إذاعة جيش الاحتلال: مصر وإسرائيل تقتربان من تفاهمات حول عمليات عسكرية في رفح ومحور فيلادلفيا
أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، نقلاً عن مصادر مطّلعة، بأن مصر وإسرائيل تقتربان من التوصل إلى تفاهمات، بشأن عمل القوات الإسرائيلية عسكرياً في رفح ومحور فيلادلفيا ووجودها هناك، مشيرة في ذات الوقت إلى أن هذه التفاهمات ستؤدي ألى نقل جزء من سكان قطاع غزة إلى مناطق أخرى.
كما تحدثت الإذاعة عن دولة عربية خليجية، لم تسمّها، أبدت موافقها على تمويل إقامة جدار تحت الأرض، بين إسرائيل ومصر يمنع حفر أنفاق هناك، واشترطت مساهمتها بموافقة مصر.
وذكرت الإذاعة أن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) أهارون حليفا، قادا من الطرف الإسرائيلي، محادثات أمام مسؤولين مصريين في المستوى الأمني، بشأن قضيتي رفح ومحور فيلادلفيا، باعتبارهما "من أكثر القضايا الحساسة" بين إسرائيل ومصر.
وفي حديث الإذاعة عن أهم ما جاء في بنود التفاهمات التي يتم صوغها، فإن "إسرائيل تعهدت أمام مصر، وفق التقديرات، بأنها لن تعمل في منطقة رفح طالما لا تسمح لسكان غزة الموجودين هناك، والذين يبلغ عددهم ربما أكثر من مليون شخص، بإخلاء المكان".
ويعني ذلك، وفقاً لإذاعة الجيش، أن "إسرائيل ستعمل في البداية على إخلاء السكان الغزيين منطقة رفح، من أجل تقليل احتمالات ومخاطر نزوح الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية، لأنه في نهاية المطاف هنا تكمن المخاوف المصرية الأساسية، وهي تدفق عدد كبير من الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية".
وبحسب ذات الإذاعة، فإن إسرائيل لم تقرر بعد إلى أين تنوي إجلاء السكان الغزيين، لكن ثمة إمكانيتين مطروحتين، أولاهما إلى شمال القطاع، ولكن من أجل ذلك هناك حاجة إلى قرار سياسي إسرائيلي بأن تسمح إسرائيل بعودة الغزيين إلى الشمال، وهو الأمر الذي قررت حتى الآن عدم القيام به.
أما الخيار الثاني المطروح، والذي قد يبدو مقبولاً أكثر من قبل الإسرائيليين، فهو خانيونس، بمعنى أن يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد إنهاء عمليته البرية المكثّفة التي يقوم بها هناك، بإجلاء السكان مجدداً إلى خانيونس، "وبسبب قربها الجغرافي من رفح، فإن هذا الخيار يبدو أكثر واقعية"، على حد تعبير إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وأضافت أنه في وقت تعمل إسرائيل في رفح، سيكون بإمكانها الوصول إلى معبر فيلادلفيا والتأكد من سير الأمور كما ينبغي بالنسبة لها.
وبحسب التفاهمات الإسرائيلية المصرية التي أوردتها إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، سيكون لإسرائيل تأثير معيّن في محور فيلادلفيا بشأن ما يحدث على طوله، ولكن دون وجود ثابت للقوات الإسرائيلية هناك.
وأوضحت الإذاعة: "إن كان هناك من يعتقد بأن الجيش الإسرائيلي سيقيم مواقع عسكرية في المكان وأن قواته ستوجد على طول محور فيلادلفيا في السنوات القريبة، إلى جانب القوات المصرية، لتتأكد من عدم وجود عمليات تهريب ولا أنفاق، فإن هذا الأمر على ما يبدو لن يحدث، ولكن سيكون لإسرائيل تأثير هناك، كما يبدو من خلال وسائل تكنولوجية يتم تركيبها على طول محور فيلادلفيا، ولن تكون مصر وحدها التي تسيطر على المعابر المختلفة، وإنما ستكون هناك أيضاً سيطرة إسرائيلية في هذا الجانب، من خلال الوسائل التكنولوجية".
وأشارت إذاعة جيش الاحتلال إلى نقطة ثالثة، وهي التخطيط لإقامة جدار مضاد للأنفاق تحت الأرض، كالذي أقامته إسرائيل للفصل بين قطاع غزة ومناطق غلاف غزة.
وتدّعي إسرائيل أن الأنفاق ساعدت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على التسلح، والتزود بكل ما تحتاجه على مرّ السنوات الماضية.
وكان التفكير في البداية أن الجهة التي ستموّل إقامة هذا الجدار، ستكون الولايات المتحدة الأميركية، علماً أنه يكلّف مليارات، ولكن إذاعة الجيش أشارت اليوم إلى تغيير في هذا الأمر، وأن "هناك دولة أخرى، والحديث عن دولة خليجية لا يزال اسمها محظوراً للنشر، هي التي ستموّل على ما يبدو إقامة جدار تحت الأرض. وأبدت الدولة المقصودة استعدادها لذلك، ولكن لديها شرط: موافقة مصر على كل هذه العملية".
واعتبرت الإذاعة أن "إسرائيل تبقى مقيّدة جداً بكل ما يتعلق بقيامها بعمليات في رفح وفي محور فيلادلفيا، لأنها تحتاج موافقة المصريين والتنسيق معهم، وبالتالي التفاهمات التي تصاغ في هذه المرحلة هي مصيرية وحاسمة، بالنسبة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في هذه المنطقة".