نظم نشطاء فلسطينيون من الداخل المحتل فعالية في مقبرة ببلدة أم الفحم ومقبرة اللجون المهجرة، الجمعة، لتخليد ذكرى شهداء أم الفحم وقرية اللجون المهجرة إبان النكبة، وأقاموا نصباً تذكاريّاً حفرت عليه أسماء الشهداء.
ودعت اللجنة المبادرة لإحياء ذكرى شهداء أم الفحم وقرية اللجون إلى هذا النشاط وتمت إزاحة ستار أسماء الشهداء عن النصب التذكاري الحجري. وشملت أسماء 45 شهيداً منذ عام 1911 حتى النكبة عام 1948.
وانطلق النشاط في مقبرة المحاميد والمحاجنة في مدينة أم الفحم بإزاحة الستار عن أضرحة الشهداء، ثم انتقل إلى مقبرة قرية اللجون المهجرة، بمشاركة أهالي أم الفحم وأهالي قرية اللجون المهجرين، ورئيس لجنة المتابعة محمد بركة، والشيخ رائد صلاح، فيما برز حضور كبير لجيل الشباب.
وسقطت قرية اللجون يوم 30 مايو/أيار من عام النكبة بيد العصابات الصهيونية وهجر أهاليها، الذين قدّروا بنحو 1250 نسمة في عام النكبة. وتقع القرية على بعد 16 كيلومتراً شمال غرب جنين وحوالي 5 كيلومترات شمال أم الفحم في المثلث الشمالي، وأقيمت على أرضها مستعمرة مجيدو بعد النكبة. أما مسجد قرية اللجون فتحول اليوم إلى منجرة.
وافتتح النشاط على مقبرة اللجون المهجرة بنشيد "موطني" وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
وتحدث فريد مريد من لجنة المبادرة لتخليد ذكرى الشهداء: "بعد جهد جهيد استطعنا أن نحصل على هذه المقبرة. لم يكن أمامنا، ونحن لا نعرف أين دفن الشهداء الذين سقطوا هنا، إلا أن ننقش أسماءهم على هذه الصخرة حتى تبقى للتاريخ. أهالي أم الفحم والمنطقة يعرفون أنّ آلاف الشباب والأهالي يزورون المنطقة. هدفنا ترميم هذه المقبرة".
من جهته، اعتبر الشيخ رائد صلاح أنّ هذا الفعالية: "تعني تواصل الحاضر مع الماضي وامتداد الحاضر نحو المستقبل، وفي ذلك الرسالة الأساس التي لا تموت ولا تنسى. في هذه اللحظات نؤكد قول الله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون). هنا لنا أرض وهنا لنا بيت وهنا لنا مقبرة ومسجد ووطن. هذه دلالات تكمل بعضها كالجسد الواحد".
من جهته، قال زياد أمين محاجنة وهو من مواليد اللجون المهجرة قبل النكبة ويقطن في مدينة أم الفحم، "عشت ما يقارب 5 سنين في هذا البلد؛ شربت من ماء عين الحاجة وأكلت من بساتينها، فكلما دخلت هنا اقشعر بدني. بيتي يبعد من هنا مرمى الحجر، صار ركاماً ولكنني أراه قائماً. تحية أولاً لشهدائنا الذين حملوا دماءهم على راحاتهم وذهبوا ليدافعوا عن هذا الوطن، في التراب اليوم موجودون هناك. يجب أن نحييهم ونقول السلام عليكم بتحية عسكرية".
من جهته قال محمد ظاهر جبارين: "اليوم كان إحياء ذكرى شهداء أم الفحم؛ قرابة 45 شهيداً. جئنا باسم القيادة الشابة والمركز الجماهيري في أم الفحم لتعريف الطلاب والأجيال القادمة على هذا التاريخ العريق. قال بن غوريون الكبار يموتون والصغار ينسون؛ لكننا نوصل رسالة لكل أمثال بن غوريون: نحن ما زلنا على العهد وما زلنا متمسكين في أرضنا في اللجون وبأم الفحم. هذا تمسك تاريخي لا يلغيه أي احتلال ولا أي مصادرة للأرض. لن يضيع حق ما دمنا متمسكين به".