"أونروا": الوكالة باقية في لبنان ولن تتخلى عن عملياتها على الإطلاق

01 نوفمبر 2024
خلال مقابلة صحافية سابقة مع أبو حسنة (عبد الحكيم أبو رياش/ العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواصل أونروا عملياتها في لبنان رغم التحديات، حيث أنشأت 11 مركز إيواء لتقديم الدعم للنازحين الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين، لكنها تواجه صعوبات بسبب نقص التمويل.
- أطلقت أونروا نداءً لجمع 27.3 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية، مع التركيز على العمليات الطارئة في مناطق مثل صيدا والبقاع وبيروت، وسط تحديات كبيرة.
- تعاني الأمم المتحدة من نقص حاد في التمويل، حيث جمعت 17% فقط من 426 مليون دولار المطلوبة، مما يعيق توفير الاحتياجات الأساسية ويزيد من تدهور الوضع الإنساني في لبنان.

أكد عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بالمنطقة، أن الوكالة ستواصل عملها في لبنان ولن تتخلى عن عملياتها على الإطلاق، لافتاً إلى أنّ "مشاكل اللاجئين ازدادت بفعل العدوان الإسرائيلي وتوسّعه على الأراضي اللبنانية وأضيف إليها التهجير والنزوح". وقال أبو حسنة لـ"العربي الجديد"، إنّ "أونروا قامت بتفعيل استجابتها للطوارئ في لبنان، وعمدت إلى تشكيل 11 مركز إيواء في جميع أنحاء البلاد، فيها آلاف النازحين، سواء من الفلسطينيين أو اللبنانيين أو السوريين"، مشيراً إلى أن "الوكالة تقوم بكل ما باستطاعتها لتأمين الخدمات المنقذة للحياة وتلك الأساسية، والتركيز على الأنشطة التربوية والدعم النفسي الاجتماعي، إلى جانب تقديم الفرش والأغطية والوجبات الساخنة".

وحول احتجاجات اللاجئين الفلسطينيين على الضعف الكبير لمستوى الخدمات المقدّمة من أونروا والتقصير الحاصل من جانبها، يقول أبو حسنة إنّ "الحدث كبير جداً، وليس باستطاعة الوكالة مواجهة التحديات الكبرى للهجوم الإسرائيلي، ولا شكّ في أن النزوح الذي حصل من مخيم الرشيدية في صور جنوبي لبنان أمس الخميس زاد من الأعباء على الوكالة واللاجئين الفلسطينيين أنفسهم، لكنه جزء من الحالة الخطيرة التي تحدث الآن في لبنان".

وأكد أن وكالة أونروا لن تكون قادرة على الاستجابة لكل الاحتياجات كما يحدث في غزة على سبيل المثال، مضيفًا "نحن لدينا خطة طوارئ طبّقناها وهناك عقبات تواجهنا ونقصٌ في التمويل ولكن نعمل جاهدين لتأمين احتياجات النازحين قدر المستطاع والاستجابة للمتطلبات الطارئة".

وتعمل وكالة أونروا على مواصلة عملياتها الاعتيادية في مناطق الجنوب وصيدا ووسط لبنان (بيروت) والبقاع والشمال. أما في صور، فلا تزال الأنشطة معلقة مع توفير الحد الأدنى من خدمات المياه والصرف الصحي فقط. فيما تعمل الوكالة في مناطق صيدا والبقاع وبيروت والبقاع في حالة وضع الطوارئ، حيث تتسم بحركة محدودة مع التركيز على الخدمات المنقذة للحياة والخدمات الأساسية. وفي المنطقة الشمالية، تعمل العمليات بشكل كامل.

وفي 3 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أطلقت وكالة أونروا نداءً عاجلاً لجمع 27,3 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناجمة عن التصعيد المستمر في لبنان، بالإضافة إلى نزوح بعض السكان من لبنان إلى سورية، خلال التسعين يوماً المقبلة.

وتقع مراكز الإيواء العاملة حالياً والتي تديرها الوكالة والبالغ عددها 11 مركز إيواء في المناطق التالية: واحد في بيروت (مدرسة يعبد)، وأربعة في منطقة صيدا (مركز تدريب سبلين، ومدرسة نابلس، ومدرسة رفيديا، ومدرسة بير زيت/بيت جالا)، وخمسة في الشمال (مدرسة طوباس، ومدرسة عمقا، ومدرسة جبل الطابور، ومدرسة بتير، ومدرسة مجدو ومزار، وجميعها في مخيم نهر البارد)، وواحد في البقاع (مدرسة الجرمق في منطقة زحلة). وبحسب آخر تقرير صادر عن أونروا، فإنه تم حتى 24 أكتوبر/ تشرين الأول تسجيل ما مجموعه 3679 نازحاً في مراكز الوكالة.

ودخل مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور أمس الخميس للمرة الأولى قائمة نداءات الاخلاء التي يصدرها الاحتلال إلى السكان لإخلاء منازلهم قبل قصفها، الأمر الذي أدى إلى تسجيل حركة نزوح كثيفة، خصوصاً من العائلات والنساء وكبار السنّ والمرضى، فيما قرّر العديد البقاء، لكنه لم ينفذ أي استهداف له حتى الساعة، بينما طاولت الغارات الإسرائيلية محيطه، وذلك في خطوة وضعتها مصادر فلسطينية في إطار مخطط إسرائيل بالتهجير، إلى جانب طبعاً القتل والتدمير، علماً أنّ أكثر من عملية إسرائيلية استهدفت مخيمات وتجمعات فلسطينية منذ بدء الحرب في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وتوسّعها.

أبو حسنة: قرار حظر عمل وكالة أونروا سابقة تاريخية خطيرة

على صعيد آخر، اعتبر أبو حسنة أنّ "تبني الكنيست الإسرائيلي قراراً بحظر عمل الوكالة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة هو سابقة تاريخية خطيرة لم تحدث إطلاقاً بين دولة عضو في الأمم المتحدة ومنظمة أممية هي الأكبر من بين المنظمات التابعة للأمم المتحدة أي الأونروا"، مشيراً إلى أنّ "هذا القرار هو تنكّر واضح للاتفاقية أو الرسائل التي تم تبادلها بين الأونروا والحكومة الإسرائيلية في عام 1967، والتي من خلالها يتم احترام مؤسسات الأونروا وتسهيل عملها وحصانتها وتسهيل عمل موظفيها في الدخول والخروج والحصول على التصاريح".

وأشار أبو حسنة إلى أنّ "الخطورة تكمن بأن القرار ينصّ على منع أونروا من العمل في المناطق ذات السيادة الإسرائيلية، أي القدس الشرقية التي تملك فيها الوكالة العديد من المدارس والعيادات، ومقرّ رئاسة عمليات الضفة الغربية ومقرّ المفوض العام وبعض المكاتب التابعة للمنظمات الأممية الأخرى".

وتوقف أبو حسنة أيضاً عند حظر إسرائيل العلاقة مع أونروا وعدم الاتصال أو عدم التعامل معها وعدم وجود الإعفاءات الضريبية وإجراءات أخرى تتعلق بالبنوك وغيرها، قائلاً: "لن نستطيع بذلك التحرّك، باعتبار أن كلّ التحركات تحصل بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي، حتى العمليات تتم من خلال الجانب الاسرائيلي فهم من يسيطرون على أرض الواقع في الضفة وغزة والقدس الشرقية ونخشى أن يؤدي تطبيق هذه القرارات في حال تطبيقها إلى انهيار العمليات الاغاثية ومنعها في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس". وقال أبو حسنة لـ"العربي الجديد"، "حتى الساعة لم يتم تبليغنا بعد لا بموعد تطبيق القرارات الإسرائيلية ولا حتى بإخلاء مقرّ رئاسة عمليات أونروا في الشيخ جراح في القدس الشرقية".

الأمم المتحدة تواجه نقصاً حاداً في الأموال لمساعدة لبنان

في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أنها تواجه نقصا حادا في الأموال لتقديم مساعدات إنسانية للبنان، إذ لم تتمكن من تمويل دعوتها إلى التبرع سوى بمستوى 17 بالمائة. وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) ينس لاركه خلال مؤتمر صحافي في جنيف إن "الحاجات تزداد كل دقيقة والوعود بتقديم أموال لا تكفي لشراء الطعام أو الأدوية أو الملاجئ" للنازحين جراء الحرب في لبنان.

وأضاف "إننا نواجه تدهوراً سريعاً في الوضع الإنساني" و"نأمل بالتالي أن تتلقى وكالات الأمم المتحدة وشركاؤنا أموالاً بسرعة". وأوضح المتحدث، بحسب ما تنقل وكالة فرانس برس، أن النداء من أجل جمع مساعدات إنسانية للبنان لم يجمع سوى 17% من أصل 426 مليون دولار طلبها، من ضمنها 17 مليون دولار من إيطاليا و11,7 مليون من الولايات المتحدة و10 ملايين من صندوق الأمم المتحدة للطوارئ الإنسانية و9,3 ملايين دولار من السويد و7,2 ملايين دولار من فرنسا، و6,4 ملايين دولار من المملكة المتحدة و5,5 ملايين من ألمانيا.

المساهمون