- وزارة الدفاع تعلن تفاصيل العملية التي أسفرت عن مقتل مسلحين بارزين واسترجاع أسلحة وذخيرة، مؤكدة على يقظة الجيش وعزمه على ملاحقة العناصر المسلحة.
- العمليات تمثل جزءًا من جهود مستمرة للقضاء على بقايا الجماعات المسلحة، مع تحليلات تشير إلى دخول الجزائر مرحلة تطهير نهائي للجيوب المتبقية من المسلحين وانتقال من مكافحة الإرهاب إلى اجتثاثه.
قضى الجيش الجزائري على مسلحين يتبعان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في داخل البلاد، للمرة الأولى منذ آخر عملية من نوعها في إبريل/ نيسان 2021، ما يعيد طرح تساؤلات حول ما اذا كانت هناك خلايا أخرى تمثل آخر بقايا الجماعات المسلحة المتحصنة في الجبال شمالي الجزائر. ويعود آخر ظهور لمسلحي تنظيم القاعدة في الجزائر إلى مايو/ أيار 2022.
وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن وحدة من الجيش قضت، أمس الأحد، على مسلح يدعى سمير ويكنى بأبو ضحى ينشط في صفوف الجماعات المسلحة قبل 18 عاماً في منطقة وادي الفضة بولاية الشلف غربي الجزائر، كان قد التحق بالجماعات المسلحة سنة 2006. وأفاد البيان باسترجاع مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف، بالإضافة إلى مخزنين وكمية من الذخيرة وأغراض أخرى كانت بحوزته .
وقبل ذلك بأيام، كانت السلطات قد أعلنت في نفس السياق أن وحدة من الجيش تمكنت من القضاء على مسلح ينشط في صفوف القاعدة يسمى خطار أمحمد ولقبه إسماعيل، في منطقة الثنية الكحلة بولاية المدية 120 كيلومتراً جنوبي العاصمة الجزائرية، كما جرى استرجاع قطعة سلاح من نوع كلاشنيكوف كانت بحوزته، إضافة الى مخازن ذخيرة ومنظار ميدان وأغراض أخرى.
ووصفت الدفاع الجزائرية العمليات الأمنية الأخيرة والقضاء على المسلحين في الداخل الجزائري بأنها "تؤكد يقظة وعزم وحدات الجيش على تعقب هؤلاء المجرمين عبر كامل التراب الوطني، حتى القضاء النهائي عليهم"، بعد فترة انحصرت فيها هذا النوع من العمليات الأمنية بالقضاء أو اعتقال المسلحين، في منطقة الجنوب الجزائري القريبة من مناطق شمالي النيجر ومالي، وتخص في الغالب مسلحين عائدين من مناطق التوتر في الساحل.
ومنذ عامين، لم تعلن السلطات عن أية عملية عسكرية ضد الجماعات المسلحة حتى إعلان السلطات عن العمليتين الأخيرتين هذا الأسبوع، غاب بصورة كلية أي نشاط أو تحرك للمسلحين في مناطق الشمال والداخل الجزائري، إذ كانت قيادة الجيش الجزائري قد أعلنت في مايو/ أيار 2022، بعد عملية اعتقال أربعة مسلحين من عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في منطقة تيسمسيلت غربي البلاد في مايو/ أيار 2022، القضاء على آخر المجموعات المسلحة التي تتبع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خاصة بين توقيف والقضاء عناصر المجموعة الرئيسية في منطقة سكيكدة وجيجل شرقي البلاد، وتيسمسيلت وعين الدفلى غربي الجزائر وتيبازة وسط البلاد، بمجموع 35 عنصراً.
لكن الإعلان عن القضاء على مسلحين آخرين في منطقة متقاربة يعطي مؤشراً على أنه، وعلى الرغم من المجهود الأمني الذي بذلته قوات الجيش والأمن، فإن آخر بقايا الجماعات المسلحة، ما زالت تتحصّن في مناطق من الجبال شمالي وغربي الجزائر، وترفض على وجه الخصوص الاستجابة لنداءات كانت وجهتها قادة وأمراء سابقون للجماعات المسلحة، إلى العناصر المستمرة، لدفعها لوضع السلاح والتسليم للسلطات، وجهتها، وهو ما يفسّر إلى حد بعيد استمرار إعلان سلطات الأمن والجيش الجزائري الإعلان عن تفكيك وتوقيف عناصر لشبكات دعم وإسناد الجماعات المسلحة وتموينها.
وبرأي محللين ومتابعين للشأن الأمني في الجزائر، فإن مرحلة القضاء على المجموعات الإرهابية انتهت، وما يتم في الوقت الحالي هو عملية تطهير، وقد قال محلل الشؤون الأمنية خالد خلاف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن عمليات مكافحة واجتثاث الإرهاب في جزائر انتهت ميدانياً وفعلياً، وعلى الأرض لم يعد للجماعات الإرهابية أي وجود أو نشاط في غضون الثلاث سنوات الماضية، ويمكن أن نلاحظ أن قوات الجيش تقوم في المرحلة الأخيرة بعمليات تطهير نهائي لعدد قليل جداً من المسلحين المعزولين في مناطق متفرقة، ليست لديهم القدرة على التحرك، خاصة مع عودة الحياة بشكل كبير إلى القرى والمناطق الجبلية بعد فترة أمنية عصيبة، وهذا يعني أن هناك انتقالاً من مرحلة مكافحة الإرهاب إلى مرحلة اجتثاث الإرهاب التي بدأت في أكتوبر 2016، ثم مرحلة تطهير الجيوب التي سمحت بالقضاء على آخر الخلايا والعناصر منذ منتصف عام 2022، بما فيها العمليتان الأخيرتان في الشلف والمدية"، مشيراً إلى أن "هذه العناصر الأخيرة ترفض الاستجابة حتى لبيانات ومراجعات قامت بها قيادات سابقة لهذه الجماعات، على غرار المفتي الشرعي في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي لسلوس مدني المعروف باسم عاصم أبو حيان في إبريل/ نيسان 2022".