تنشغل الأوساط السياسية في فرنسا، بمسألة طرح ترشح الكاتب المثير للجدل، والمعروف بآرائه وطروحاته العنصرية، والمعادية للمهاجرين، إريك زمور، للانتخابات الرئاسية المقبلة، المقررة في البلاد في إبريل/نيسان من عام 2022. وعلى الرغم من أن زمور لم يعلن ترشحه بعد رسمياً لهذه الانتخابات، إلا أن أحزاباً كثيرة، خصوصا المحسوبة على اليمين المتطرف، واليمين الفرنسي الممثل بحزب "الجمهوريين"، أخذت هذا الطرح على محمل الجد، حتى أصبح حديثاً سياسياً يومياً.
يتشارك زمور واليمين المتطرف الفرنسي الأفكار ذاتها حول الهجرة والمهاجرين، ومسألة تأجيج الإسلاموفوبيا
وزمور (هو من أصول يهودية - جزائرية)، كاتب عمود في صحيفة "لوفيغارو" اليمينية الفرنسية، ونجم قناة "سي نيوز"، ويتشارك واليمين المتطرف الفرنسي الأفكار ذاتها حول الهجرة والمهاجرين، ومسألة تأجيج الإسلاموفوبيا، كما له آراء متطابقة مع اليمين المتطرف وحزبه "التجمع الوطني" بزعامة مارين لوين، في ما يتعلق بمستقبل الاتحاد الأوروبي. وأدين زمور مرات عدة أخيراً من قبل القضاء الفرنسي، بتهم بثّ العنصرية من خلال تصريحات أطلقها ضد المهاجرين.
وأبدى العديد من المسؤولين في اليمين الفرنسي، انزعاجهم، اليوم الإثنين، من إمكانية ترشح زمور للرئاسة، وعلى رأسهم زعيم الحزب كريستيان جاكوب، الذي اعتبر في مداخلة إذاعية، أن مجرد طرح السؤال "أمر مزعج، ولا يجب أن يحدث في هذه اللحظة". وأضاف: "لدي شعور أن المواضيع التي تهم الفرنسيين، هي القوة الشرائية، والأمن، والصحة، وليس هذا المرشح أو ذاك". لكن النائب الجمهوري إريك سيوتي، المرشح المحتمل للانتخابات التمهيدية لليمين، قال إنه سيصوت لزمور، في الرئاسيات، في حال حدوث سيناريو مواجهة بين الأخير والرئيس إيمانويل ماكرون في الدورة الثانية من الانتخابات.
وفي هذا السياق، قالت رئيسة منطقة إيل دو فرانس، الجمهورية فاليري بيكرس، وهي بدورها مرشحة محتملة للانتخابات الرئاسية، اليوم، عبر قناة "فرانس 2"، إنه "لكي نتمكن من رئاسة فرنسا، يجب أن نفكر في شيء آخر غير الحديث عن الهجرة فقط"، في انتقاد واضح لزمور.
رفضت مارين لوبن إجراء مناظرة مع زمور
من جهته، انتقد كبير المفاوضين السابق في الاتحاد الأوروبي بملف "بريكست"، النائب الفرنسي في صفوف اليمين، ميشيل بارنييه، طرح سيناريو ترشح زمور للرئاسيات الفرنسية. وتساءل بارنييه، في مقابلة أجرتها معه قناة "فرانس أنفو"، اليوم: "عمن نتحدث؟ كاتب عمود صحافي؟ إنه شخص جدلي وليس حتى مرشحاً في الوقت الحالي. ليس لدينا نفس الأفكار ولن أقضي وقتي في التعليق على الأجندة الافتراضية لأشخاص آخرين".
على ضفة اليمين المتطرف، بدا الحذر واضحاً من هذا السيناريو، خصوصاً أن زمور منافس شرس لزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان إذا ما تعلق الأمر بمسائل الهجرة والخطاب العنصري. وما زاد من هذا الحذر، اقتراح رئيس بلدية بيزيه، روبير مينار، بعقد مناظرة بين لوبان وزمور، الأمر الذي رفضته زعيمة "التجمع الوطني"، مقترحة عوضاً عنه عشاء خاصاً يضم الثلاثة.
وحول ذلك، أكد نائب رئيس "التجمع الوطني"، جوردان بارديلا، في مقابلة على "فرانس أنفو"، اليوم، استعداده لمناظرة مع زمور، لكنه استبعد فكرة اشتراك لوبان فيها. وقال: "إريك زمور لا يخيفني. إذا كان إريك زمور يرغب في الترشح للانتخابات الرئاسية، فليترشح". واعتبر بارديلا، أن "كل أولئك الذين يدافعون عن الوطن، يجب أن يجتمعوا خلف المرشح الوحيد القادر اليوم على الفوز في الجولة الثانية (من الانتخابات الرئاسية)، أي مارين لوبان"، مشدداً على أن "خصم مارين لوبان هو إيمانويل ماكرون، وليس أي أحد آخر".