طلبت إسبانيا وأيرلندا من بروكسل، اليوم الأربعاء، التحقق "بشكل عاجل" من "احترام" إسرائيل حقوق الإنسان في غزة، وفق ما أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عبر منصة "إكس".
وقال رئيس الوزراء الاشتراكي في رسالته: "نظراً إلى الوضع الحرج في رفح" في جنوب قطاع غزة، أرسلت الحكومتان الإسبانية والأيرلندية رسالة إلى المفوضية الأوروبية تطلبان فيها منها إجراء تحقيق "عاجل في ما إذا كانت إسرائيل تفي بالتزامها باحترام حقوق الإنسان في غزة".
وفجر الاثنين، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية والبوارج البحرية والمدفعية غارات مكثفة ومتزامنة على منازل ومساجد في رفح، لتخلف عشرات الشهداء ومئات الجرحى، ودماراً هائلاً، خاصة في مخيم يبنا، وسط المدينة، في تجاهل واضح لتحذيرات دولية من عواقب اجتياح المدينة المكتظة بالنازحين.
ورفح، الواقعة على الحدود مع مصر، هي الملاذ الأخير للفلسطينيين الفارين من القصف الإسرائيلي المستمر على امتداد قطاع غزة منذ أربعة أشهر. وتواجه المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، وتضم 1.4 مليون نسمة، أغلبهم من النازحين، خطر عملية برية إسرائيلية، وسط تواتر التصريحات الدولية المحذرة من اجتياح المدينة.
والسبت، دان وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس الهجمات الإسرائيلية على مدينة رفح، وطالب تل أبيب "بوقف فوري لإطلاق النار".
وفي حسابه على منصة "إكس"، حذر ألباريس من أنّ "مواصلة إسرائيل هجماتها وتوسيعها (إلى رفح) سيشكل تهديداً خطيراً لحياة اللاجئين الفلسطينيين ويزيد الكارثة الإنسانية".
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مساء الجمعة، عن أنّ خطة العملية البرية في مدينة رفح، المحاذية للحدود المصرية مع قطاع غزة، أعدت منذ نحو 3 أسابيع.
يأتي هذا فيما أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الجمعة، أنه أوعز للمستوى الأمني والجيش الإسرائيلي بتحضير خطة للقيام بعملية عسكرية في رفح.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني، أن الجيش صدّق عملياً على خطته التي قام بتحضيرها للعملية العسكرية في رفح والتي تشمل أيضاً إخلاء السكان من هناك، لافتة إلى أن التعليمات التي تحدث عنها نتنياهو من أجل احتلال رفح قد تُفهم على أنها نوع من الألاعيب السياسية من أجل إبراز خط قيادي متشدد من طرفه.
وأصدر مكتب نتنياهو، مساء الجمعة، بياناً قال فيه إنه "لا يمكن تحقيق هدف الحرب، وهو تدمير حماس، حين يتم الإبقاء على 4 كتائب تابعة لحماس في رفح. واضح أن عملية عسكرية مكثّفة في رفح تستلزم إجلاء السكان المدنيين من مناطق القتال. لذا أوعز رئيس الوزراء للجيش وللمؤسسة الأمنية برفع خطة مزدوجة إلى الكابنيت، تركّز على إجلاء السكان وعلى تدمير كتائب حماس".
ولمّح مسؤولون إسرائيليون، في الأيام الأخيرة، إلى وجود استعدادات إسرائيلية لعملية عسكرية في رفح، لـ"ممارسة المزيد من الضغط على حركة حماس"، بالتزامن مع جهود الوسطاء من أجل التوصل إلى صفقة تفضي إلى الإفراج عن "الرهائن".
(فرانس برس، العربي الجديد)