إحباط في هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي: نقاتل بلا هدف

11 اغسطس 2024
جندي إسرائيلي يضع رأسه فوق فوهة مدفع قرب حدود غزة، 9 أكتوبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تحديات الجيش الإسرائيلي في غزة**: يواجه الجيش الإسرائيلي صعوبات كبيرة منذ بدء حرب الإبادة في 7 أكتوبر 2023، بسبب غياب هدف سياسي واضح، مما يسبب عدم اليقين والإحباط بين الجنود.
- **نقص القوات والتوترات المتعددة**: يعتمد الجيش على ألوية احتياطية بسبب التوترات على الجبهة اللبنانية ونقص القوات في غزة، مما يزيد من المخاطر والإحباط بين الجنود والقيادات.
- **غياب الاستراتيجية السياسية**: افتقار إسرائيل إلى هدف استراتيجي سياسي واضح يعرقل تحقيق الأهداف العسكرية ويزيد من الإحباط داخل هيئة الأركان، مع غياب قرارات طويلة الأمد بشأن مستقبل القتال في غزة.

حالة إحباط في صفوف الجنود وهيئة الأركان بسبب غياب هدف واضح

يستعين الجيش الإسرائيلي بألوية احتياط في غزة

الاحتلال يلاحظ أن حركة حماس لا تزال تقاتل وتتلائم مع التطورات

يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، رغم المجازر المتتالية التي يرتكبها في قطاع غزة في إطار حرب الإبادة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، معضلات كبيرة تجعله يراوح مكانه وتترك جنوده في حالة من عدم اليقين بشأن ما ينتظرهم، فيما أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الأحد إلى حالة إحباط في صفوف الجنود وهيئة الأركان بسبب غياب هدف سياسي واضح بشأن قطاع غزة، ما يترك الجيش عالقاً فيه بعيداً عن أحلام قادة الاحتلال بهزم حركة حماس التي تجدد قوتها.

وذكرت الصحيفة أنه بسبب التوتر في الشمال (على الجبهة اللبنانية) ونقص القوات في الجنوب (في غزة)، يستعين الجيش الإسرائيلي بألوية احتياط في غزة، يستدعيها في اللحظة الأخيرة كلما احتاج إليها، فيما نقلت عن جنود إشارتهم إلى مخاطر ذلك، خاصة في محور نتساريم، الذي أقامه الاحتلال ويقسم قطاع غزة إلى شطرين. وأشارت إلى أن جيش الاحتلال يلاحظ أن قوات حركة حماس (كتائب عز الدين القسام) لا تزال تقاتل وتتلاءم مع التطورات الميدانية. ونقلت الصحيفة شعور جنرالات في جيش الاحتلال لم تسمّهم بالإحباط، وقولهم "لا توجد قرارات ونحن عالقون في الوضع القائم".

ولفتت نقلاً عن مصادرها، إلى أن "افتقار إسرائيل إلى هدف استراتيجي سياسي إلى الأهداف العسكرية التي يحققها الجيش الإسرائيلي، حتى لو بوتيرة أبطأ من المطلوب"، هو السبب في المعضلات التي يواجهها جيش الاحتلال، ما يجعله يقاتل بين رقعة وأخرى وبين أسبوع وآخر من دون هدف واضح، فيما "يتراكم الإحباط ويتزايد في هيئة الأركان". وتابعت "ليس هناك بوصلة لدى الحكومة، ولا أي قرار للمدى الطويل، بشأن المكان الذي تريد أن يصل إليه القتال في غزة، بالإضافة إلى الاحتكاك المستمر والمتفجّر في الشمال. مراوحة المكان الناجمة عن مخاوف الحكومة من اتخاذ قرار طويل الأمد وذي وزن، والذي سيكون حتماً مثيراً للجدل في إسرائيل والعالم، يجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي إدارة قواته والتخطيط لبناء قوته للسنوات المقبلة، أيضاً على مستوى تصميم مفاهيم الدفاع عن الحدود".

وقال جنرال في هيئة الأركان لم تسمّه الصحيفة: "من الممكن خلال شهرين أو ثلاثة أشهر أن نبني نوى استيطانية في ممر نتساريم، ومن بينها تقام مستوطنات ندافع عنها بقوات دائمة. هذا حل ممكن، والحكومة لديها تفويض لاتخاذ قرار بشأنه، فيما يقوم الجيش بتنفيذه، بوصفه هدفاً طويل المدى في غزة". وأضاف: "هناك حل استراتيجي آخر لغزة. حكم عسكري إسرائيلي يتولى السيطرة على أطنان الغذاء والوقود التي ندخلها إلى سكان غزة كل يوم وتساهم في تغذية حماس أيضاً، التي لا تزال واقفة على قدميها. ومن الممكن أيضاً، بوصفه حلّاً آخر، الدفع باتجاه إدخال السلطة الفلسطينية لتحكم بدلاً من حماس، على نحو تدريجي، أو بالاعتماد على آلاف الغزيين الذين كانوا جزءاً من حركة فتح، وتحت رعاية إقليمية، وبأثمان سياسية ستدفعها إسرائيل بالطبع. ولكن لا يوجد قرار كهذا، وفي ظل ذلك، قد نبقى عالقين في الوضع القائم الذي قد يستمر سنوات من دون تحقيق أهداف الحرب التكتيكية التي يعمل الجنود من أجلها كل يوم لعدم وجود هدف سياسي".

وعلّق جيش الاحتلال الإسرائيلي رداً على ما نشرته الصحيفة قائلاً إنه "بسبب القتال المكثّف في مختلف الجبهات، يتم استدعاء جنود مسرّحين من خلال الأمر 8 (أمر تجنيد إلزامي) من أجل أداء مجموعة متنوعة من المهمّات وفقاً للاحتياجات والمتطلبات العملياتية". وتابع بأنه سيواصل العمل من أجل توفير إجابات لجنود الاحتياط بشأن توقيت خدمتهم العسكرية ومدتها، "وسيواصل العمل من أجل الحد من الأضرار التي تلحق بالأفراد".