية في المنطقة الشمالية (على الجبهة اللبنانية) فإن الجيش قادر على فعل ذلك.

وأشار نتنياهو في حديثه عن انطباعاته، بأن ثمة أعمالا عميقة وجديّة قد تمت، وأن عليه إطلاع الوزراء في حكومته على هذه التطورات. ومع هذا شدد قادة الجيش أمامه على أنه بالرغم من التقدّم الذي تحقق، يجب عدم الإعلان عن نهاية الحرب في الوقت الراهن، بسبب "مهمة كبيرة واحدة تبقّت ويجب استكمالها، وهي إعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين المتواجدين في قطاع غزة، الأحياء منهم والأموات".