أعلنت جماعة الحوثيين في صنعاء، الأحد، جاهزيتها للحرب وتمسكها بموقف وفدها الذي شارك في مفاوضات عمّان بشأن رفض فتح المعابر نحو مدينة تعز (جنوب غرب اليمن)، في الوقت الذي تنتهي فيه الهدنة الأممية المعلنة الخميس المقبل 2 يونيو/ حزيران المقبل.
ويأتي تصعيد الحوثيين لخطابهم بعد يوم من إعلان انتهاء مفاوضات عمان بين الحكومة اليمنية والحوثيين بشأن فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى، والتي استمرت لثلاثة أيام، وفشلت في تحقيق أي اتفاق، في الملف الإنساني الذي يعد من البنود التي تضمنتها الهدنة الأممية.
وجاء إعلان الحوثيين خلال اجتماع الحكومة غير المعترف بها في صنعاء، وقالت: "في الوقت الذي تؤكد فيه جاهزيتها للسلام فإنها أيضا تؤكد أنها جاهزة للحرب والمواجهة"، وفق ما نقلت وكالة الحوثيين الرسمية في صنعاء.
وقال الحوثيون إن وفدهم في محادثات عمان قدم عرضا بفتح كافة المنافذ والطرق في عموم المحافظات اليمنية من دون تمييز بين منطقة وأخرى، وأكدوا بالقول "الكرة الآن في ملعب الطرف الآخر"، في إشارة للحكومة اليمنية التي اتهموها بـ"التلكؤ في فتح الطرق والمعابر".
يشار إلى أن جماعة الحوثي تحاصر مدينة تعز منذ العام 2016، حيث أغلقت كافة المنافذ المؤدية إليها، وتتهمها الحكومة بزرع ألغام في تلك المنافذ، وفي مفاوضات عمان تمسكت بفتح كافة الطرقات في محافظات أخرى، رغم أن الأولوية الإنسانية للطرق في مدينة تعز.
والسبت، التقى رئيس المجلس السياسي للحوثيين، مهدي المشاط، مسؤولين عسكريين في حكومة الحوثيين، وناقشوا المواضيع المتصلة بالشأن العسكري والأمني ومسار الهدنة الحالية وتقييم مدى التزام طرف الحكومة اليمنية والتحالف. وقال المشاط: "إن ممارسات دول العدوان (التحالف الذي تقوده السعودية) بإرسال طائرات تجسسية إلى أجواء العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، يعد خرقاً سافراً للهدنة وعملاً عدوانياً يتناقض كليا مع ادعاءاتها بالحرص على السلام".
وأضاف: "في حالة لم تفِ دول العدوان بالتزامها بالهدنة الأممية المعلنة، فإن القوات المسلحة والأمن وبالاستعانة بالله جاهزة للقيام بواجبها"، بحسب ما نقلت الوكالة الرسمية للحوثيين.
إلى ذلك، كشف الحوثيون عن انطلاق أول رحلة تجارية مدنية من صنعاء إلى القاهرة الأربعاء المقبل. وقال وزير النقل بحكومة الحوثيين في صنعاء غير المعترف بها دولياً عبد الوهاب الدرة، إن مكتب المبعوث الأممي أكد تسيير أول رحلة تجارية مدنية من صنعاء إلى القاهرة والعودة في الأول من يونيو المقبل عبر شركة الخطوط الجوية اليمنية"، في تصريح نقلته وكالة سبأ الحوثية. مع العلم أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن شكر، أمس، نظيره المصري سامح شكري، على سماح القاهرة بهذه الرحلات.
ومنذ 15 مايو/أيار الجاري بدأت الرحلات الجوية من مطار صنعاء، تنفيذا لبنود الهدنة الأممية التي أعلنت في 2 إبريل/ نيسان الماضي، لمدة شهرين قابلة للتمديد، والتي تضمنت أيضا وقف إطلاق النار والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية إلى مدينة الحديدة، بالإضافة إلى فتح الطرق والمعابر بمدينة تعز.
في موازاة ذلك، ترأس رئيس الحكومة اليمنية، معين عبد الملك، اليوم الأحد، اجتماعاً لقيادة وزارة الدفاع، في العاصمة المؤقتة عدن لمناقشة أوضاع الجبهات القتالية والاحتياجات اللوجستية للحفاظ على الجاهزية العسكرية، تنفيذا لتوجيهات مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد العليمي. وبحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، فقد تطرق الاجتماع إلى "الجهود الجارية لتنظيم أوضاع المؤسسة العسكرية والأمنية بموجب اتفاق الرياض ومخرجات المشاورات اليمنية اليمنية المنعقدة في الرياض، والجهود الجارية في هذا الجانب، إضافة إلى مستجدات الهدنة الأممية على ضوء الخروقات المتصاعدة لمليشيا الحوثي في مختلف الجبهات".
وجدد عبد الملك "التزام الحكومة بتوجيهات مجلس القيادة الرئاسي بضبط النفس لما يخدم استمرار الهدنة وتخفيف المعاناة الإنسانية التي فرضتها مليشيا الحوثي على الشعب اليمني"، مؤكداً في الوقت نفسه "على ضرورة التحلي بأعلى مستويات الاستعداد والجاهزية القتالية، حتى هزيمة مشروع إيران الدموي والتخريبي في اليمن، واستكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب".
وفشلت، السبت، المحادثات بين الحكومة والحوثيين في عمان بشأن فتح الطرق، بعدما أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اختتام جولة أولية من النقاشات بشأن فتح طرق رئيسية في تعز دون التوصل إلى أي اتفاق.
ويسعى المبعوث الأممي إلى اليمن لتمديد الهدنة، إذ سبق أن أبلغ الأطراف اليمنية بذلك خلال الأيام الماضية، رغم التعثر في الملفات الإنسانية للهدنة، والاتهامات المتبادلة بالخروقات العسكرية والتحشيد في جبهات القتال، وتبدي الأطراف اليمنية استعدادها للتمديد مقدمة اشتراطات بتقديم ضمانات لتنفيذ بنودها والالتزام بها.